خاص العهد
موقف مستغرب من بيدرسون حول جولات "الدستورية" السورية في جنيف
محمد عيد
أعربت دمشق عن استغرابها من موقف المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون بخصوص دعوته لانعقاد تاسع جولات الدستورية في مدنية جنيف. فموقفه بدا مفاجئًا وغريبًا عن سياق التحركات التي أجراها مؤخرًا واللقاءات التي جمعته مع عدد من المسؤولين والدول الفاعلة، فضلًا عن إبداء عدد من الدول رغبتها في استضافة اجتماعات "الدستورية"، والنقاشات الجدية التي رافقت المقترحات المطروحة في هذا الشأن.
تبني الخيار الأميركي
رأت المحللة السياسية سيلفا رزوق أن موقف بيدرسون بدا خارج سياق التفاهمات التي أنجزت في السابق بين جميع الأطراف، حيث ظهر مصممًا ومستعجلًا على المضي في الخيار الأميركي عبر الدعوة لعقد الجولة المقبلة من "الدستورية" في جنيف بحيث يبدو الأمر وكأنه يهدف إلى إحراج روسيا وإظهارها بموقف الرافض لإجراء هذه المحادثات.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أشارت رزوق إلى أن بيدرسون كان قد طلب موعدًا لزيارة دمشق خلال شهر شباط الماضي، وقد حصل على موعد للزيارة حددته دمشق خلال منتصف آذار الحالي.
وأضافت إن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك، رد على بيدرسون خلال جلسة مجلس الأمن وقال إن دمشق قدمت له مقترحًا بناء لعقد الجولة التاسعة للجنة مناقشة الدستور، وهي تتطلع إلى أن تكلل جهوده بالنجاح.
تنسيق سوري - روسي بشأن "الدستورية"
من جانبه، لفت المحلل السياسي محمد خالد القداح الى أن المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون سيزور دمشق قريبًا وسيلتقي مسؤولين في القيادة السورية إضافة إلى السفيرين الروسي والإيراني.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار قداح إلى اعتقاده بأن بيدرسون لا يحمل في جعبته أي جديد بخصوص العملية السياسية والقرار ٢٢٥٤ خاصة بعد رفض كلّ من دمشق وموسكو التوجّه مجددًا إلى دمشق لعقد مباحثات اللجنة الدستورية على اعتبار أنها لم تعد "أرضًا محايدة" في ما يصر المبعوث الأممي على تبني الرغبة الأميركية في اعتمادها أرضًا لمباحثات الجولة القادمة من الدستورية على الرغم من إبداء العديد من الدول المحايدة رغبتها في استضافة هذه الجولة والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف المتحاورة.
وتوقع المحلل السياسي أن يسعى بيدرسون من خلال زيارته المقبلة إلى دمشق باتّجاه تفعيل مبادرة ( الخطوة _ خطوة) بهدف خلخلة الجمود الحالي في مسار العلاقات السورية الدولية الذي تفرضه واشنطن على الدول الساعية للانفتاح على دمشق تحت طائلة فرض العقوبات عليها وآخرها العقوبات الأميركية التي تحظر أي تعامل مع أية حكومة يرأسها الرئيس بشار الأسد.
وختم قداح حديثه لموقعنا بالتأكيد أن واشنطن تهدف من خلال ممارسة الضغوط على المبعوث الأممي إلى سورية إلى إبقاء الواقع في هذا البلد على حاله الراهن من الجمود ربطًا بالأحداث الجارية في المنطقة وتحريكها على إيقاع التطورات المرتقبة التي يمكن أن تصرف لاحقًا في عملية تسوية كبرى على مستوى المنطقة برمتها.
وكان المبعوث الأممي إلى سورية ألكسندر لافرنتيف قد دعا لنقل مكان اجتماع اللجنة الدستورية من جنيف إلى منصة "أكثر حيادية" وفق توصيفه مثل مسقط أو الجزائر وغيرها من الدول.