خاص العهد
طوفان الأقصى والحرب النفسية الفاشلة للعدو
مصطفى عواضة
تُعَدُّ الدعاية أو البروباغندا إحدى وسائل الحملات الإعلامية والسياسية، وحتى العسكرية، التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام من خلال تحريف الوقائع وتزييف الأخبار. تعمل هذه الوسيلة بعيدًا عن الموضوعية في التعاطي مع تفسير الظواهر، حيث تسعى إلى تقديم وجهة نظر أحادية الجانب بهدف حسم المعارك المختلفة.
يعاني كيان الإحتلال الصهيوني منذ السابع من تشرين الأول/ أوكتوبر تاريخ تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في مستوطنات غلاف غزة من آثار الحرب النفسية، التي توقعه بها المقاومة، بفعل الأداء الإعلامي الذي وثق ما لم يشهده كيان العدو في تاريخه.
المتخصص في الحرب النفسية العميد هيثم شريف علي أكد في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "معركة "طوفان الأقصى" شكلت حالة إحباط كبيرة بين المستوطنين وتفوقت على أجهزة الكيان الأمنية والعسكرية".
وأضاف "يحاول العدو الصهيوني وخلفه الغرب وبعض الدول العربية ممارسة الحرب النفسية في الإعلام لترميم صورة الكيان المحطمة، هذه الدعاية بالدرجة الأولى موجهة للمستوطنين، لمحاولة إشباع رغبتهم في الانتقام من الفلسطينيين، وذلك من خلال الحديث عن التدمير والقضاء على المقاومة في غزة، وإظهار حجم الغارات الجوية، وكميات المتفجرات المستخدمة".
وأشار إلى أن "الحديث المتكرر من قبل قادة الكيان في إعلام العدو حول التهجير والقضاء على المقاومة في غزة هو محاولة لتضخيم الإنجازات أمام جمهوره، لكن هذا الجمهور من خلال التجربة، اختبر كذب قيادته وتبجحها الفارغ، وبات يدرك أن المعطيات الميدانية مختلفة وراجحة لكفة الفلسطينيين الذين تسيطر أخبارهم على الإعلام رغم كل التمويل المرصود والجهود المبذولة لتغيير واقع الحرب، وذلك بسبب المصداقية التي تمتع بها الإعلام الفلسطيني والمقاوم في تقديم الصورة منذ اللحظات الأولى للمعركة".
وبيّن العميد علي أن "العدو الصهيوني فشل حتى في الترويج لفكرة شيطنة حماس والقضاء عليها، بل على العكس اعترف بأنه لا يمكن القضاء على حماس، كونها حركة أيديولوجية متجذرة في الشعب الفلسطيني وكل العالم، وذلك بحسب تصريح صحفي لرئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك".
وحول تحطيم الهيبة العسكرية واختراق الوعي في المجتمع الصهيوني، قال المتخصص في الحرب النفسية إن "المقاومة الفلسطينية حققت انتصارًا ناجحًا من كل النواحي بالمعنى الاستخباراتي، وعلى صعيد قدرتها على خداع العدو، أو بالمعنى التنفيذي وتحقيق الأهداف المباشرة من هذه العملية، سواء بتدمير فرقة غزة، وهي الفرقة المسؤولة عن العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، وتدمير الفرق الاستخباراتية المتقدمة، وما حصلت عليه المقاومة من وثائق ومعلومات استخباراتية".
في مقابل ذلك، أشار الى أن:" العدو الصهيوني يعتمد على عدة عوامل في عدوانه على غزة، في مقدمتها الحرب النفسية، على المستويات السياسية والدعائية والإعلامية، الدعم الأمريكي، الذي يطلق يد الاحتلال الإسرائيلي لضرب أهلنا داخل قطاع غزة كما تعتمد العملية العسكرية نفسها على عامل الحرب النفسي، والتأثير على معنويات الناس".
وشدد هيثم علي في ختام حديثه لـ"العهد" على أن "طوفان الأقصى" حطمت هيبة وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، والاستخبارات التي تعرف كل شيء، وحطمت صورة الجيش والمؤسسة الأمنية للعدو أمام المجتمع الصهيوني نفسه، وكذلك نجحت في تحطيم هذه الصورة على المستويين الإقليمي والدولي، كما أنها أفشلت مخططات التصفية للقضية الفلسطينية".