خاص العهد
لأول مرة: طهران تستضيف مؤتمر حدائق زهور شهداء محور المقاومة
طهران ــ مختار حداد
تصوير: أكبر هدايتي
أقيم في العاصمة الايرانية طهران مؤتمر مديري مراقد شهداء محور المقاومة تحت عنوان "المؤتمر الأول لمديري حدائق زهور الشهداء لدول محور المقاومة" وذلك في منطقة مراقد الشهداء في مقبرة "جنة الزهراء" (س) بالقرب من مرقد الامام الخميني قدس سره الشريف، وبحضور ممثلين عن لبنان وسوريا واليمن والعراق وفلسطين.
بحث المشاركون خلال هذه المؤتمر الذي عقد على مدى يومين سبل التعاون وتكاتف الجهود من أجل ترويج ثقافة الجهاد والشهادة والتعريف بالشهداء وبطولاتهم وتشكيل رابطة حدائق زهور الشهداء لدول محور المقاومة.
مراقد الشهداء هي مراكز لزيارة هولاء الأبطال الأبرار
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الاخباري قال مدير عام مقبرة "جنة الزهراء" (س) "جواد تاجيك" إن "الشهداء هم أساس حركة المقاومة والثورة الاسلامية، ومراقد الشهداء هي مراكز لزيارة هولاء الأبطال الأبرار والاستفادة من فيض معارفهم، ونحن هنا اجتمعنا لنتبادل تجاربنا ونتشارك جهودنا". مضيفاً "قررنا تشكيل رابطة ستكون أمانتها العامة في ايران، وأن يتم إقامة مؤتمر وندوات حول الشهداء ودورات تدريبية لرواة حياة الشهداء، وكذلك تم بحث سبل توسعة حدائق زهور الشهداء وتنمية البنى التحتية فيها من أجل تهيئة الأرضية المناسبة لحضور الزوار من مختلف دول العالم، وقرر المشاركون إقامة أسابيع تحت عنوان اسبوع شهداء المقاومة في دول محور المقاومة، وفي منطقة مراقد الشهداء في تلك الدول، كما قرر المشاركون تأسيس مؤسسة شعبية دولية للاستفادة وتفعيل الطاقات الشعبية في هذا المجال بهذه الدول".
ترويج ثقافة التضحية والايثار والشهادة
بدوره قال مدير شؤون مراقد الشهداء في طهران "عليرضا أكبري" في تصريح لموقع العهد الاخباري: "منطقة حديقة زهور الشهداء في جنة الزهراء(س) بطهران هي الأكبر في العالم حيث يرقد هنا أكثر من 30 ألف شهيد واليوم هي من أهم المراكز الثقافية في العالم الاسلامي ونحن من أجل ترويج ثقافة التضحية والايثار والشهادة، تم إقامة هذا المؤتمر لتشبيك المساعي من أجل نقل التجارب وتبادل الافكار لتحقق هذا الأمر".
حفظ ثقافة الشهيد والشهادة
من جانبه قال معاون مسؤول منطقة بيروت في حزب الله الشيخ محمد نصار في حوار مع موقع "العهد" الاخباري: "في الحقيقة هذا عمل ضروري جداً، وهذا كان ينبغي أن يترافق مع اختلاط دماء الشهداء في كل محور المقاومة، فمنذ أن اختلطت دماء الشهداء في محور المقاومة كان ينبغي أن تقام لقاءات كهذه لأهميتها في حفظ دماء الشهداء وحفظ ثقافة الشهيد والشهادة وفي نشر وعي الشهداء وحفظ قطرات دماء الشهداء وحفظ تراثهم وانبعاث الرائحة الطيبة لهولاء الشهداء على مستوى الفكر والروح للاجيال الصاعدة ولتتعرف هذه الاجيال على تاريخ وسير وآثارهم والمقدمات والقضايا والمفاهيم التي تربى عليها هولاء الشهداء، حتى تتربى الأجيال الحالية والقادمة على مفاهيم هولاء الشهداء، وإلا إن لم يكن هذا فتضيع كل الجهود".
واضاف نصار: "ما قام به الاخوة في الجمهورية الاسلامية هو عمل لازم وضروري لحفظ هذه الاثمان الغالية التي لاتقدر بثمن، وهي انفاس ودماء الشهداء ونشر هذه الروحية وتربية هذه الاجيال على هذا المسلك وعلى هذه الروحية، وهي في الاصل روحية القرآن وروحية الاسلام وروحية الصلاة وروحية الامام روح الله الموسوي الخميني(رض) وجميع شهداء محور المقاومة".
أهمية وعمق مفهوم الشهادة
من ناحيته قال رئيس مؤسسة القدس للثقافة والتراث في فلسطين محمد ابو جبارة في تصريح لموقع "العهد" الاخباري: "اليوم يجب أن تتم الاستفادة من التجربة عندنا في فلسطين أو في سوريا أو في لبنان ومن تجربة الاخوة في الجمهورية الاسلامية في ايران، ولسببين مهمين، الاول هو قدم التجربة الايرانية والسبب الثاني الاحترافية في الاداء في ايران. نحن هنا نؤسس لعمل مشترك لمديري حدائق الشهداء لترسيخ مفهوم الشهادة، وكذلك العمل الثقافي في هذه الحدائق مثل إقامة قاعات مؤتمرات ومعارض وتاسيس مواقع الكترونية للتعريف بالشهداء. نحن أمام حدث غير مسبوق واستثنائي ومن الضروري أن نلتفت الى اهمية وعمق مفهوم الشهادة من خلال ترسيخ العمل على ادارة حدائق زهور الشهداء".
ديمومة ثقافة الشهادة
من جانبه قال المدير العام لدائرة الشهداء في الحشد الشعبي في العراق طارق المندلاوي: "المؤتمر كان ناجحاً بامتياز، وحضور ارواح الشهداء في هذا المؤتمر وديمومة ثقافة الشهادة كانا من أبرز النقاط التي تخللت هذا المؤتمر، ما أفضى الى تأسيس رابطة واتحاد خاص بشهداء محور المقاومة لتعزيز وديمومة قيم الشهادة بين هذه الشعوب المظلومة، وكذلك ابراز سيرة الشهداء لأنهم كانوا السبب الحقيقي في انتصار الثورة الاسلامية والسبب في انتصار العراق ودول المنطقة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، وكل ذلك كان بفضل دماء الشهداء، والشهداء يبقون منارة كبيرة وعزة وفخراً لكل هذه الشعوب وشكراً للجمهورية الاسلامية وما قدمته من عطاء في هذا المجال".