"بُنيان" تكافل اقتصادي يُنقذ الكثيرين من البطالة

لطيفة الحسيني

قبل عام بالتمام، أطلق حزب الله عبر هيئاته النسائية في بيروت مشروع "بُنيان". بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية واطراد أعداد العاطلين عن العمل، كانت المُبادرة علّها تستطيع أن تردم الهوّة التي أحدثها انهيار الليرة اللبنانية والوضع المالي في البلد. خطوة على طريق التكافل الاقتصادي اذًا أرادتها الهيئات كي لا تتضخّم نسب البطالة محليًا.

المُشرفة على مشروع "بُنيان" نرجس قانصوه تُفصّل في حديث لموقع "العهد" الإخباري أهدافه المرجوّة ونتائجه المُحقّقة الى الآن، فتقول إن "المشروع انطلق عام 2022 بذكرى ولادة الرسول الأكرم (ص) وما زال مستمرًّا، وهو يرمي الى مساعدة كلّ شخص بحاجة الى فرصة عمل أو وظيفة مناسبة له حسب اختصاصه"، وتشير الى أن "القائمين على المشروع كانوا صلة وصل بين أصحاب المؤسّسات التي لديها وظائف شاغرة وبين طالبي العمل".

بحسب قانصوه، 619 مؤسّسة وشركة تقع ضمن نطاق الضاحية الجنوبية لبيروت ساهمت حتى الآن في تأمين وظائف لمن تواصل مع "بُنيان" والبالغ عددهم 4232 شخصًا (أخوات وإخوة)، لكن فعليًا أمّن المشروع 2569 وظيفة في مجالات التعليم والمحاسبة والتمريض والسكرتيريا والفندقية.

توضح قانصوه أن "القائمين على المشروع عمّموا رقمًا للتواصل معهم لتلقّي طلبات العمل التي تدرس جيّدًا كلّ حالة على حدة بناءً على تخصّصها العلمي، ثمّ تُضاف الى مجموعات على الـ"واتسآب" وفق التوزيع الجغرافي ولاحقًا تُؤمّن الوظيفة".

وتُبيّن قانصوه أن "المؤسّسات التي تعاونت مع القائمين على مشروع توفير فرص عمل، أعادت التواصل معنا طالبةً موظّفين إضافيين، ولا سيّما أننا في وقت قصير جدًا نؤمّن لهم عددًا ممّن ينتظر توظيفه من أصحاب الكفاءات والخبرات"، غير أنها تلفت الى أن من "يتواصل معنا من خارج نطاق بيروت والضاحية، يجري تحويله الى وحدة النقابات في حزب الله التي تعمل بدورها على مساعدته في سبيل العثور على عمل لائق ومناسب".

وتلفت الى أن "عددًا من المتبرّعين قدّم مبالغ من أجل تمويل مشاريع صغيرة وخصوصًا بالنسبة لمن لا يستطيعون العمل في بعض المؤسسات لظروف صحية معيّنة".

صحيح أن المشروع لن يتوقّف ومستمرّ حتى إشعار آخر، غير أن بعض المصاعب تكمن فيه، فالرواتب المتدنية والأوضاع المتدهورة في البلد تزيد من الضغط على القائمين على "بُنيان" من أجل الوصول الى فُرص ترضي من يرفض البقاء في دوامة البطالة، ولا سيّما أن أرقام طالبي الوظائف ترتفع بمعدّل 400 حالة شهريًا.