خاص العهد
في مناطق "غصن الزيتون".. الإرهابيّون يحكمون بالإتاوات
محمد عيد
يعاني المدنيون السوريون القابعون تحت سلطة الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له في مناطق "غصن الزيتون" الأمرّين، وبين الفينة والأخرى يطالعهم الإرهابيون هناك بإتاوات جديدة تارة بحجة وتارات من دونها.
والأنكى من ذلك أن هذه الإتاوات تفرض بنفس عنصري ضد السوريين الأكراد هناك، الذين هجّرت الغالبية الساحقة منهم فيما يتعرض من لا يزال متمسكًا منهم بأرضه لأبشع أنواع الاستغلال والترهيب وفرض الإتاوات.
إتاوات بالجملة
أكد مصدر أهلي في مناطق "غصن الزيتون" شمال غرب سوريا لموقع "العهد" الإخباري قيام فصيل السلطان "سليمان شاه" والذي يعرف في تلك المناطق بـ"العمشات" بفرض خوات مالية تقدر بـ ١٠٠ دولار على ١٣ مزارعًا من قرية "اشكان غربي" الواقعة في ناحية جنديرس مقابل السماح لهم بري محاصيلهم الزراعية.
وتذرع الفصيل الإرهابي في فرض هذه الإتاوات على المزارعين بعدم قيام ما تسمى "وزارة الدفاع" التابعة لـ"الحكومة السورية المؤقتة" بصرف رواتبهم منذ أكثر من شهرين.
وفي سياق متصل أكد المصدر الأهلي في مناطق "غصن الزيتون" لموقعنا فرض فصيل "فرقة الحمزة" إتاوات على أصحاب الوكالات الممنوحة من قبل المجالس المحلية مقابل السماح لهم بإدارة ممتلكات أهالي عفرين المهجرين عنوة من منطقتهم حيث ألزم الفصيل أصحاب الوكالات بدفع صفيحة زيت عن كل شخص لقاء السماح له بإدارة ممتلكات ليست له بل لأصحابها المهجرين الذين يملكون صكوك ملكيتها.
وأوضح المصدر الأهلي في حديثه لموقعنا أن الرائج في هذه المناطق يتمثل في قيام الفصائل الإرهابية بجني المحاصيل الزراعية العائدة لأهالي عفرين والتي تركها أصحابها مكرهين وبيعها فيما بينهم، فيما وصلت حدود التعدي إلى قيام هؤلاء الإرهابيين بفرض إتاوات على الأهالي الموجودين مقابل السماح لهم ببيع محصولهم وبذريعة حماية المحصول من السرقات.
إطلاق يد الإرهاب
المحلل السياسي علاء الأصفري أكد فرض الفصائل الإرهابية المرتبطة بتركيا إتاوات وخوّات على المدنيين، مشيراً إلى أن هذه الخوّات والإتاوات ليست بجديدة وارتبطت بلحظة سيطرة جيش الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية المرتبطة به على مناطق "غصن الزيتون" حيث فرضت إتاوات شديدة على إعزاز وعفرين وغيرهما من المناطق في شمال غرب سوريا.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد الأصفري أن هناك فِرَقًا كثيرة مثل فرقة "العمشات"، "الحمزة" و"فرقة السلطان شاه"، وكل هذه الفصائل تمارس لصوصية عالية وتفرض إتاوات كبيرة على المدنيين وخاصة أولئك الذين لا يوافقون على تجنيد أولادهم في تلك الفصائل الإرهابية المسلّحة، وبالتالي فإن هؤلاء الإرهابيين يقتاتون على سرقة الناس وعلى فرض إتاوات بالجملة.
وأضاف الأصفري أن هناك كثيرًا من محاصيل الزيتون في تلك المنطقة تسرق، حيث يعلم الجميع أن بلدًا مثل عفرين يحتوي على أكثر من ٦ ملايين شجرة زيتون تسرق غالبيتها لصالح هؤلاء اللصوص الإرهابيين عنوة عن المدنيين الموجودين في تلك المنطقة الذين يعانون كثيراً، وخاصة من بقي منهم من السوريين الأكراد الذين يشملهم القهر والاستبداد والعنصرية الفاقعة واللصوصية على رؤوس الأشهاد والتي تمتد حتى إدلب حيث ما يسمى "هيئة تحرير الشام" الإرهابية والتي تفرض بدورها إتاوات بالدولار على كل المدنيين الموجودين هناك وعلى كافة الفعاليات الاقتصادية المتعلقة بالشراء أو البيع أو الوكالات إلخ.. وكلها عبارة عن عمليات احتيال وسرقة موصوفة للمدنيين الذين يعانون كثيراً تحت ضغط هؤلاء القتلة الإرهابيين.