خاص العهد
الفلسطينيون في سورية يعيشون هاجس وقف خدمات "الأونروا"
دمشق ــ محمد عيد
يعيش الفلسطينيون في سورية هاجس وقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لخدماتها، في هذا البلد، تماشيًا منها مع الرواية الصهيونية المغطاة غربيًا. ومع انحدار قيمة المساعدات المالية والغذائية المقدمة من "الأونروا" لهذا العام وخشية توقفها نهائيًا يجد الفلسطينيون في سورية أنفسهم في واقع صعب يُضاف إلى ذلك الذي أفرزته الأزمة في سورية على مدى أكثر من اثني عشر عامًا.
"هكذا فعلت بنا الأونروا "
ضاقت الحياة على عبد القادر منصور (أبو محمد) بعدما أمسكت "الأونروا" يدها عن تقديم المساعدات له ولأسرته إلا فيما ندر. فالفلسطيني المهجر إلى سوريا والمصاب بعدة أمراض تمنعه من الحركة الطبيعية على النحو الذي يقوم به أقرانه. يروي لموقع "العهد" الإخباري قصته مع شحّ المساعدات التي تقدمها الوكالة له ولعائلته بعدما تركته لمصيره ومنعت عنه الطبابة، وقترت كثيرًا في السلل الغذائية التي كانت تعطيها لأسرته، وفكّت ولده محمد من عطائها نتيجة سفره إلى لبنان للدراسة فيما رفضت تسجيله على كشوفها هناك.
ويضيف أبو محمد أن "الأونروا" لم تعد تساعد في إيجار الشقة التي يقطنها في منطقة قدسيا في ريف دمشق، وأنها باتت تقسّم الفلسطينيين وفقًا لشرائح يفترض أن يكون هو الأول فيها كونه مريضًا وتصعب عليه الحركة، لكنها باتت تؤجل العمليات الجراحية إلى أمد غير معلوم، ولا تعطي مالًا إلا للحالات النادرة والمستعصية وبقيمة أقل بكثير من المستوى المطلوب.
وختم أبو محمد حديثه لموقعنا مؤكدًا على أن سلوك "الأونروا" هذا سيكون تأثيره كارثيًا على الفلسطينيين في كل مكان في سورية وغيرها من البلدان، وأن ما بات يطلبه من "الأونروا" ينحصر في مساعدته على ترميم بيته في مخيم اليرموك للعودة والسكن فيه والتخلص من كلفة الإيجار التي تستنزف منه كل رصيده المتواضع في الأساس.
الفلسطينيون في كارثة
يرى نائب رئيس المؤسسة الفلسطينية للثقافة والتنمية رامي جلبوط أن هناك خشية حقيقية بالنسبة إلى الفلسطينيين في سورية من توقف "الأونروا" عن دفع رواتب الموظفين، في مستوصفاتها ومدارسها وباقي مراكزها، وصولًا إلى التوقف عن تقديم الخدمات الطبية وتعليم آلاف الأطفال. ففي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري؛ أشار جلبوط إلى وجود ما يقرب من 102 مدرسة تابعة لـ"الأونروا" في سورية فيها أكثر من 27 ألف طالب، كما يوجد فيها 23 مركزًا صحيًا يزورها سنويًا 810 آلاف مريض. وأضاف بأن موقع "الأونروا" نفسه أكد أن أكثر من 95 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في سورية بحاجة ماسة إلى المساعدات المالية والغذائية وما شاكل ذلك.
وشدد نائب رئيس المؤسسة الفلسطينية للثقافة والتنمية على أن برنامج توزيع الدورة الأولى، من المساعدات المالية على فلسطينيي سورية، قد اضطرب كثيرًا هذا العام بعد قيام 16 دولة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بتعليق دعمها لـ"الأونروا". مشيرًا إلى أن هذه الدول قد تبنت الرواية الإسرائيلية حول مشاركة بعض الفلسطينيين في عملية طوفان الأقصى، وسبق ذلك قيام هذه الدول بتخفيض مساهمتها في "الأونروا" بشكل ملحوظ.
وختم جلبوط حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن المؤسسات الفلسطينية المتواجدة في سورية حاولت طرح مشاريع استثمارية على "الأونروا"، بغية مساعدة الفلسطينيين هناك وتشغيلهم بما يسدّ جزءًا من احتياجاتهم. لكن ردّ "الأونروا" تمثل بالتأكيد على أنها منظمة إغاثية وليست معنية بهذا الأمر، مشيرًا إلى أنها نجحت في نقل النقاش حول قيامها بالتدليس حول تغيير الحديث عن المناهج الدراسية الفلسطينية التي أسقطت حق المقاومة ومصطلحات النكبة ومظلومية الشعب الفلسطيني إلى النقاش عن الطعام والشراب الذي يُبقي الفلسطينيين على قيد الحياة.