خاص العهد
بالصور| منذ بدء "طوفان الأقصى".. الدفاع المدني: سنكون حيث يجب أن نكون
تجدهم إلى جانب المقاومين على الجبهة عند الخطوط الأمامية، يسارعون إلى إزالة آثار همجيّة العدو بعد أي غارة أو قصف، ينقذون الجرحى من تحت أنقاض المنازل التي يهدمها العدو، يفتحون الطرقات لكي يستمر المواطنون الصامدون بالوصول إلى منازلهم وأرزاقهم، يخمدون الحرائق التي يتسبب بها جيش الاحتلال، وغيرها من المهام الإنسانية التي تعزز الصمود وتحفظ الانتصار.
إنهم رجال الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، منذ أكثر من سبعة أشهر ومع انطلاق عملية طوفان الأقصى وهم ما انفكوا يبذلون كل ما عندهم، يقدمون التعب والعناء والسهر والأرواح في سبيل مهماتهم الإنسانية، وعلى امتداد خطوط الدفاع الأولى عند الحدود الجنوبية، لا يكلّون ولا يملّون، ويصلون الليل بالنهار خدمة للمجتمع والقضية وصونًا لكرامة لبنان وأرضه وعرضه، ويشهد على أفعالهم كل منزل مهدّم وكل أرض محروقة وكل جريح أو شهيد انتشلوه على امتداد قرى الجنوب الصامدة من الناقورة إلى مزارع شبعا المحتلة.
عن هؤلاء الجنود ونشاطاتهم، كان لمدير الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية بمنطقة جبل عامل الأولى، عبد الله نور الدين، حديث لموقع "العهد" الإخباري، لافتًا إلى أن العمل الأساسي لهذا الجهاز يتمثل بالعمل الإسعافي والإنقاذ ورفع الأنقاض والإطفاء.
ويقول "بدأنا العمل منذ بداية عملية طوفان الأقصى. كان العدو يستهدف الأحراج على امتداد الخط من اللبونة وإلى كفرشوبا. نعمل بالتوازي على مساري إطفاء وعمليات إسعاف في نفس الوقت"، ويضيف "بعدما بات العدو يستهدف الأبنية بشكل مباشر، قمنا بعمليات رفع الأنقاض، ومن خلال فرق الإنقاذ لدينا، قمنا بعمليات تدخّل لسحب مصابين أحياء من تحت الركام عبر استخدام معدّات تكتيكية موجودة لدينا".
فتح طريق في بلدة عيتا الشعب بواسطة جرافة
التحدي الأكبر حاليًا هو الحرائق التي يتسبب بها العدو، حيث يلفت نور الدين إلى ذلك "نظرًا لأن البلديات لم تتمكن من القيام بأعمال التشحيل والتعشيب في القرى الجنوبية، هذا الأمر جعل موسم الحرائق يبدأ باكرًا، خاصة أن العدو "الإسرائيلي" منذ أيام قصف منطقة العديسة بالفوسفور الأبيض، وأصيب لدينا عدد من الشبان عبر تنشق هذه المادة".
ويتابع نور الدين "اليوم أيضًا هناك عدة غارات معادية، وعناصر الدفاع المدني يقومون بفتح الطرقات في مناطق العديسة كفركلا وديرسريان، كذلك اندلع حريق كبير بمنطقة يارون تدخلنا مع فرق أخرى لإطفائه".
عمل طواقم الدفاع المدني في الجنوب محفوف بالأخطار والصعوبات، لا سيما أننا "أمام عدوّ لا يحترم المواثيق والأعراف الدولية"، يردف نور الدين، ثم يضيف قائلاً: "استهدف العدو ثلاثة مراكز للدفاع المدني بشكل مباشر، كما دمّر 12 سيارة إسعاف، وسقط 9 شهداء من عناصر من الدفاع المدني، عدا عن أعداد من الجرحى بنسب متفاوتة سقطوا أثناء تأديتهم لمهامهم".
ويتابع "هذا يجعل القيام بأي مهمة محفوفة بأخطار إضافية، فقد تسقط إصابات خلال القيام بعمليات إطفاء الحرائق مثلًا، ونكون في ذات الوقت عرضة للاستهداف عندما نقوم بعملنا، ما يشكّل معاناة من أخطار متزايدة".
فتح طريق في بلدة كفركلا
ولفت إلى أنه "عند أي نداء استغاثة نسمعه نقوم بالتحرك فورًا مهما كانت التضحيات والأخطار، ونحن أصحاب قضية، وفي سبيلها لا نقف عند التضحيات التي نقدّمها".
وعبر موقعنا، يتوجّه نور الدين إلى أفراد الدفاع المدني قائلًا: "نحن نعرفكم معطائين وقد برهنتم خلال الأشهر التي مضت على ذلك من خلال التضحيات التي قدمتموها والشهداء الذين ارتقوا".
ويؤكد الوقوف إلى جانب المجاهدين على الجبهة، وأن طواقم الهيئة الصحية سيكونون حيث يجب أن يكونوا، أما للعدو "فلن ترهبنا كل استهدافاتك".
كما يجدد الوقوف إلى جانب الناس، "وسنكون في خدمتكم دائمًا، نبلسم جراحكم ونخفّف من آلامكم، وإن شاء الله سنكون معاً نحو نصر أكيد".
ويختم بتذكير المواطنين بما ينبغي القيام به عند حدوث أي اعتداء صهيوني، متمنيًا عليهم عدم التوجه إلى مكان الاستهداف لكي لا تحصل غارة جديدة أو عدوان على نفس المكان، لا سيما أنهم سيعيقون عمل فرق الإنقاذ والإطفاء بهذه الطريقة، أضف إلى ذلك أنهم سيكونون عرضة للاستهداف لأن العدو لا يتوانى بأي لحظة عن استهدافهم.
فتح طريق في بلدة الناقورة بواسطة جرافة
إخماد النيران التي اندلعت في الأعشاب اليابسة في بلدة الخيام