معركة أولي البأس

خاص العهد

ليبيا عصيّة على التطبيع
29/08/2023

ليبيا عصيّة على التطبيع

تونس – عبير قاسم

 

أثار اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش بوزير خارجية الاحتلال الاسرائيلي إيلي كوهين، في إيطاليا الأسبوع الماضي، موجة استنكار وغضب عارمة لدى الرأي العام الليبي. واستنكرت شخصيات ليبية اللقاء فيما وصل الغضب الى الشوارع التي امتلأت بالمحتجين الرافضين للتطبيع.

وطالبت عدة أحزاب وهيئات من بينها "حزب العدالة والبناء" رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بالإقالة الفورية لوزيرة الخارجية من منصبها لمشاركتها في هذا اللقاء. ووصف الحزب اللقاء بأنه "مشبوه"، قائلا إن هذه الخطوة "تسيء لمشاعر جميع الليبيين، وتقتضي إيضاحًا وافيًا".

أما ردود الفعل الخارجية فجاءت من السفير الفلسطيني لدى طرابلس محمد رحال، الذي أكد إعلان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش على خلفية لقائها بنظيرها الإسرائيلي.

تسريب خبر اللقاء الذي أشعل غضب الشارع الليبي جاء من وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية التي أعلنت أن الوزير كوهين التقى بنظيرته الليبية المنقوش، في لقاء هو "الأول من نوعه" بين مسؤولين من "البلدين" (الكيان وليبيا) اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية.

القانون الليبي يحظر التطبيع

ويحظر القانون الليبي رقم 62 الصادر عام 1957 على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقًا من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في "إسرائيل" أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو مع من ينوب عنهم. ويعاقب كل من يخالف ذلك بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد عن 10 سنوات، ويجوز الحكم بغرامة مالية. وأصدر الدبيبة قرارًا يقضي بإيقاف وزيرة الخارجية عن العمل احتياطيًا وإحالتها للتحقيق. فيما قالت وزارة ‏‎الخارجية الليبية في بيان إن "ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير معد مسبقًا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي".

واعتبر  ابو عجيلة علي العلاقي مستشار المنظمة الليبية لحقوق الإنسان في حديث لموقع "العهد" الإخباري "أن هذا اللقاء بين المنقوش ووزير صهيوني غير مسؤول وله تداعيات كبيرة على وحدة وتماسك الشعب الليبي". وقال "إن الليبيين لا يقبلون التعامل مع الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي الفلسطينية، ويمارس القتل والسجن والظلم والتنكيل بإخواننا الفلسطينيين".

وأضاف "كما أن ليبيا الآن ليست في حاجة إلى أي نوع من أنواع التقارب مع ما يسمى "إسرائيل"، لأن ليبيا تعاني التشظي والانقسام  والفساد على يد حكومات أنتجها الغرب، وما هذه الخطوة إلا نتاج ذلك التدخل في الشؤون الداخلية، وتنصيب حكومات تعمل لصالح الغرب".

أما عن ردود الأفعال الداخلية فأوضح: "كانت هذه الخطوة مستفزة حتى للأجهزة الأمنية، ناهيك عن مواقف مجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي مع عدم شرعيتها لدى المواطن إلا أن كلمتها توحدت ضد هذا العبث السياسي".

تداعيات كبيرة

وتابع محدثنا "المطلوب ليس فوضى وحرق الاطارات في الشوارع وإتلاف وتكسير المرافق العامة، بل حراك مستمر سلمي فاعل لإنهاء كل الأجسام التي عبثت وباعت الوطن الى عدد من الاستعماريين المتنازعين على ملكية ليبيا، فالوطن كله أصبح مستعمرات إيطالية وتركية وفرنسية وأمريكية وانجليزية، ولن يعود إلا بالوحدة والوطنية والنضال من أجل طرد المستعمرين وتطهير البلاد من الفاسدين".

ليبيا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل