معركة أولي البأس

خاص العهد

عن الحاج غالب القائد في ذكراه.. رواية الإيثار حتّى النبض الأخير
19/07/2023

عن الحاج غالب القائد في ذكراه.. رواية الإيثار حتّى النبض الأخير

مصطفى عواضة

‏‎تسعة عشر عامًا مرّت وهو الخالد في ذاكرة المقاومة، والكامن في القدس وغزة والضفة... تسعة عشر عامًا واسمه لا زال يتردّد في دوائر الاستخبارات "الإسرائيلية" عند كل إطلاق لصلية صواريخ.

‏‎تسعة عشر عامًا ولا زال الشهيد القائد غالب عوالي حاضرًا على امتداد الثغور من لبنان إلى فلسطين، وهو الثائر الذي نهل ثوريته من الإمام الخميني (قدس سره) فأنتجت عزًا وانتصارات. حمل فلسطين في قلبه وفكره ووجدانه ماضيًا على خطى شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب وسيد شهدائها السيد عباس الموسوي. 

‏‎هو أحد الفرسان الـ (12) كما سمتهم أجهزة الاستخبارات "الإسرائيلية" وكتب عنهم الكاتب الصهيوني رونين بيرغمان في كتابه (انهض واقتل أولًّا) الذي يتحدث فيه عن التاريخ ‎السري لعمليات الاغتيال "الإسرائيلية".

هذا بعضٌ مما نعرفه عن الحاج غالب القائد، ولكن ماذا عن الحاج غالب قائد الأسرة التي تقتدي به بغيابه كما في حضوره؟

في الذكرى التاسعة عشرة على استشهاده يكشف موقع "العهد" الإخباري بعضًا من جوانب حياته الأسرية في حديث أجراه مع عقيلته الحاجة "أم محمد" التي لفتت إلى الأسلوب التربوي المميّز الذي أرساه الشهيد خلال تعامله مع أبنائه، رغم فترات غيابه الطويلة، والتي وصلت إحداها إلى تسعة أشهر تقريبًا، إذ اعتمد معهم أسلوب المكافأة والمفاجآت في حال قام أحدهم بأيّ فعل حسن، الأمر الذي جعلهم يحسبون حسابه ويشعرون بحضوره الدائم.

وأضافت الحاجة أم محمد: "كان الحاج غالب غريبًا بعض الشيء في ردّات فعله، فقد كان هادئًا على الدوام، وحتّى في الأمور التي كانت تزعجه، فكل ما يحصل بالنسبة له كان خيرًا".

تستذكر الحاجة "أم محمد" في حديثها لـ"العهد" بعض مواقف الحاج غالب في أيّامه الأخيرة، حيث كانت والدته في ضيافته في بيروت، واشتكت من حرارة المنزل الشديدة، فأجابها مبتسمًا "الموضوع عند أم محمد إذا بدها تغيّر البيت، أنا ما خصني!".

قلت له "لماذا تقول ذلك؟!"، فأجاب: "أنا لا أعلم متى أقول لكم.. وأومأ بيده مودعًا وقد ارتسمت على وجهه ابتسامته المعهودة".

وفي موقف آخر، تُحدّثنا عقيلة الشهيد القائد أنه في يوم من الأيام كانا مدعوين لحضور زفاف أحد الأقارب، وخلال حديث حول الموضوع قال لها: "إلى أن يحين زواج الأولاد لن أكون بينكم، وأنت من ستتولين إتمام الإشراف على هذه المهمة!".

أما عن يوم استشهاده، فقالت رفيقة درب الحاج غالب "لم يلبث الحاج بيننا إلاّ ثلاثة أيام قبل استشهاده، وذلك بعد غيابه الأخير الذي دام خمسة عشر يومًا، في صباح التاسع عشر من تموز/ يوليو 2004 نزل الحاج غالب من منزله كالمعتاد، تحدث مع أحد جيرانه الذين التقاهم، تفرّق كل منهم باتجاه سيارته، وبعدها سمعنا دوي الانفجار، ليردد الحاج غالب كلماته الأخيرة لذلك للجار "الله نجّاك".. ويسلم بعدها الروح تاركًا وراءه أثرًا طيّبًا، وإنجازات عسكرية ما تزال آثارها ظاهرة حتى اليوم على امتداد فلسطين، ومع تلاوة كل بيان للمقاومة الإسلامية.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل