خاص العهد
مخطط ما بعد حرب غزة.. والعشائر بالمرصاد
مصطفى عواضة
في محاولة للخروج من مستنقع الحرب في غزة تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لإيجاد مشروع بديل عن حركة المقاومة الإسلامية حماس في القطاع عبر إشاعة وضع المنطقة تحت الحكم العسكري تارة أو عبر تكوين هيئات مدنيّة من العشائر تارة أخرى، وهو ما رُفض بشكل قاطع من قبل تجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية، مؤكدين أن القبائل ليست بديلًا عن أي نظام سياسي فلسطيني، بل إنها مكوّن من المكوّنات الوطنية وداعمة للمقاومة ولحماية الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال رأى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "موقف عائلات وعشائر غزة في رفض التجاوب مع محاولات سلطات الاحتلال الصهيوني، اختراق الصف الوطني الفلسطيني والعمل على إنشاء جسم شبيه بـ "روابط القرى" الذي تم إنشاؤه عام 1987، هو موقف يعبّر عن أصالة هذه العشائر ومعدنها النفيس ويقطع الطريق على الاحتلال لصناعة قيادات فلسطينية على مقاساته".
وأضاف أنّ "المعلومات المتداولة عن توجّه الاحتلال لتنصيب حاكم عسكري لقطاع غزة، هي عملية جس نبض تقوم بها أجهزة الاحتلال لقياس ردود فعل الرأي العام الفلسطيني"، مشددًا على أن "هذه المحاولات ستبوء بالفشل الذريع ولن يجرؤ أي فلسطيني على القبول بهذا الأمر".
وحول نتائج المفاوضات غير المباشرة، قال نزال في حديثه لـ "العهد": "بسبب تعنّت بنيامين نتنياهو الذي يرى أن مصلحته في استمرار الحرب لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي صيغة هدنة أو وقف لإطلاق النار لأن ذلك سيؤدّي إلى نهاية حياته السياسية".
وأشار نزّال إلى أنه على الرغم من مرور نحو ستة أشهر على معركة طوفان الأقصى، فإنّ المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها حركة حماس ما تزال صامدة وعصية على الاقتلاع ولم ولن تُكسر إرادتها بإذن الله. وقد أبلت المقاومة بلاء حسنًا، وقدّمت نماذج ملهمة في البطولة والإبداع والفداء والشجاعة، وقهرت "الجيش الذي لا يُقهر" وأظهرته على صورته الحقيقية نمرًا من ورق.
وكانت حركة حماس قد أشادت بالموقف الوطني المسؤول لعائلات وعشائر غزّة، الرافض بِحَسم، للتجاوُب مع المخطّطات الخبيثة للاحتلال الصهيوني، والهادفة إلى خلق أجسام تنسيقية شاذة عن الصف الوطني الفلسطيني.
وأكدت، في بيان، على دعم العائلات والعشائر للمقاومة والحكومة وأجهزتها الشرطية والأمنية، ورفضها محاولات الاحتلال العبث بالصف الوطني الفلسطيني.
واعتبرت أن هذا الموقف الأصيل، لعائلات وعشائر غزّة، يثبت وحدة وتماسك مجتمعنا الفلسطيني خلف خيار المقاومة والوحدة الوطنية، والدور المحوري الوطني الذي تلعبه العائلات والعشائر، كصمام أمان للجبهة الداخلية، وحماية ظهر أبنائهم الميامين في المقاومة الذين يتصدّون بكلّ بسالة للعدوان الوحشي الصهيوني على قطاع غزّة.
وقبل أيام، أصدر تجمع عائلات وعشائر غزّة بيانًا رفض فيه أن تكون العائلات والعشائر الغزاوية بديلًا عن أي نظام سياسي في قطاع غزّة.
وأضاف البيان أن "القبائل ليست بديلًا عن أي نظام سياسي فلسطيني، بل إنها مكوّن من المكوّنات الوطنية وداعمة للمقاومة ولحماية الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وتجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية هو تجمع شعبي غير حكومي يضمّ ممثلين عن غالبية القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات.