خاص العهد
الصناعات الغذائية الريفية تزدهر بقاعا
حسن نعيم
منذ أن أطلق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن الله نداءه الشهير لضرورة الإسراع في الإنتاج الزراعي المحلي مع بداية لأزمة الاقتصادية في لبنان انطلقت مجموعة من الفعاليات الإنتاجية الريفية كان أبرزها معامل انتاج المؤونة الريفية في البقاع.
من الاستهلاك الذاتي الي الجماعي
مع بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان انتقلت صناعة المؤونة البيتية من مرحلة الإنتاج بهدف الإستهلاك الذاتي إلى الإنتاج بهدف الإستهلاك الجماعي، وحمل هذا الانتقال معه كثير من ملامح المرحلة الأولى كالنظافة والجودة والنكهة البلدية وفي الوقت عينه، استجاب لضرورات الطلب الواسع الآتي من الأسواق ووسع قاعدته الإنتاجية مستعملا آلات ومعدات حديثة.
ضاعفت الانتاج وتمكنت من تلبية احتياجات الأسواق وتتنوع الصناعات االغذائية الريفية اللبنانية بين انتاج المكدوس والكشك ورب البندورة ورب الرمان والزيتون بالإضافة إلى زيت الزيتون واللبنة المجففة وانواع العصائروالمربيات المتنوعة التي اعتاد على إنتاجها الأجداد منذ مئات السنين. أما أهمية هذه المنتجات اليوم فتنبع من حاجة حقيقية نظرت لوطاة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ ما يزيد عن أربع سنوات عجاف رزحت بكل ثقلها على المواطن اللبناني.
عن هذه الظاهرة يتحدث لموقع "العهد" رئيس بلدية يونين البقاعية السابق وصاحب معمل انتاج المؤونة البيتية ابراهيم درة فيقول: "بدأنا العمل في إنتاج المؤونة البيتية بأساليب بدائية، فعلى سبيل المثال كنا نشعل النار على الحطب وننتج مئة أو مئتي كيلو يوميا من المكدوس، واليوم وصلنا الى انتاج ما يزيد عن الطن في اليوم الواحد مع تطور وسائل الإنتاج وازدياد الطلب على منتجاتنا التي نعمل فيها وكأننا ننتج مؤونتنا للاستهلاك الذاتي وليس للتجارة هذه الطريقة في الإنتاج المنزلي حازت على ثقة الزبائن لجهة النظافة وجودة المواد الأولية فتضاعف الطلب واتسعت الأسواق المحلية والخارجية ولم نعد قادرين على تلبية الطلب المتزايد، ولدى سؤاله عن السبب في عدم القدرة الإنتاجية على تلبية هذا الطلب المتزايد يجيب درة: "أن الإنتاج بالكميات المطلوبة يحتاج إلى تجهيزات ومعدات ورساميل غير متوفرة وإنشاء معامل كبيرة وترخيص من الوزارات المعنية وشروط ومعظم أراضي البلدة والجوار غير مفرزة عقاريا الأمر الذي يحول دون توافر الشروط المطلوبة للحصول على ترخيص وتسجيل رسمي في السجل التجاري".
واقع الأسواق
أما هيثم مرتضى صاحب مؤسسة الهيثم لتسويق المؤونة القروية في العاصمة بيروت وسائر المدن اللبنانية فيقول: "نعمل على شراء الإنتاج الريفي المحلي من ملوخية ومربيات وزيت زيتون ومكدوس ورب بندورة وكافة أنواع الكبيس والمخللات، وبالتالي شكلنا ما يشبه صلة وصل بين المنتج والمستهلك مراعين شروط التوضيب الحديثة لإيصال هذه المنتجات كما لو أن المواطن يمونها بنفسه".
وعن الصعوبات التي تواجهها مؤسسته في تسويق البضاعة يقول مرتضى: "أبرز هذه الصعوبات هو غلاء أسعار المحروقات وغلاء أسعار الصيانة ، بالإضافة إلى ارتفاع أجور العمال الذي يعملون في القطاع الزراعي وفي توضيب هذه السلع مما يرفع أسعار السلع وكذلك ارتفاع أسعار المحروقات وصيانة وسائل النقل التي تقوم بنقل هذه السلع إلى الأسواق، ويلاحظ مرضى ازدياد الطلب على المؤونة في السنوات الأخيرة نظراً لجودة هذه المنتجات الشعبية ونظافتها وخلوها من المواد الحافظة".
احتياجات التمويل
أما المزارع محمد الطشم فيطالب وزارة الزراعة بتأمين نوعين من القروض للمزارعين إحداها قروض ميسرة وطويلة الأجل لاستصلاح الأراضي وحفر الآبار وشراء ألواح الطاقة الشمسية وأخرى قروض قصيرة الأجل لتيسير أمور المزارعين ريثما ض١يتم بيع إنتاجهم في الأسواق، فالمزارع الذي ينتظر موسم القطاف يكون بأمس الحاجة إلى تسديد ديونه ودفع المستحقات المترتبة عليه وأجور العمال وعليه يضطر لبيع إنتاجه بأبخس الأسعار لتأمين السيولة النقدية اللازمة.
يبقى أن ازدهار الصناعات الغذائية في الآونة الاخيرة يلبي حاجات السكان الملحة لهذه السلع ويخلق فرص عمل في الأرياف ، وتثبيت المواطنين في قراهم وبلداتهم عوضاً عن النزوح إلى العاصمة والضواحي وما يرتبط من اكتظاظ سكاني وازدحام يفوق قدرة العاصمة بيروت على استيعابه لمحدودية الوحدات السكنية وضعف البنى التحتية لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة التي ترزح تحتها البلاد.