معركة أولي البأس

خاص العهد

قدرات المقاومة المجهولة للعدو: مأزق وخوف من غزو غزّة
31/10/2023

قدرات المقاومة المجهولة للعدو: مأزق وخوف من غزو غزّة

حاول العدو الصهيوني ويُحاول مجددًا تحقيق هدف "القضاء" على حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، رغم فشل كل محاولاته السابقة. في العام 2008 شنّت "إسرائيل" عدوان "الرصاص المصبوب" وكان الهدف منه إنهاء حركة "حماس" والقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية. استمرّ العدوان 23 يومًا دون أن يحقّق أهدافه. في العام 2012 خاص العدو أيضًا عدوان "عمود السحاب" بهدف تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها. انتهى العدوان أيضًا كما بدأ بلا نتائج عملية. 

وفي العام 2014 أعلن العدو عن عدوان "الجرف الصامد" الذي تكبّد خلاله خسائر فادحة بسبب الألغام المضادة للدبابات والقناصة والكمائن التي نصبتها المقاومة الفلسطينية. كان الهدف تدمير شبكة الأنفاق التي بنتها المقاومة تحت الأرض في غزة، وبعد 51 يومًا تبيّن أنّ ما يُراد خارج الإمكانيات.  

التجربة ذاتها تكررت عام 2019 في معركة "صيحة الفجر"، وبعدها في عام 2021 في عدوان "حارس الأسوار" الذي ردّت عليه المقاومة بعملية "سيف القدس"، ولاحقًا في عام 2022 في عدوان "الفجر الصادق" الذي ردّت عليه المقاومة بـ"وحدة الساحات". اليوم، وبعد كل هذه السنوات والمحاولات، يعاود العدو الكرّة بدعم أميركيّ وغربي، فيجد نفسه مجددًا في حالة صدمة نقلته الى أسوأ مراحل كيانه بعدما عاش "سبتًا" أسود في 7 تشرين الأول على إثر تلقيه المفاجآت في عملية "طوفان الأقصى" التي جاءت ردًا على انتهاكاته الوحشية. 
  
ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي يؤكّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ "المقاومة حين نفذت عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول / أكتوبر، أعدّت العدّة جيدًا وامتلكت قدرات هامة نوعًا وكمًا، وجهّزت نفسها لكل السيناريوهات المحتملة ومن ضمنها أن يقوم العدو الصهيوني بهجوم برّي كبير شامل على غزة. وعليه كانت جاهزة".

ولفت عبد الهادي إلى أنّه بسبب معرفة العدو لذلك "فهو يهاب ويتردد منذ اليوم الأول للمعركة، وحين حاول وما زال يحاول الهجوم برًا، يلقى دفاعًا قويًا ويتم تكبيده خسائر فادحة في الأرواح والآليات والدبابات ويحاول عبثًا تحقيق إنجاز من خلال دخول ميداني ولو محدود بأمتار ويعود أدراجه بعد التصدّي له. فكيف يقوم بهجوم بري واسع وهو يخشى أن يدخل أمتارًا وإذا دخلها في أماكن فارغة فسرعان ما يعود أدراجه بفعل تصدّي أبطال المقاومة؟".

وعن ميزة هذه المرحلة عن سابقاتها، أوضح عبد الهادي أنّ "العدو فاقد للخيارات بعد الضربة الموجعة والقاتلة يوم 7 تشرين الأول / أكتوبر والخلل الذي أُحدث في توازنه والضربة التي وُجهت لمنظومته العسكرية والأمنية والاستخباريّة، ما جعله فاقد الخيارات باستثاء خيار قتل المدنيين من خلال المجازر التي يرتكبها في غزة، فدون ذلك لا خيار له ولذلك هو يحاول من خلال دخول برّي وتصويره على أنه انجاز. وأيضًا من خلال اغتيال قيادات الحركة في الداخل والخارج، لكنّه لم يحقق أي شيء حتى اللحظة".

وأضاف ممثل "حماس" في لبنان" أنّ العدو "فاقد للخيارات ولم يحقق شيئًا. وعليه فالانتضار الكبير تحقق بغض النظر عن نتائج الحرب، لذلك سيذهب إلى صفقات لها علاقة بتحرير أسراه المدنيين مقابل أسرانا وبعض القضايا المتعلقة بوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى قطاع غزّة".

وحول ما حُكي عنه في إعلام العدو الصهيوني والإعلام الغربي بشأن اقتراح الولايات المتحدة الأميركية للكيان تنفيذ عمليات محدودة في القطاع، لفت عبد الهادي إلى أنّ "العدو يحاول تحقيق انتصار من خلال هذه العمليات المحدودة من أجل استثماره في حال أراد توسيع عدوانه، وفي موضوع تبادل الأسرى، لكنه لم يحقق شيئًا. المقاومة قوية وقادرة أن تصمد أشهرًا، كما أعلنت قيادة كتائب "القسام" أكثر من مرة"، مشيرًا إلى أنّ "العدو يعلم أنّه لا يستطيع إطالة أمد المعركة كثيرًا لأنّ ذلك يزيد من خساراته الاستراتيجية. إذًا هذه المسألة تجعله في مأزق أكبر".

وعن قدرات المقاومة وما تخفيه وما تغير في حركة "حماس"، لفت إلى أنّ "حماس تمتلك قدرات يعلم العدو أنها كثيرة ونوعية ولكن يجهل الكثير عنها، وهذا ما يجعل المقاومة تفاجئه في كل لحظة كما تفاجأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر. ولذلك هو يخشى أن يدخل بريًا بشكل موسّع لأنه يعلم أن مفاجآت أكبر تنتظره، وسوف يتكبّد خسائر بشرية قتلًا أو أسرًا أكثر من 7 تشرين الأول".

وكشف ممثل "حماس" في لبنان، أنّ "المقاومة الفلسطينية قوية وتمتلك إمكانيات كبيرة جدا ولم تستخدم شيئًا من قدراتها باستثناء 1200 مقاتل في معركة "طوفان الأقصى" عاد منهم 800 وبقي 400 مقاتل لمهمّات خاصة خلف خطوط العدو". 

وأفاد بأنّ "عشرات الآلاف من المقاتلين مع استعدادات مُسبقة لأيّ هجوم برّي جاهزون لتكبيد العدو الخسائر وهذا ما يجعله يتردّد"، مؤكدًا أن العنصر المجهول من قدرات المقاومة "من أهم الأسباب التي تردع العدو، لأن ذلك سيكبده خسائر فادحة قتلًا أو أسرًا".
 

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل