خاص العهد
إحياء يوم القدس العالمي في المغرب.. مناسبة لمواجهة سياسة التهويد
أحيا العديد من منظمات المجتمع المدني في المغرب يوم القدس العالمي بمسيرات حاشدة في العديد من الولايات المغربية. واكتسى الاحتفال بيوم القدس هذا العام خصوصية إذ يتزامن مع الهجمة الصهيونية والجرائم المتواصلة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزّة، فكانت كلّ عناوين المسيرات الليلية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع مركزة بالأساس حول التضامن مع غزّة. ودعت الجبهة إلى مواصلة هذا الزخم الشعبي انطلاقًا من أن حرب الإبادة الجماعية المستعرة في قطاع غزّة، وسائر أجزاء الوطن الفلسطيني المحتل، المستمرة منذ ما يقارب الستة أشهر، والتي مست البشر والحجر، لم تتوقف بفعل شراكة الغرب الاستعماري بقيادة أميركا، وتواطؤ عدد من الأنظمة العربية والإسلامية، وتقاعس المجتمع الدولي، خاصة منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي.
وطالب المشاركون في الوقفات التضامنية مجدّدًا بالوقف التام للعدوان وانسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزّة، وعودة النازحين إلى ديارهم، وفتح المعابر خاصة معبر رفح المصري لإدخال المساعدات، وإسعاف المرضى والجرحى، ووقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، وإغلاق مكتب الاتّصال الصهيوني في الرباط وسن قانون يجرم التطبيع في المغرب.
وأكد الناشط المغربي المدني عضو الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع محمد الوافي لـ" العهد" الاخباري أن إحياء يوم القدس هذه السنة يكتسي طابعًا متميّزًا، باعتباره يأتي في ظلّ أوضاع تتسم باكتساب المقاومة الفلسطينية زمام المبادرة في الصراع مع العدوّ الصهيوني منذ معركة طوفان الأقصى، حيث أصبح العالم أمام انجلاء حقيقة الصراع والتي تتمثل في احتلال فلسطين أزيد من 75 سنة، وحصار غزّة برًّا وبحرًا وجوًّا، وتواتر بناء المستوطنات في الضفّة الغربية، واستباحة باحة المسجد الأقصى من طرف المستوطنين، والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومعاناة آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات في سجون الاحتلال، وعدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة في ما يخص حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وأضاف: "ولا يفوتنا في هذا الصدد الإشارة لما يشكله يوم القدس العالمي من أهمية لمواجهة سياسة التهويد التي تستهدف عاصمة فلسطين بالإضافة إلى مكانتها في وجدان وقلوب المسلمين والمسيحيين".
وتابع محدثنا: "من ناحية أخرى فإن الكيان الصهيوني قد تجاهل كلّ هذه الحقائق وأدار ظهره للمجتمع الدولي ومضى قدمًا في حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزّة بضرب وهدم البنيات التحتية والمستشفيات والمباني وتهجير أغلبية الفلسطينيين والفلسطينيات إلى مدينة رفح وتجويعهم بمنع دخول المساعدات عبر المعابر وخاصة معبر رفح". وأشار محدثنا إلى أنه لمواجهة هذه الكوارث الإنسانية الناتجة عن جرائم الحرب التي يقترفها جيش الكيان الصهيوني تنادى العديد من الحركات المناصرة للشعب الفلسطيني على الصعيد العالمي لتخليد هذه الذكرى بمسيرات قوية ومكثفة من أجل وضع حد لهذه الإبادة الجماعية وإيقاف العدوان الهمجي وفتح المعابر لدخول المساعدات لتلافي المجاعة وآثارها المدمرة.
وقال إن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، كما دأبت على ذلك كلّ سنة، فقد كثفت مكوناتها التعبئة ووجهت نداء حارًّا إلى عموم الشعب المغربي من أجل المشاركة بقوة في فعاليات اليوم الوطني التضامني وذلك بتنظيم تظاهرات تضامنية من وقفات ومسيرات شعبية حاشدة في كلّ المناطق حسب الشروط الملموسة، لأن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة على يد الكيان الصهيوني المجرم بشراكة معلنة مع الإدارة الأميركية، وتواطؤ مكشوف من قبل أنظمة الاستبداد والفساد، كما تشكّل هذه المناسبة كذلك فضاء للتعبير عن مطلب إلغاء اتفاقية التطبيع بين النظام المغربي والكيان الصهيوني.
وأضاف: "وقد تفاعل 38 فرعًا مع نداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، لتنظيم فعاليات اليوم الوطني التضامني من خلال 8 مسيرات وباقي المناطق والمدن".
وقال إن هناك أنشطة أخرى بهذه المناسبة تنظمها الإطارات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعياتية.
وأوضح الوافي أن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع اختارت شعار "التشبث بالمقاومة ضمان لتحرير فلسطين"، وهذا ما يعبر عنه الشعب الفلسطيني في هذه الملحمة التاريخية متحديًا بشاعة ما يتعرض له من مجازر وجرائم صهيونية.