خاص العهد
المخيمات الفلسطينية في سوريا تزفّ شهداءها على طريق القدس
محمد عيد
شيّع مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين، في ريف دمشق، شهيدين على طريق القدس في استمرار لعملية رفد المخيمات للساحات بالمقاتلين الذين التحقوا بالمعركة نصرةً لوطنهم. فيما عكس الحضور الشعبي الكبير في التشييع مدى تفاعل أبناء المخيمات مع الحدث، ومباركتهم لكل تضحية يقدمها أبناؤهم في هذا السياق.
وشيّعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- الساحة السورية، ومعها جمهور غفير، الشهيدين المجاهدين: محمد أحمد صالح (31) عامًا أبو صالح، ومالك أحمد عمر ( 27) عامًا أبو حسين. وهما من مخيم خان دنون في ريف العاصمة السورية دمشق، واللّذين استشهدا في أثناء تأدية واجبهما الجهادي في معركة طوفان الأقصى.
موكب التشييع انطلق من أمام مشفى يافا، في منطقة المزة في دمشق باتجاه مخيم خان دنون، حيث صلّى عليهما بعد صلاة العصر في مسجد النصر، وروبا الثرى في مقبرة المخيم.
أبناء المخيمات ركن من الصراع
نائب مسؤول الساحة السورية، في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ضرار الكوسا "أبو يزن" أكّد أن مخيم خان دنون وسائر المخيمات الفلسطينية في سورية عندما يقدمون الشهداء على طريق القدس فهم يبصمون بالدم على أن اللاجئين الفلسطينيين هم ركن أصيل من الصراع ضد المشروع الصهيوني.
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري؛ أشار نائب مسؤول الساحة السورية في حركة الجهاد إلى أن معادلة وحدة الساحات التي خاضتها وفرضتها الحركة في فلسطين خلصت إلى أن الشعب الفلسطيني، في ساحات العمل المقاوم كلها، موحد خلف هدف واحد هو تحرير فلسطين. وأضاف أن المقاومة الفلسطينية، اليوم، من أبناء سرايا القدس وكتائب القسام وباقي الأجنحة العسكرية تثخن وتستفرد بالضابط والجندي الصهيوني من خلف تحصيناته، وفي عقر دباباته وآلياته التي باتت وكأنها توابيت متحركة.
وختم نائب مسؤول الساحة السورية حديثه لموقعنا بالتأكيد أن المخيمات الفلسطينية في سورية، بعد معركة طوفان الأقصى، ليست كما قبلها، وأبناؤها مشاريع شهادة على طريق فلسطين حتى التحرير والعودة.
من جانبه، أشار مسؤول لجنة ريف دمشق في حركة الجهاد الإسلامي محمد محمود، في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، إلى أن قمرين من أقمار الشهادة في مخيم خان دنون ارتقيا إلى العلياء في هذه المعركة المباركة. وأضاف بأنّ أبناء المخيم نجحوا في توجيه رسالة إلى العدو الصهيوني بأنهم أبناء الشتات الفلسطيني متضامنون مع أهل الداخل حتى الإطباق على هذا العدو المحتل، وصولًا إلى الصلاة معًا في المسجد الأقصى المبارك.
معركة امتزاج الدم المقاوم
بدوره مسؤول لجنة دمشق في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- الساحة السورية موسى خالد، أكد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، أن: "هذا الحشد الكبير في تشييع الشهيدين الكبيرين يؤكد استمرار أعراس الشهادة حتى تحقيق النصر، والجميع سائرون على درب الشهاده حتى تحقيق جميع أهداف الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين من البحر إلى النهر".
من جهته، أشار المهندس ياسر الزفري مسؤول اللجنة التنظيمية في حركة الجهاد الإسلامي، في حديثه لموقعنا، إلى أن مظاهر الصمود في المخيمات الفلسطينية تعكس واقع هذه هي المخيمات التي تريد أن تكون جزءًا فاعلًا في معركة طوفان الأقصى، وأن الشعب الفلسطيني يعبّر عن رباط الدم حين تمتزج دماء أبنائه في المخيمات مع أبناء الشعب في غزة وفي الضفة الغربية، وفي جنوب لبنان وفي فلسطين عمومًا.
ووجّه الزفري حديثه للمجاهدين الصابرين في غزة، مؤكدًا أن النصر صبر ساعة وأن مخيم خان دنون الذي قدم اليوم شهيدين على طريق القدس لديه عشرات الآلاف من مشاريع الشهادة كذلك، لاسترجاع المسجد الأقصى بإذن الله عز وجل.