معركة أولي البأس

خاص العهد

رسائل لودريان لنواب لبنان: خرْق جدي أم إجهاض لحوار أيلول؟
16/08/2023

رسائل لودريان لنواب لبنان: خرْق جدي أم إجهاض لحوار أيلول؟

لطيفة الحسيني

يتواصل الحراك الفرنسي في لبنان والعنوان حلّ أزمة الفراغ الرئاسي. الثلاثاء وجّه الموفد الفرنسي الخاص الى لبنان جان إيف لودريان 38 مغلّفًا الى الكتل النيابية وبعض أعضاء البرلمان المُستقلّين، طالبًا منهم الإجابة عن سؤاليْن مُحدّديْن: ما هي المشاريع ذات الأولوية بالنسبة إليكم خلال ولاية الرئيس المقبل؟ ما هي الصفات والكفاءات التي يجب أن تتوفّر في الرئيس الجديد؟

لا تعليقات علنية على مسعى باريس الأخير. بعد بيان اللجنة الخماسية بشأن لبنان (الولايات المتحدة - فرنسا - السعودية - قطر- مصر) في تموز الفائت الذي حمل نبرة تهديدية لمن يُعرقل انتخاب رئيس للجمهورية، سيحطّ لودريان من جديد في بيروت منتصف أيلول المقبل في مهّمة أخيرة قبل أن ينتقل لاحقًا الى رئاسة الوكالة الفرنسية لتطوير العلا السعودية، وسيطلع على إجابات "أصحاب السعادة" الخطيّة. فهل تستطيع هذه الخطوة أن تؤثّر فعلًا وتضغط من أجل الخروج  من مأزق الشغور أو أنها ستكون كجولات المبعوث الفرنسي السابقة؟

حفلات شاي بدلًا من حوار أيلول

مدير مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران وصف خطوة المغلّفات بالإهانة، وقال "حتى في المُستعمرات الإفريقية التي تقع تحت سيطرة فرنسية لا يجرؤ مسوؤل فرنسي على مُراسلة تلك المجالس النيابية بهذه الطريقة".

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، رأى زهران أن "الفرنسيين بدؤوا يتلمّسون فشلًا في انعقاد طاولة حوار وطني جامع خاصة بعد موقف القوات اللبنانية التي عبّرت عن عدم رغبتها في حضور طاولة الحوار فضلًا عن شخصيات أخرى"، مشيرًا الى أن "الفرنسيين يحاولون استباق إفشال طاولة الحوار بالاستعاضة عنها بحوار غير مباشر عبر أسئلة وإجابات مكتوبة"، وتوقّع أن "يُستعاض عن حوار أيلول بحفلات شاي فرنسية كما حصل في المرة السابقة"، مُعربًا عن اعتقاده بأنه "اذا لم يترافق هذا مع حزمة عقوبات تلوّح بها الإدارة الأمريكية والعربية والأوروبية على بعض المفاتيح السياسية فهذا الحوار لا قيمة له، خاصة أن جزءًا من النواب لا يخشون سوى مسألة العقوبات".

بحسب زهران، الفرنسيون عاجزون عن إيجاد الحلول بالملفّ الرئاسي اللبناني، والواضح أن السعوديين والقطريين والأمريكيين لديهم أجندة مُختلفة عن باريس، فالقطريون التقوا وسيلتقون الكثير من القيادات السياسية اللبنانية، وعليه المسعى الفرنسي يتراجع الى الوراء وكذلك المجموعة الخماسية التي كانت فوّضت باريس بهذا الملف.

ولفت زهران الى أن التحرّك الفرنسي الى الوراء إلّا اذا دُعم بقوة دفع من الدول الأربعة في اللجنة الخماسية وهذا ما ليس بائنًا.

بتقدير زهران، الخطّ الوحيد الجدّي والحقيقي اليوم على صعيد الاستحقاق الرئاسي في لبنان هو الحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر، على الرغم من أنه يحتاج الى وقت وأشهر والى مسار ليس سهلًا.

وأضاف زهران "لا يكفي أن يقبل حزب الله بمطالب رئيس التيار جبران باسيل، بل عليه أن يُقنع رئيس مجلس النواب نبيه بري وحلفاءه وأن يستطيع كلّ هذا الفريق لاحقًا إقناع الفريق الآخر وعلى رأسه المكوّن السني"، وتابع "مطالب باسيل بالقانون الائتماني واللامركزية الإدارية الموسّعة تحتاج الى مجلس النواب، وبعض القانونيين ذهبوا الى أنها تحتاج الى تعديل دستوري. إقرار قوانين بحجم اللامركزية الإدارية الموسّعة والصندوق الائتماني يحتاج الى نقاشيْن قانوني وسياسي تشارك فيهما كلّ المكوّنات الطائفية".

المراسلة الفرنسية لم تخرق الأزمة الرئاسية

المحلّل السياسي وسيم بزي من ناحيته عَدَّ إرسال مغلّفات الى نواب البرلمان بالسابقة غير المألوفة على صعيد الملفّ الرئاسي، غير أنه قال لـ"العهد" إن "الفرنسيين سيُثبّتون من خلال الإجابات عن الأسئلة التي وجّهها لودريان وقائع عملية منعًا لأيّة تأويلات أو التفاف على المواقف"، معتبرًا أن "الخطوة تربط نزاعًا تطبيقيًا مع ما هو مرتقب بعد عودة لودريان".

وإذ رأى أن "هذا المسار ليس هو من يتحّكم بإمكانية حدوث خرق"، رجّح أن "يكتفي لودريان في جولته المقبلة بلقاءات ثنائية مع الكتل والشخصيات"، مُستبعدًا جلوس جميع الأفرقاء حول طاولة واحدة، ولا سيّما أن الإجابات النهائية لا تبدو ناضجة حتى الآن لدى المعنيين".

وبيّن بزي أن "قوى أساسية التقت لودريان وسألته هل نستطيع التوصّل الى توافق على ضوء هذا الأسلوب الجديد".

ووفق بزي، مناخ الإقليم والدول الخمسة لا يشي بوجود عناصر تفاؤل حتى الآن من شأنها أن تقول إن أيلول سيكون مهبط الدخان الأبيض الرئاسي، فواقع المنطقة غير مريح وبيان الخماسية الأخير لا يبشّر أن هناك انسجامًا قادمًا.

وأشار بزي الى أن "حوار حزب الله والتيار الوطني اذا وصل لنتائج إيجابية في منتصف أيلول فسينسف نتائج جلسة 14 حزيران، ويضع الاصطفافات النيابية رئاسيًا في موقع مُختلف وهذا يدفع الى السؤال عمّا اذا كانت الأصوات الـ16 للتيار التي صبّت في صالح جهاد أزعور ستتحوّل لصالح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية"، وخلص الى أن "المشهد يحتاج الى مزيد من النضوج".

سالم زهرانجان إيف لودريان

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة