معركة أولي البأس

خاص العهد

سوريا شريكة الانتصار والتحرير في لبنان
23/05/2023

سوريا شريكة الانتصار والتحرير في لبنان

محمد عيد

يفخر السوريون بعيد المقاومة والتحرير في لبنان والذي كان بمثابة عهد جديد يُفرَض فيه على الكيان الصهيوني ولأول مرّة الانسحاب من أرض عربيّة محتلة بالقوّة دون قيد أو شرط.

يدرك السوريون الدور الكبير الذي لعبته قيادتهم في دعم المقاومين اللبنانيين بكل شيء وصولاً إلى التحرير، كما يعون جيداً أن الاحتضان الشعبي السوري لفكرة المقاومة إلى جانب بيئتها المقاومة في الجنوب جعلها شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. ولذلك كله كان السوريون على يقين بأن هذه المقاومة ستنتصر في نهاية المطاف.
 
عندما يكون القادة قدوة

يستحضر أستاذ التاريخ السوري عمّار لحظات نصر المقاومة الإسلامية في لبنان ودحرها للعدو الصهيوني عن أرضه في العام ٢٠٠٠، مشيرًا لموقع "العهد" الإخباري الى أنه كان في العشرين من عمره في ذلك العام الذي استنفر فيه التلفزيون الرسمي السوري لمواكبة الحدث العظيم، حينها شعور النشوة لم يفارقه وهو يشهد بأم عينه اندحار جنود الاحتلال الإسرائيلي مذعورين تحت جنح الظلام في الوقت الذي كانت ذاكرته لا تزال تحتفظ بصور الحروب العربية - الإسرائيلية السابقة التي كان العدو يحسمها بشكل مهين، فيما شكّل انتصار أيار من العام ٢٠٠٠ "نقطة التحول الكبرى" في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني.

نعيم مواطن سوري يعمل حارسًا في إحدى المؤسسات الخاصة، يؤكد لموقع "العهد" الإخباري أن "عقلية الهزيمة بقيت سائدة في نفوس الكثيرين نتيجة الخيبات العربية المتتالية والهزائم المتلاحقة، صحيح أن الأخبار السارة عن عمليات المقاومة كانت تأتينا من الجنوب لكننا احتجنا أن نشاهد ونرى بأم العين جيش العدو يندحر عن تراب الجنوب حتى نصدّق أننا لا نحلم، وأن هذا العدو البغيض ليس قدرًا ويمكن اقتلاعه بالقوّة كما غرس في أرضنا بالقوة".
 
بتول ربّة منزل، ترى أن "الإيمان يفعل كل شيء، فالقناعة تبلورت عند السوريين بأن نصر الجنوب اللبناني قادم لا محالة حين كان قادة المقاومة يشكلون القدوة لحاضنتهم الشعبية في الوقوف بالمقدمة وعلى خط التماس الأول، فالحزب الذي يستشهد أمينه العام وابن أمينه العام ويجلل النور محيّا قادته لا بد أن ينتصر في النهاية".

سوريا شريكة في النصر

يؤكد المحلل السياسي اسماعيل مطر أن الصورة التي سبقت تحرير الجنوب اللبناني في العام ٢٠٠٠ كانت مكتملة وتنبئ بحتمية الانتصار. وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري يشير مطر إلى عناصر القوة التي امتلكتها المقاومة الإسلامية اللبنانية التي استطاعت بموجبها دحر العدو الصهيوني عن أرض الجنوب، واحدى ركائزها وجود دولة عربية إلى جوارها حملت قيادتها على عاتقها منفردة دعم المقاومة بشكل مخالف لكل النظام العربي الرسمي الذي لم يتجاسر على مجرد الدعم الاعلامي للمقاومين بل ذهب في أغلبه لتبرير سلوك الجاني واتهام الضحية.

وأضاف مطر بأن وجود سوريا إلى جوار المقاومة ترجم عمليًا في تسريع طرد جيش الكيان، على اعتبار أن كل الدعم المقدم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة يضاف إليه الدعم السوري المستمر ما كان له أن يصل بالشكل المطلوب لو أن سوريا لم تجعل من أراضيها وأجوائها جسرًا لهذا الدعم، والأهم أن السوريين كانوا قد اعتنقوا فكرة المقاومة وتبنوها بشكل كامل وكانت أراضيهم مكان استضافة لكل موجة نزوح كانت تعقب عدوانًا صهيونيًا على لبنان.

ويستذكر مطر كيف نجح الرئيس حافظ الأسد في عدوان عناقيد الغضب على لبنان عام ١٩٩٦ في استقطاب وزراء خارجية العديد من الدول إلى دمشق للخروج بـ"تفاهم نيسان" الذي شرّع العمل المقاوم دوليًا وحمى بدرجة كبيرة المدنيين اللبنانيين من الاعتداءات الصهيونية لدرجة أن قادة العدو في ذلك الوقت قالوا إن هذا التفاهم "حوّلنا إلى كيس ملاكمة يتدرب به حزب الله".

ويلفت المحلل السياسي إلى أن كل هذه الأمور شكلت المقدمات المنطقية لتحرير الجنوب في العام ٢٠٠٠ وأن سوريا كانت شريكة كاملة في النصر الذي بقي الفضل الأول والأخير فيه للمقاومين الأبطال الذين كتبوا تاريخاً جديداً للعرب انتهت معه مرحلة الهزائم وابتدأت مرحلة الانتصارات.

إقرأ المزيد في: خاص العهد