خاص العهد
جدل غربي حول دعوة الرئيس الأسد لحضور قمة المناخ في الإمارات
دمشق - علي حسن
بعد الانفتاح العربي على دمشق وحضور الرئيس الأسد القمة العربية الأخيرة في جدة جاءت دعوة الإمارات للرئيس الأسد لحضور قمة المناخ الدولية في دبي لتشكل كسرًا للعزلة المفروضة على سورية، ليس على الصعيد العربي فحسب وانما على الصعيد الدولي أيضًا. وقالت سفارة الإمارات العربية المتحدة بدمشق في تغريدة لها على "تويتر" إن الرئيس الأسد تلقى دعوة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحضور مؤتمر كوب 28 المزمع عقده في الامارات. من ناحيتها قالت الوكالة السورية الرسمية للانباء "سانا" إن الرئيس الأسد وخلال استقباله القائم بأعمال سفارة الإمارات في دمشق تلقى دعوة رسمية من الشيخ محمد بن زايد لحضور القمة المقرر اقامتها ما بين 30 تشرين الثاني و12 من كانون الأول المقبل، وتأتي الدعوة بعد استئناف دول عربية علاقاتها مع دمشق كما أنها تعد الدعوة الأولى من نوعها لحضور مؤتمر دولي يشارك فيه عدد كبير من قادة دول العالم والتي يفرض عدد منهم عقوبات قاسية على سورية منذ العام 2011.
المحلل السياسي خالد عامر قال لموقع "العهد" الاخباري إن دعوة الإمارات للرئيس الأسد لحضور قمة المناخ تشكل تكريسًا لخروج سورية من عزلتها. وأكد عامر أن أهمية الانفتاح على دمشق تكمن في أنه يأتي خلافًا للرغبة الغربية التي لا تزال تصر على ابقاء الحصار والعقوبات عليها وكان امتناع دول معروفة بولائها للولايات المتحدة عن تنفيذ رغبتها هذه المرة علامة فارقة ونقطة تحول تشير بوضوح إلى تقلص النفوذ الأمريكي في العالم ونهوض قوى أخرى قادرة على انهاء الأحادية الأمريكية التي تتحكم بمصير العالم منذ نهاية الحرب الباردة.
ورأى المحلل السياسي أن الإمارات كانت من الدول السباقة لادراك الخطأ الذي وقعت فيه العديد من الدول العربية التي حاولت تحجيم سورية وانهاء دورها الريادي في العالم العربي وأن مبادرتها نحو إعادة العلاقات مع سورية شجعت العديد من الدول المترددة التي انتهجت نهجها في نهاية المطاف.
"مواقف غربية متباينة حيال الخطوة الاماراتية"
ومنذ إعلان الإمارات العربية المتحدة دعوتها للرئيس الأسد صدرت مواقف غربية متباينة حيال الدعوة ما بين رافض لها وبين من يعتبرها شأنًا اماراتيا. وفي هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي عدي حداوي إن المواقف الغربية حيال الدعوة الاماراتية لا تبدو متطابقة، ففي الوقت الذي صعدت فيه فرنسا ضد الحكومة السورية وطالبت بمعاقبتها كان لافتًا الموقفان الأمريكي والبريطاني اللذين اعتبرا الدعوة شأنا خاصا بالبلد المضيف. وأضاف حداوي أن صحيفة "فينانشال تايمز" نقلت عن مصدر في مجلس الأمن القومي الأمريكي قوله إن هذا الأمر متروك للبلد المضيف وكذلك كان حال الموقف البريطاني.
وبرر الكاتب والمحلل السياسي هذين الموقفين بأنه محاولة منهم لعدم الظهور بمظهر العاجز عن فرض ارادتهم على بلدان اعتادت السير في ركابهم وهي في نفس الوقت محاولة لعدم تازيم العلاقة مع دول الخليج التي تسعى الولايات المتحدة لابعادهم عن الصين ودورها القائم على انهاء الحروب والمشاكل في المنطقة واقامة شراكات اقتصادية قائمة على الاحترام والعلاقات المتكافئة.
إلا أن حداوي اعتبر أن كل هذه المساعي ستبوء بالفشل وأن الحلف المعارض للهيمنة الأمريكية يخطو خطوات قوية وواثقة باتجاه عالم متعدد الاقطاب وأكثر توازنا وعدالة من زمن الأحادية الأمريكية.