خاص العهد
القدس قضية كلّ الأحرار في تونس
أحيا التونسيون يوم القدس العالمي بفعاليات عديدة في الولايات التونسية. فبالإضافة إلى المسيرات التضامنية، أقامت منظمات المجتمع المدني من بينها جمعية شباب مهارات ومشاركة الرابطة التونسية للتسامح وفوج الكشافة أحمد الدهماني جولة على الدراجات الهوائية جابت شوارع مدينة بنزرت حمل خلالها المشاركون الشعارات الداعمة لغزّة وفلسطين. كما شاركت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع بجولة بالسيارات في العاصمة التونسية وحمل خلالها المشاركون والنشطاء الأعلام التونسية والفلسطينية في مشهد يؤكد على أن القدس هي قضية كلّ الأحرار في تونس.
كما تخلل إحياء يوم القدس ندوات فكرية عديدة من بينها ندوة مركز مسارات للدراسات. وتحتّ شعار: "من أجل دعم غزّة، والحفاظ على منجزات طوفان الأقصى"، نظم المركز حلقة نقاش بعنوان: "طوفان الأقصى ومقتضيات بناء وعي عالمــي مقاوم"، أدارها فوزي العلوي، رئيس مركز مسارات للدّراسات الفلسفيّة والإنسانيّات، وحضرها نشطاء المجتمع المدني التّونسي وباحثون وطلبة من تونس وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وأكّد المشاركون على رمزيّة يوم القدس - في هذا المرحلة بالتّحديد - باعتبارها منعرجًا تاريخيًّا للقضيّة الفلسطينية بفضل منجزات طوفان الأقصى الذي أعطى لهذه القضيّة العادلة دفعًا جديدًا على كلّ الأصعدة السياسيّة والشعبيّة والعسكريّة؛ من خلال توحيد الساحات وتحقيق الالتفاف العالمي حول فلسطين على نحو غير مسبوق، تجسّد عمليًّا عبر تعزيز شرعيّة المقاومة، وخلق تناقضات داخليّة في "إسرائيل" وتعارضات بينها وبين حلفائها الإقليميين والدّوليين. الأمر الذي أعطت للقضيّة عمومًا، ولطوفان الأقصى بالتّحديد - مشروعيّة أخلاقيّة وسياسيّة لكونه (طوفان الأقصى) مثّل تدشينًا لمرحلة التوازن الاستراتيجـي مع "إسرائيل"، ضمن مراحل نضال حركة التحرّر الوطني الفلسطيني، والمستندة إلى مبدأ الحقّ، وتحرير المصير، والدّفاع عن النفس، ودرع المخاطر، وفي مقدّمتها درع خطر محاولات الكيان ضرب المقاومة عسكريًّا عبر الهجوم المباغت لها، وسياسيًّا من خلال موجات التّطبيع.
وللحفاظ على هذه المنجزات دعا المشاركون إلى مساندة المقاومة وحمايتها ماديًّا ومعنويًّا من خلال تعزيز الدّعم الشعبي عبر عمليّات التوعيّة والتعبئة الجماهيريّة.
في هذا الإطار، أكد رئيس مركز مسارات للدراسات فوزي العلوي لـ"العهد" الاخباري على ضرورة تكثيف جمع كلّ أنواع المساعدة وضمان وصولها إلى غزّة تحت شعار رفع الحصار والوقف الفوري للإعتداء. وتعزيز الدّعم الدّولي للمقاومة على الصعيدين الإقليمي والدّولي من خلال الاشتغال على المستويات السياسيّة والقانونيّة، والنقابيّة والمجتمع المدني.
وقال "نحن على عتبات بناء رؤية عالميّة تجمع الأحرار، بفضل منجزات طوفان الأقصى، ومصداقيّة المقاومة ومبدأ وحدة الساحات، وأنّه من واجب النخب الفكريّة – وفي هذه اللّحظة بالذّات - المساهمة في بناء معالم هذا الوعي العتيد الذي من شأنه أن يحصّن مكتسبات المقاومة، ويمنع كلّ حالات الانفلات والمصادرة لهذا المنجز العظيم، والعمل بمثابرة واستراتيجيّة على بناء وعي مقاوم عالمي، يضع حدًا للمظالم، وآخر مظهر من مظاهر الاستعمار".
بدوره، أكد رئيس الهيئة الوطنية في تونس لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع أحمد الكحلاوي لـ"العهد" الاخباري بأن فلسطين تمثل للشعب التونسي شرطًا من شروط البقاء، مشيرًا إلى أن "المنطقة تتعرض لحروب إبادة منذ زمن، لافتًا إلى أن "الأحداث الأخيرة في فلسطين والعراق وسورية واليمن تؤكد ذلك". ودعا في يوم القدس العالمي إلى مواصلة النضال ودعم فلسطين ومحاربة هذا المشروع الصهيو-أميركي بكلّ الوسائل حتّى تتحرر الأرض المقدسة من آخر احتلال في المنطقة. وقال إن "تحرير الأمة العربية وتوحيدها لن يتم إلا بعودة فلسطين إلى أهلها العرب الفلسطينيين".
من جانبه، حذّر رئيس الرابطة التونسية للتسامح صلاح المصري مما يسمّى "الإبراهيمية الجديدة"، هذا المشروع الأميركي الصهيوني الذي يتجاوز في خطورته نكبة 1984. وأضاف على هامش مشاركته في فعالية بمناسبة يوم القدس العالمي إن "الاحتلال يريد تدمير الهوية وتهويد القدس. لذلك يروج لهذه الإبراهيمية الجديدة وهي مسار ما يسمى الدولة الصهيونية من العراق إلى تركيا وفلسطين والمدينة وطبعا ستكون اسرائيل الدولة الملعونة هي قطب الرحى في هذا المشروع".
وتابع قائلًا "في المقابل نعرف جيّدًا أن أميركا وأدواتها يبذلون الجهود لإلصاق صفة الإرهاب بالمقاومة، وبالمقابل، يوم القدس العالمي يجب أن يكون بداية انطلاقة جديدة لتجديد الوعي بأهمية مقاومة كلّ هذه المخطّطات الصهيونية وداعميها في المنطقة".