خاص العهد
نافذة الفرج تُفتح أمام التصدير الزراعي اللبناني
لطيفة الحسيني
سَلَك تخفيض الرسوم على الشاحنات اللبنانية التي تعبر سورية طريقه الرسمي. بدءًا من اليوم، ينخفض الترانزيت 50% بعدما ارتفع كثيرًا ووصل الى 1400$ لكلّ شحنة. قبل الأزمة في سورية والتخبّط الذي عاشته العملة هناك، لم تكن تتعدّى الرسوم عتبة الـ10%. اليوم، يتنفّس المزارعون الصعداء بعد إعلان وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية القرار. أهل "الكار" يترقّبون مفاعيل إيجابية لما سينفّذ على الحدود البرية مع سورية، ويُشبّهون الأمر بـ"نافذة الفرج" التي انتظروها طويلًا.
المزارعون راضون عن التخفيض
نقيب المزارعين في الجنوب محمد الحسيني تحدّث لموقع "العهد" الإخباري عن التأثيرات المباشرة للتخفيض، فقال "إننا كمزارعين في كلّ لبنان نرى في سورية الرئة التي يتنفّس من خلالها البلد، فأيّ تصدير يجب أن يمرّ عبرها"، وأضاف "بعد مراجعة السلطات في دمشق على مدار 5 سنوات بهدف تخفيض الرسوم، طلبت الحكومة السورية إرسال وفد باسمها لحلّ كلّ المسائل العالقة، إلّا أن هذا لم يحصل، الى حين الجهد الفردي الذي بذله وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية ووزيرا الزارعة الحالي عباس الحاج حسن والسابق عباس مرتضى لحلّ هذه الإشكالية وهو ما تمّ بالفعل".
ورأى الحسيني أن النتيجة شبه مُرضية، على الرغم من أن نسبة الـ50% لا تزال نوعًا ما قاسية علينا، مشيرًا الى أن القرار السوري خفّض كلفتي النقل والعبور وأصبح بإمكاننا إعادة تسويق المنتجات الزراعية اللبنانية في الأردن أو العراق أو دول الخليج العربي، واصفًا رسوم العبور بأنها أصبحت مقبولة، وتابع "الانعكاس الإيجابي سيكون على الزراعة ككلّ بكافة أصنافها ومناطقها. وعليه، يُصبح هناك جدوى اقتصادية لتحميل البرادات وتوضيبها وفقًا للمواصفات".
بحسب الحسيني، أزمة التصدير الى دول الخليج العربي باتت على السكة بعد أن اتخذت السعودية قرارًا بإعادة فتح الأسواق، وبطبيعة الحال مجلس التعاون الخليجي سيتخذ القرار مجتمعًا لجهة السماح بعودة دخول البضائع اللبنانية الى أسواقه.
وإذ توقّع الحسيني ارتفاعًا كبيرًا في حركة التصدير الزراعي وانتعاشًا لكلّ المنتجات، أكد أن "السوق العراقية واعدة والحكومة هناك أبدت كلّ استعداد لفتح أسواقها أمام المنتجات اللبنانية وتذليل كلّ العقبات التي يمكن أن تعترض عملية التصدير".
وعن إمكانية أن يشهد السوق المحلي غلاءً مقابل إيلاء السوق الخارجية أولوية لتصدير المنتجات الوطنية، أجاب الحسيني "الأسعار ستكون مقبولة جدًا بحيث لا يخسر المزراع، ويبقى قادرًا على الصمود والاستمرار".
أكثر من 1200 شاحنة لبنانية على الحدود ستستفيد من القرار
رئيس تجمع المزارعين في البقاع ابراهيم ترشيشي وصف بدوره قرار تخفيض الترانزيت على الحدود البرية مع سورية بالخبر المُفرح لكلّ المزارعين والمصدرين وأصحاب الشاحنات المبرّدة، وشدّد في تصريح لـ"العهد" على أن "علاقتنا مع المسؤولين السوريين تتحسّن وهذا يدلّ على ترابط البلدين مع بعضهما البعض، فهما لا يستطيعان إلّا التعاون والتفاهم المُثمر".
وقال "التخفيض يُحسّن وضع الشاحنات التي كانت متوقّفة على الحدود.. لدينا أسطول نقل يضمّ أكثر من 1200 شاحنة ستستفيد حُكمًا من القرار وستزيد كميات الشحن الى الأردن والعراق، بانتظار أن يكتمل مع فتح السعودية أسواقها للدخول الى كلّ الأسواق الخليجية".
ووفق ترشيشي، القرار صائب وأزال عقبة أمام المُنتجات الزراعية اللبنانية التي سنُحمّلها بشاحنات وطنية، والخطوة هي بداية حلحلة لكلّ الأمور العالقة.
كذلك أمل أن تُخفّض الرسوم الى ما هو أكثر من 50% أي كما كنا قبل عام 2015، وأن تُزال كافة الضرائب وأن تعود الى 2.5% وليس 5%، مُستبعدًا ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية المحلية.
الزراعةتجمع المزارعين والفلاحين في البقاعابراهيم ترشيشي