خاص العهد
"شياطين" التفاصيل تؤخّر ولادة الحكومة والمشاورات مستمرة
فاطمة سلامة
لم يكن مسار الأحداث اليوم مطابقاً للأجواء الإيجابية التي هلّلت للولادة الحكومية. كل المؤشرات التي برزت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية كانت تؤكّد بما لا يقبل الشك أنّ الجمعة سيحمل لقاء هاماً بين أعضاء اللقاء التشاوري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري تُعلن على إثره حكومة الوحدة الوطنية. إذ كان من المفترض أن يلي اجتماع اللقاء التشاوري الذي عقد في دارة الرئيس الراحل عمر كرامي، اللقاء المذكور في بعبدا، إلا ان حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر، فقضية تمثيل اللقاء التشاوري لم تعد سبباً لتأخير ولادة الحكومة بعد إعلان النائب فيصل كرامي التزام اللقاء بمبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، فعندما "جدّ الجد" وباتت الحكومة قاب قوسين أو أدنى من الولادة، طرأ خلاف على توزيع بعض الحقائب في ربع الساعة الأخير، وهذا ما دفع ملف التشكيل خطوة الى الوراء، وفق ما تلفت مصادر متابعة لموقع "العهد" الإخباري.
في القصر الجمهوري، قضى الصحفيون ساعات من الانتظار لأي معلومة توحي بزيارة أعضاء اللقاء التشاوري أو الحريري الى بعبدا. الأسئلة انهالت على المعنيين في دوائر القصر الجمهوري، ولا جواب سوى لا موعد حتى اللحظة. الرئيس عون ينتظر انتهاء المشاورات بين أعضاء اللقاء التشاوري والمرشح جواد عدرا لتحديد الموعد العتيد. في المقابل، ولدى سؤال أوساط الرملة البيضاء حيث يجتمع أعضاء اللقاء، يُسارع المعنيون للإشارة الى أننا بانتظار تحديد موعد لنا في القصر الجمهوري. إلا أنّ الإجابة لم تتأخر إذ بدت واضحة من بيت الوسط حيث اللقاء الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل بالرئيس المكلّف، والذي استمر لساعات، أشارت على إثره مصادر متابعة لموقع العهد الى أنّ جو اللقاء كان إيجابياً نوعاً ما لكنّه لم يعثر على مخارج تحسم مسألة توزيع بعض الحقائب وبالتحديد "الإعلام، البيئة، والصناعة"، إذ لا يرغب أحد بتولي حقيبة وزارة الإعلام. المصادر تؤكّد أنّ الاتصالات مستمرة ليلاً لحل هذه القضية، عسى ولعلّ نكون أمام ولادة حكومية يوم غد السبت.
وفي السياق، تؤكّد مصادر اللقاء التشاوري أنّ قضية تشكيل الحكومة لم تعد عالقة عند مسألة تمثيل اللقاء، بل هناك خلافات على توزيع بعض الحقائب، لافتةً الى أنّ اللقاء ينتظر الاجتماع بالمرشح جواد عدرا لترتيب بعض الأمور.