معركة أولي البأس

خاص العهد

هل تراجعت فعلًا حاجات لبنان من الكهرباء؟
26/06/2023

هل تراجعت فعلًا حاجات لبنان من الكهرباء؟

حسين كوراني

يكثُر الحديث في هذه الأيام عن تراجع الطلب على استهلاك الطاقة في لبنان سواء المنتجة من الدولة أو عبر مولّدات الأحياء، ما يعني تراجع حاجات لبنان من الكهرباء. يجري ربط التراجع بجملة أسباب على رأسها توجه المواطنين نحو الطاقة الشمسية التي كثر الاعتماد عليها خلال العامين الماضيين. فهل فعلًا ثمّة أرقام توثّق تراجع الطلب، أم أنّ المسألة لا تزال في إطار التقديرات؟. 

مصادر مطّلعة على الملف تنفي في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن يكون لدى أي كان القدرة على معرفة حجم الطلب الحقيقي في ظل ضعف الانتاج لدى مؤسسة كهرباء لبنان والذي لا يتخطى حاليًا الـ300 الى 400 ميغاواط. وفق المصادر لا يمكن معرفة ما اذا كان الطلب تراجع قبل أن يتخطى الانتاج الـ1200 ميغاواط. وعليه، كل ما يتم تداوله ليس دقيقًا، وفق المصادر. 

في المقابل، يبدو أن لمدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة بيار خوري وجهة نظر أخرى. يؤكّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنه "في الفترة الأخيرة بدا واضحًا أن المواطنيين بدأوا بالاعتماد على الطاقة الشمسية أكثر من الاعتماد على الكهرباء"، وفق حسابات خوري، يُسجّل أكثر من 1000 ميغاواط على مختلف الأراضي اللبنانية من خلال تركيب ألواح الطاقة الشمسية.

هل تراجعت فعلًا حاجات لبنان من الكهرباء؟

وحول أعداد اللبنانيين الذين استفادوا من خدمة الطاقة الشمسية، يلفت خوري الى أنّ "الأعداد ليست كبيرة، أقل من النصف بكثير بات لديهم طاقة"، لكنه يشير الى أنّ قدرة مشاريع الطاقة التي تم تركيبها بدأت بالتزايد حتى تجاوزت الـ 1000 ميغاواط اليوم، مشيرًا الى أن هذه القدرة ليست بالضرورة أن يتم استعمالها بكاملها ما يعني أن لوح الطاقة الذي يمتلك قدرة 500 ميغاواط ليس بالضرورة أن يستخدم المواطن طاقته بكاملها دفعة واحدة".

ويبيّن خوري لـ"العهد" أنه عام 2019 وقبل الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان وبحسب مؤسسة كهرباء لبنان كانت القدرة التشغيلية للكهرباء والطلب عليها في ذروتها وقد بلغت 3600 ميغاواط، وكمعدل وسطي كانت بين 2800 و2900 ميغاواط، أما حاليًا فالفاتورة النفطية بدأت بالانخفاض خلال فترة الثلاث سنوات الماضية بنسبة من 35 الى 40%، وبالتالي أصبح الطلب على الكهرباء اليوم 1700 ميغاواط، وهذا ما يؤكد أن الطاقة البديلة غطّت الفرق في النسبة. 

ويشير خوري الى أنه وبالإضافة الى الـ 1000 ميغاواط التي خفّضت الطلب على الكهرباء ثمّة نقطتان يجب الأخذ بهما، الأولى تتعلّق بالتغير الذي بدا واضحًا في سلوك الناس لناحية التوفير في استهلاك الطاقة (الكهرباء) وهو ما يمكن تسميته بـ"كفاءة الطاقة"، وأما الثانية فهي عدم قدرة الناس على دفع الفواتير ما جعلها تقلل من استهلاك الكهرباء. ولكن في الوقت ذاته، ينبّه خوري من أنه في حال تحسن الوضع المعيشي سيلجأ الناس الى استهلاك الطاقة كما كانوا في السابق، وبذلك سنكون أمام مسألة الهدر التي كنا نعاني منها.

وأخيرًا، يوضح مدير المركز اللبناني لحفظ الطاقة أنه وفي قانون الموازنة العامة 2022، طُرح موضوع الإعفاءات على ألواح الطاقة الشمسية من الـ"TVA" وغيرها من الضرائب.

الكهرباءالطاقة الشمسية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة