خاص العهد
في اليوم العالمي للدفاع المدني.. خطّار لـ"العهد": جاهزون للإنقاذ في المراكز الحدودية على مدار الساعة
علي ماضي
حرص العالم على تكريم عناصر الدفاع المدني نظرًا لجهودهم وتضحياتهم في كثير من المواقع والأحداث التي يشوبها الخطر والتهديد لحياة هؤلاء، ومن مظاهر هذا التكريم تحديد يوم عالمي للدفاع المدني.
وفي لبنان، لم يتخلّ عناصر الدفاع المدني عن واجباتهم ومسؤولياتهم رغم كل الأزمات التي عانوا منها، لا سيما أن جلّهم كانوا من المتطوعين حتى الأمس القريب، وهم لم يبخلوا حتى بدمائهم لمواجهة الحرائق ومختلف الكوارث الطبيعية التي كانت تعصف بالبلاد، حتى أن فرقًا منهم ذهبت إلى تركيا للمساعدة في إنقاذ ضحايا الزلزال المدمّر العام الماضي.
آخر نشاطات هؤلاء العناصر الكادحين كان في جنوب لبنان، فمنذ بدء الاعتداءات الصهيونية على القرى الآمنة، يساند الدفاع المدني بأعماله الأهالي الصامدين، مشكّلًا مع المقاومين ثلاثية لتثبيت الناس في أراضيهم رغم الدمار الذي يسببه العدو كل يوم بآلة حربه.
المدير العام للدفاع المدني اللبناني، العميد ريمون خطّار، أشار في حديث لموقع "العهد" الإخباري، إلى أبرز المهام التي تقوم بها فرق الدفاع المدني المنتشرة في الأماكن التي يطالها العدوان الصهيوني في الجنوب وبعض المناطق الأخرى، لافتًا إلى أن دور مراكز الدفاع المدني في حالات الطوارئ ينحصر في تكليف عناصره بتنفيذ عدّة مهام، منها إخماد الحرائق الناجمة عن القصف الإسرائيلي، وإغاثة الجرحى ونقل المصابين للمستشفيات، كذلك إخلاء المواطنين من المناطق المعرضة للخطر.
ويقوم الدفاع المدني أيضًا بتأمين المياه للنازحين في أماكن الإيواء، إضافة إلى مهام التدريب التي تهدف لتعزيز قدرات المواطنين وتأهيلهم للتدخل عند الضرورة لحصر الأضرار في حدّها الأدنى، والحؤول دون وقوع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
الصعوبات وحلّها
ويشير خطّار إلى أن عدة صعوبات واجهت هذه الفرق خلال عملياتها الإنقاذية والإغاثية، لافتًا إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني قد وضعت خطة طوارئ للمراكز التي تقع في المناطق الحدودية الأكثر عرضة للقصف الإسرائيلي، وهذه الخطة تقتضي إبقاء العناصر في جهوزيّة تامّة لتأمين سرعة التدخل لمساعدة المواطنين بالحد الأمكن، لا سيّما في المراكز الحدودية التي تقع في المناطق الخطرة التي تتعرض للقصف بشكل يومي.
مع الإشارة إلى أن المهام تُنفّذ وسط ظروف بالغة الخطورة، في حين أن المراكز الموجودة في المناطق الأقل خطرًا (ولو بوتيرة أخف) تؤمن المساعدة والدعم للمراكز الحدودية التي هي أكثر عرضة للقصف.
ويؤكد المدير العام للدفاع المدني اللبناني أن هذا الجهاز هو صمام الأمان بالنسبة للمواطنين، وأفراده يعملون على تقديم المساعدة المطلوبة على مدار الساعة وفقًا للإمكانيات المتوفرة لديهم.
والتزامًا بواجب المديرية العامة للدفاع المدني لجهة توعية المواطنين وتعزيز قدراتهم في مواجهة المخاطر، نظمت حملات إعلامية تثقيفية مع محطات تلفزيونية بغية التنبيه من مخاطر متعددة تهدد السلامة العامة، توازيًا مع مواصلة تنظيم الدورات التدريبية المجانية في المؤسسات الخاصة والعامة.
ويلفت خطّار إلى أنه بإمكان الراغبين بتعزيز قدراتهم التواصل مع قسم التدريب في المديرية العامة للدفاع المدني، وتقديم الطلب الذي يخوّلهم الاستفادة من التدريبات المكثفة في شتى المجالات، بما فيها حالات الحرب حرصًا على تأمين السلامة العامة.
ويختم خطّار حديثه برسالة عبر موقع "العهد" الإخباري، متوجهًا بالتهنئة لعناصر الدفاع المدني بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، متمنيًا لهم مزيدًا من التقدم والنجاح وأن تزول الأزمات التي أرهقت كافة مؤسسات الدولة.