معركة أولي البأس

خاص العهد

"قسد" ترجئ الانتخابات.. مقدمة للإلغاء؟
15/06/2024

"قسد" ترجئ الانتخابات.. مقدمة للإلغاء؟

أعلنت الإدارة الذاتية المنضوية تحت راية "قسد" تأجيل الانتخابات التي كانت قد أقرّتها منتصف الشهر الحالي، وقالت في بيان لها إن هذه الانتخابات ستتم في شهر آب القادم. إلا أن كثيرًا من المراقبين يرون أن هذا التأجيل ليس سوى مقدمة لإلغاء هذه الانتخابات التي تعرضت للكثير من الانتقادات الداخلية والخارجية بصفتها انتخابات "أمر واقع"، الغرض منها إعطاء شرعية للمليشيات الكردية التي تفرض نفسها بقوة السلاح فضلًا عن أنها قد تستتبع ردود فعل إقليمه قوية سيكون من الصعب على "قسد" مواجهتها أو احتواءها.

"التأجيل مقدمة للإلغاء"

وفي تعليقه على تراجع "قسد" عن قرارها بشأن الانتخابات، قال المحلل السياسي حازم عبد الله لموقع "العهد" الإخباري إن هذا الإعلان ليس سوى مقدمة لإلغاء هذه الانتخابات.
وبرر عبد الله هذا الأمر بحجم الضغوط التي تعرضت لها "قسد"، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ولا سيما من جانب تركيا التي هدّدت باتّخاذ خطوات ميدانية على الأرض ضدّ أي تحرك من قبل "قسد" لإقامة الانتخابات، لأن تركيا تعتبر أن إقامة هذه الانتخابات والتي غالبًا لن تكون نزيهة تهدف إلى أمر واحد فقط وهو إعطاء المليشيات الكردية الانفصالية في شمال سورية شرعية انتخابية لإعلانها الانفصال في ما بعد، وهذا أمر لن تقبل به أنقرة ولا أي دولة إقليمية، فضلًا عن موقف دمشق الرافض تمامًا لهذا الأمر.

ورأى المحلل السياسي أن هذه المواقف دفعت "قسد" إلى الإعلان عن أن سبب التأجيل هو الاستجابة لما سمتها مطالب بعض الأحزاب المشاركة من أجل الحصول على الوقت الكافي والاستعداد الأفضل، إلا أن مسؤولًا آخر في الإدارة الذاتية كان أكثر وضوحًا عندما قال لإحدى القنوات المعارضة، إن إدارته تفكر جديًا في إلغاء هذه الانتخابات نظرًا لحجم الضغوط التي تتعرض لها خاصة من الجانب التركي. وعن موقف الأحزاب الكردية من إقامة هذه الانتخابات، أكد عبد الله أن هناك مواقف متباينة بين تلك الأحزاب لا سيما الحزبين الكرديين الرئيسيين، فبينما يضغط حزب العمال الكردستاني لإقامة هذه الانتخابات أيًا كانت الظروف ومهما كانت النتائج، تخشى الإدارة الذاتية من تبعات هذه الخطوة وتفضل التراجع مقابل الحفاظ على المكتسبات.

"الموقف الأميركي لعب دورًا حاسمًا في التراجع"

من ناحيته، رأى المحلل السياسي إسماعيل مطر أن الموقف الأميركي كان أحد الأسباب الرئيسية لتراجع "قسد" عن إقامة الانتخابات، خاصة وأنه اتسم بالتذبذب والتراجع. فبعد التأييد المبدئي لهذه الخطوة، عادت الإدارة الأميركية لتتراجع، وهذا ماجاء على لسان نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل الذي قال إن "أي انتخابات تجري في سورية يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، كما يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، مضيفًا إن الولايات المتحدة "لا تعتقد أن هذه الشروط متوفرة في الانتخابات شمال شرق سورية".

واعتبر مطر أن الموقف الأميركي بمثابة ضوء أخضر لأنقرة للقيام بأي خطوة في حال تمت الانتخابات، مشيرًا إلى أن "تجربة إقليم كردستان العراق في إجراء استفتاء الاستقلال العام 2017 أكبر دليل على أن واشنطن مستعدة للتنازل عن حلفائها بسهولة في حال تضارب هذا الالتزام مع مصالحها".

وختم المحلل السياسي كلامه بالتأكيد على أن الدعم الأميركي للقوى الكردية الانفصالية حالة طارئة ولن تستمر طويلًا، كما أن مصالح واشنطن مع أنقرة أكبر بكثير من مصالحها معهم، وبالتالي فإن على تلك القوى عدم المراهنة كثيرًا على الجانب الأميركي والبحث عن حل عادل يؤمن مصالح المكونات التي يمثلونها ويكون منسجمًا مع هوية وثقافة شعوب المنطقة التي يعيشون فيها.

قسد

إقرأ المزيد في: خاص العهد