خاص العهد
تحرك جديد للسفارة الأمريكية على خط "قسد" والعشائر.. ما الهدف؟
محمد عيد
بعد تربص وتريث مريب أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق عن اجتماع مع قوات ومجلس قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وزعماء العشائر العربية بدير الزور من أجل "بحث التوتر في المحافظة والاتفاق على "وقف العنف" حسب تعبيرها.
أوجه مختلفة للتحرك الأمريكي
وفق المحلل السياسي د. أسامة دنورة فإنه من المبكر التعرف على نتائج اجتماع السفارة الأمريكية في دمشق مع قادة "قسد" والعشائر العربية وحديثها عن صيغ توفيقية لما خرج عن هذا البيان من ضرورة رفع المظالم عن أهالي دير الزور ودعم "قسد" في مواجهة "داعش" وليس في مواجهة العشائر.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري تساءل دنورة عن الحد الذي سوف تنجح معه هذه الصيغة في وقف القتال مع تمسك "قسد" بعملية اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري واعتبارها في بيان أخير أنه أصبح مطلوبًا لها قضائيًا، مشيرًا إلى أن هذا البيان هو استمرار لمدخلات الأزمة وبالتالي فإن ما تم الحديث عنه في الاجتماع مع الأمريكيين قد لا يكون مجديًا.
وتساءل المحلل السياسي كذلك حول جدية الولايات المتحدة الأمريكية في السعي لوقف الاقتتال، معتبرًا أن القراءات تتعدد لما يحدث والسيناريوهات مفتوحة على أكثر من احتمال فهناك من يرى في تحرك العشائر دعمًا من "غرب نهر الفرات" أي الدولة السورية كما تقول "قسد" وهناك العديد من العشائر التي أظهرت تمسكها بالانتماء للجمهورية العربية السورية وعلم سوريا الوطني والقيادة السورية، وفي المقابل هناك من يرفع علم الانتداب أو ما يسمى بـ"علم الثورة" وهذا يحمل في جوهره أكثر من احتمال بأن يكون هؤلاء متوافقين مع تركيا باعتبار أن من يرفع هذا العلم هو من يسمي نفسه بـ "الجيش الوطني" الذي يضم مجموعات إرهابية مرعية من قبل أنقرة.
وشدد على أنه بكل الأحوال فإن مآل الأمور غير واضح والولايات المتحدة الأمريكية إذا قررت أن تعترف بنتائج هذا التحرك العشائري وبما صنعه من تغيير جديد على الأرض، وهي قد تكون مجبرة على ذلك، فهي ستحاول استمالة هذه القيادات لادخالها ضمن الأهداف الأمريكية.
فرصة يجب اغتنامها
من جهته، يرى المحلل السياسي د. خلف المفتاح أن امريكا متبنية للطرفين وهذا ما يجب ألا يقع فيه التباس بالنسبة للبعض وهي أمام مشكلة فإذا ما وقفت إلى جانب "قسد" سوف تخسر طرف القبائل وإذا وقفت إلى جانب القبائل سوف تخسر "قسد".
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد المفتاح أن رهان واشنطن يبقى على "قسد" لأنها هي التي تحمل المشروع الذي تتبناه أمريكا كمشروع انفصالي عن سوريا فضلاً عن مشروعها المتعلق بإقامة حاجز يفصل سوريا عن العراق وبالتالي يتحقق الهدف الأمريكي في هذا الشأن.
وشدد المحلل السياسي على أن الجميع أمام تحول خطير قد يعيد خلط الأوراق والمهم بالنسبة للدولة السورية والجيش العربي السوري والجهات الداعمة للمقاومة أن هذا الانفجار يعطيها فرصة لدعم القبائل العربية المنتفضة على "قسد"، مشيراً إلى ضرورة أن يكون هناك تنسيق بين الجانبين العراقي والسوري من أجل تشكيل حالة لمواجهة هذا المشروع بحيث لا يقف الأمر عند حدود التأييد الإعلامي بل لا بد من احتضان هذه الحالة وتقديم السلاح والعون المادي والدعم اللوجستي لها حتى تجد هذه القبائل أن هناك داعمًا وحاميًا لها هو الدولة السورية.
أما إذا بقيت الأمور على هذا الشكل فإن الأمريكي سوف يعيد ترتيب أوراقه بشكل واضح وربما سيقوم بتلبية بعض مطالب القبائل بأن يكون لها حضور في مؤسسات "قسد" لأن هذه الأخيرة كالهرم المقلوب قاعدته عربية وسقفه وقياداته من جبال قنديل وليس حتى من أكراد سوريا وهي قيادات مرتبطة بمشروع انفصالي يتهدد حدود سوريا وبقية دول المنطقة.
وختم د. خلف المفتاح حديثه لموقعنا بالتأكيد أن هناك روحًا وطنية ليس فقط في دير الزور وحلب بل في بقية المناطق ويجب ألا يستغلها التركي والأمريكي بل يجب أن تحتضنها الدولة السورية بسبب وجود قاعدة شعبية كبيرة رافضة للاحتلالين التركي والأمريكي و"قسد" ويمكن بالتالي التخلص من مشروع يهيمن على ثروات سوريا ويتسبب في افقارها.