معركة أولي البأس

خاص العهد

أسواق طرابلس عشية عيد الفطر: التجار يتفاءلون بالخير
30/05/2019

أسواق طرابلس عشية عيد الفطر: التجار يتفاءلون بالخير

طرابلس ـ محمد ملص
يتحضر أبناء طرابلس والشمال لاستقبال عيد الفطر السعيد، إذ  بدأت حركة المواطنين تنشط  في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهي الفترة التي  يسعى هؤلاء  فيها  لشراء حاجياتهم ومتطلباتهم من مأكل ومشرب ومن ملابس جديدة لاستقبال العيد. في الوقت عينه، انتهى التجار من تجهيز محلاتهم وبضاعتهم لتكون معروضة امام الزبائن، إذ  يعد موسم الأعياد مناسبة مهمة لهم، ومتنفسا  يعوّلون عليه لتعويض جزء من الخسائر التي باتوا يعانون منها بفعل  الركود الإقتصادي الذي يصيبهم طوال العام، فهل سينجحون في  إعادة تحريك ولو جزءاً بسيطاً، من العجلة الإقتصادية المهترئة؟

موقع "العهد الإخباري" جال على أسواق مدينة طرابلس، حيث استطلع اراء الناس والتجار، ورصد تحركات الناس التي بدأت تنشط نسبياً يوماً بعد يوم، وبدأت معها  المحال التجارية تفتح أبوابها حتى ساعات متأخرة من الليل لاستقبال الزبائن، ولكن كل ذلك، لا يعني أن الحركة الشرائية استعادت مجدها وقدرتها، إذ لا يزال الزبائن في مرحلة الإستطلاع ودراسة الأسعار، وما زالت نسب الشراء خفيفة جداً" حسب ما يروي احد التجار "لموقع العهد" ويشير: "الى أن  الناس بعد  ما بلشت تشتري، نعول كثيراً على هذا الموسم، ولذلك قدمنا تسهيلات وحسومات كبيرة لجذب المواطنين، وطرحنا اسعارنا أرضاً شعوراً منا  بالوضع الإقتصادي الذي نعيشه".

أسواق طرابلس عشية عيد الفطر: التجار يتفاءلون بالخير

الداخل الى أسوق طرابلس، يلاحظ حجم الإهتمام والإصلاح التي تلاقيه تلك الأسواق، وكان اخرها ما يعرف بسوق العريض، الذي لبس حلة العيد واستعادة جزءًا من رونقه الخاص منذ بداية الشهر الكريم،  بالإضافة الى  الزينة والأضواء التي باتت تعلو محلاته وتزين جوانبها، الا إن التجار، يدركون جيداً أن ذلك  لن يساهم في رفع القدرة الشرائية للمواطين لكنه مهم ويساهم في جذب الناس وحثهم على الشراء، ويشير بائع البسة يدعى محمود: "الى أنه في السابق كان موسم الأعياد مهماً لنا جداً، لكن وعلى مدى المواسم السابقة، لم يعد يشكل حافزاً لدينا  لتصريف البضائع، الا أننا نسعى  قدر الامكان وبكل ما استطعنا من قوة  لتحصيل جزء من الخسائر الموسمية".

يختلف موسم العيد هذا العام عن غيره من المواسم التي سبقته، ربما أن روح التفاؤل التي يبديها تجار المدينة توحي أن الموسم سيكون أفضل مما سبق، لكن من المؤكد أنه لن يكون حسب رغباتنا وتطلعاتنا، وهو ما يشير اليه التاجر "سميح المصري" الذي قال "لموقع العهد" إن الوضع الأمني الذي باتت تعيشه طرابلس، اعاد لها الكثير من الحياة والأمان الذي هو جزء اساسي في حركة الأسواق،   متوجهاً بالشكر الى عناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية  المولجة حماية الأمن، والذين ينتشرون في الاسواق ويواكبون حركة المواطنين عشية موسم الأعياد  طوال ساعات الليل والنهار.

أسواق طرابلس عشية عيد الفطر: التجار يتفاءلون بالخير

جرعة التفاؤل تلك التي يبديها التجار، ينغص بعضاً منها عدد من المشاكل والعقبات التي تعرقل حركة المواطنين حيث تغيب البلدية عن عدد من الأسواق القديمة، ولا تؤدي واجباتها من إنارة ونظافة في العديد من الطرقات وانتشار الحجارة والعوائق على الأرصفة في الطرق  الرئيسية  المؤدية الى تلك الأسواق، بالإضافة الى المعوقات وحجار الإسمنت التي  خلفتها وراءها الشركات الملتزمة تأهيل الأرصفة، ورغم انتهاء المشروع لم  تقم البلدية برفعها او نقلها  لتوسعة الطريق أمام المارة. بالإضافة الى أن عدد من التجار باتوا يشتكون من ظاهرة الدراجات النارية المنتشرة بكثافة، والتي تجوب تلك الاسواق في وقت ذروة وجود الزبائن، من دون ان يتم وضع حد لها من قبل القوى الامنية، أو البلدية أو حتى تخصيص وقت محدد لمسيرها كونها تشكل عائقاً كبيراً أمام المارة وتتسبب بالعديد من المشاكل.

لا شك أن ما تعانيه الأسواق اللبنانية بشكل عام، هو كارثة حقيقية، وبكل ما للكلمة من معنى، ومع ذلك كله، وفيما  لا أحد يبادر الى إنقاذ هؤلاء التجار من ازماتهم،  يعوّل هؤلاء على جرعة أمل ربما تنقذ الموسم من الخسارة التي يعاني منها أصحاب المحال التجارية سنوياً، والا  فإن الأمور  تتجه الى مزيد من التدهور إذا ما بقيت الاوضاع الاقتصادية على ما هي عليه، في ظل  الوضع المالي الصعب.

إقرأ المزيد في: خاص العهد