خاص العهد
اختتام مراسم تقبّل التبريكات بالشهيد القائد السيد محسن في بيروت.. إصرار على التمسك بخيارات المقاومة مهما بلغت التضحيات
تصوير موسى الحسيني
اختتم حزب الله مراسم تقبّل التهاني والتبريكات والتعازي بالشهيد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد علي شكر (السيد محسن)، في ظل تأكيد المشاركين فيها على فشل سياسة الاغتيالات التي يمارسها العدوّ الصهيوني بحق قيادات المقاومة، وإصرارهم على التمسك بخيارات المقاومة مهما بلغت التضحيات ومهما كانت الأثمان، ومشيرين إلى أنّ رهانات العدو الخاطئة تساهم ببناء أجيال جديدة ترى بعينها استشهاد قادتها، فتكون وقودًا لبأسٍ شديدٍ لشبابٍ سيذيقون العدوّ مجددًا الطعم المر للهزيمة.
موقع العهد الإخباري واكب مراسم تقبل التعازي واستصرح عددًا من الشخصيات المعزية، من بينهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الذي قال "نحن هنا لنتضامن مع كل الذين يقاتلون "إسرائيل" ويتصدون للتعدي "الإسرائيلي" إنْ في لبنان أو غزة أو الضفة أو في كل مكان".
وأضاف جنبلاط "هذا أقل واجب ونحن واحد من الجَنُوب إلى الجبل إلى الضاحية إلى كل مكان".
النائب هادي أبو الحسن
بدوره، أكّد أمين سر كتلة "اللقاء الديمقراطي" النيابية في لبنان النائب هادي أبو الحسن أنّ "الموقف واحد والدم واحد من الضفة إلى جنوب لبنان، وأيضًا العدوّ واحد"، مشيرًا "إلى أنّ حادثة مجدل شمس باتت وراءنا والمسؤولية فيها تقع على عاتق العدوّ "الإسرائيلي"، وموقفنا منها جاء على لسان وليد جنبلاط الذي كان موقفه حاسمًا وواضحًا في تحديد الوجهة والاتجاه وكيفية التعاطي مع الحادثة".
رئيس تيار"صرخة وطن" جهاد ذبيان
من جانبه، قال رئيس تيار"صرخة وطن" جهاد ذبيان "قدمنا من الشوف مباركين ومعزين بالشهيد القائد السيد محسن، ولنقول إنّ المقاومة تعوّدت على تقديم التضحيات والشهداء والشهداء القادة، وإن هذا الدرب معبد بالدماء"، ولفت إلى "أنّنا اليوم في موقع أخذ الخيار والقرار ولا مجال لأن نكون في الوسط، لدينا عدوّ ولدينا مقاومة، ونحن اليوم نقف في وجه محور عالمي وليس فقط في وجه هذا الكيان الغاصب"، وأضاف "نحن في وقت ننتظر ونترقّب فيه النصر ونحن في الواقع الأليم الذي نعيشه معنوياتنا مرتفعة مهما اشتدت التضحيات".
وأردف ذبيان تعليقًا على حادثة مجدل شمس "طائفة الموحدين الدروز تعرف تمامًا كيف توجه البوصلة، والأهل في مجدل شمس هم مقاومون ولديهم الكثير من الأسرى في سجون الاحتلال"، مؤكّدًا أنه "لا يستطيع أحد أنّ يجعل من طائفة الموحدين الدروز خاصرة رخوة في خاصرة المقاومة، ونحن مع المقاومة في السراء وفي الضراء".
رئيس حزب "التيّار العربي" شاكر البرجاوي
من جهته، أكّد رئيس حزب "التيّار العربي" شاكر البرجاوي أنّ "على العدوّ أنّ يعلم أنّ قادة المقاومة يستشهدون على طريق تحرير فلسطين، ولم يبخلوا بدمائهم في سبيل نصرتها والوقوف إلى جانب أهلنا في فلسطين"، وأضاف "نحن في جبهة المقاومة مصرّون على تحرير كامل تراب فلسطين، والنصر قريب والمسألة مسألة وقت".
ولفت البرجاوي إلى أنّ "العدوّ دخل إلى غزّة، لكن فلسطين دخلت إلى كل العالم بفضل تضحيات الشهداء، إن كان من أهلنا في فلسطين أو في لبنان أو العراق أو في اليمن، وكما قال السيد نصر الله هذا العدوّ يسقط في النقاط، واليوم نحن نسجل النقاط في مرمى هذا العدوّ ومصير مستوطنيه أنّ يعودوا إلى الدول التي أتوا منها".
وعلّق البرجاوي على تهديدات وتهويلات العدوّ بالقول "نحن لا نقاتل هذا العدوّ، بل نقاتل من خلفه الولايات المتحدة الأميركية وكل "الناتو" وبعض حلفائهم أيضًا، ونحن نعلم قدراتهم، ولكن لا خيار لنا إلا أنّ نقاتل هذا العدوّ وندافع عن أهلنا في فلسطين وننصرهم، مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن"، مؤكّدًا أنّ "غالبية مستوطني غلاف غزّة وشمال فلسطين المحتلة موجودون في منطقة جغرافية صغيرة، وسيتم ضرب هذه المنطقة بالكامل ولن يكون أمامهم غير مطار "بن غوريون" للرحيل عن فلسطين".
وأردف "نحن لسنا هواة موت أو قتل، ولكن نريد أن نحيا في أرضنا بكرامة، ونريد أن تكون هذه الأرض خارج أي احتلال"، وأضاف "مهما كان الثمن فهو رخيص وقليل أمام الهدف وهو تحرير فلسطين كل فلسطين".
الإعلامي اليمني علي الزهري
أما الإعلامي اليمني علي الزهري، فأشار إلى أنّ "هذه الدماء ستثمر نصرًا، لأنّ هذه المسيرة دائمًا تقدّم الكثير، وقد قدّمت الكثير من أمين عام لحزب الله، ومن القيادات في حركة حماس، وأيضًا في اليمن الرئيس صالح الصماد، وأيضًا في إيران والعراق، ولكن المسيرة مستمرة تصاعديًا مثلما قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله"، مؤكّدًا أنّ "العدوّ يعلم ذلك، ولا يمكن له بهذه الاغتيالات أنّ يغتال القضية".
وتابع الزهري "هذه الدماء الطاهرة أمانة في أعناقنا جميعًا، وعلينا أن نستمر ونواصل على نفس الدرب بل وأكثر، حتى تحقيق النصر وتحقيق الأهداف التي ارتقى وضحّى من أجلها هؤلاء الشهداء".
المدير العام لجمعية الإمداد الخيرية الحاج محمد برجاوي
بدوره، روى المدير العام لجمعية الإمداد الخيرية الحاج محمد برجاوي بعضًا ممَّا يعرفه عن السيد محسن حيث قال: "الشهيد هو صديقٌ وعزيزٌ وأخٌ قديمٌ جدًا من الإخوة الأوائل".
وأشار إلى "حسنة من حسنات الشهيد، وقصة من قصص الخير، إذ كان منذ سنواتٍ طويلة كافلًا لعددٍ لا بأس به من الأيتام، ومنذ سنواتٍ أيضًا. كذلك الأمر فقد أصبح كافلًا لعددٍ من عوائل الأيتام".
وتابع برجاوي "الأمر اللافت حقيقةً أنّه قبل أقل من شهر من شهادته، أرسل الشهيد دفعةً مالية لا بأس بها لتغطية ما يكفي لأكثر من سنة للأمام، كما لو أن لديه إحساساً بالمصير الذي سيلقاه".
السيد ياسر الموسوي
من جهته، قال نجل سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي، السيد ياسر إنّ "السيد محسن كان قائدًا مقدامًا في الساحات، وكان معطاءً حيث لا حدود لعطائه"، متوجهًا لأعداء الأمة سواء العدوّ "الإسرائيلي" أو غيره بالقول: "مهما قتلتم من قادتنا، لن تثنوا هذه المسيرة عما تطمح إليه، هذه المسيرة دائمًا متألقة بعد شهادة كل قائد، هذه المسيرة هي بعين الله".
وتابع السيد الموسوي "الجيل الذي يتربى ويرى بعينه استشهاد قادته، سوف يكون أكثر إصرارًا من أي جيل سابق على الاستمرار في مواجهة هذا العدوّ الذي كان ولا يزال يراهن على رهانات خاطئة".
الشيخ راغب راغب حرب
كذلك لفت الشيخ راغب نجل شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب إلى أنّ "العدوّ من جهله يحسب أنّه باغتياله للقادة والمجاهدين قد حقق انتصارًا، لكن لن يتأخر الوقت حتى يعرف هذا العدوّ وكل من خلفه، أن شهادة القادة هي انتصارٌ للمقاومة وانتصارٌ لهذا الخط وهذا النهج، ولهذا الدَّم المظلوم الذي يقف شامخًا بوجه العدوّ"، وأشار إلى أنّ "الشهادة هي وسام إلهي للصالحين والمتقين والمجاهدين، وهي تأكيدٌ لهزيمة العدوّ الذي كلما ظن بقتله لقادتنا أنّه انتصر سيتأكّد أكثر فأكثر أنّه هزم مرةً أخرى، لأن النصر بفضل هذه الدماء حتمي، ونحن نرفع رؤوسنا دائمًا بالشهداء ولا نعتبر أن شهادة القادة خسارةٌ، بل هي مزيدٌ من النصر إن شاء الله".
وفي ختام فعاليات تقبّل التهاني والتبريكات والتعازي، شكر مسؤول منطقة بيروت في حزب الله السيد حسين فضل الله كلّ الشخصيات بمختلف مواقعها ومسمياتها والوفود الشعبية وكلّ المحبّين والعاشقين للشهداء وعلى رأسهم الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد علي شكر، وأشار إلى أنّ "موعدنا الكبير في الحفل الـتكريمي للشهيد القائد يوم الثلاثاء المقبل، حيث سيتجدد الموقف والعهد والبيعة للشهداء وللقائد الشهيد، وسنكون مع الموقف الجميل والمسؤول لسيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله".