معركة أولي البأس

خاص العهد

واشنطن تفاوض دمشق حول قضية تايس العالقة
12/05/2023

واشنطن تفاوض دمشق حول قضية تايس العالقة

دمشق - علي حسن

بعد زهاء أحد عشر عامًا من اختفائه، أعادت الادارة الأمريكية فتح ملف الأمريكي المفقود في سورية أوستن تايس والذي ما زال مصيره مجهولًا حتى اليوم. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة أعادت احياء المفاوضات المباشرة مع دمشق بشأن تايس الذي فقد في سوريا عام 2012، ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة بها أن مفاوضين أمريكيين عقدوا سلسلة من اللقاءات في الشرق الأوسط مع مسؤولين سوريين للكشف عن مصير تايس وخمسة أمريكيين تعتقد الادارة الأمريكية أنهم محتجزون في السجون السورية. وأوضحت الصحيفة أن هذه المفاوضات تجري برعاية سلطنة عمان التي طلبت منها الولايات المتحدة التدخل كوسيط في هذا الأمر إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن أي اختراق حتى الآن.

"تواجد مشبوه ومصير غامض"

وحول هذه القضية والجهود الأمريكية لحلحلتها قال الباحث والكاتب عمار عيد لموقع "العهد" الاخباري أن هناك الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام حول ماهية عمل تايس في سورية والطريقة التي دخل بها البلاد. وأكد عيد أن تايس الذي يدعي الإعلام الأمريكي أنه صحفي والحقيقة أنه كان حتى وقت قريب جنديا في المارينز دخل الاراضي السورية بطريقة غير شرعية عبر الحدود التركية وبعد فترة من الزمن احتفل مع المجموعات الارهابية المسلحة في جنوب دمشق بعيد ميلاده الواحد والثلاثين في شريط فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يختفي في آب من العام 2012 من دون معرفة الجهة التي ألقت القبض عليه.
 
واوضح عيد أنه ورغم ظهور شريط فيديو بعد شهر من اختفاء تايس يظهر وقوعه في قبضة مجموعة متطرفة وبالرغم من كثرة التنظيمات المتواجدة على الساحة السورية والتي يعمل كل منها لصالح الدولة التي تمولها إلا أن الادارة الأمريكية ما زالت تصر على أن السلطات السورية هي التي تعتقل تايس وهذا ما صرح به الرئيس بايدن في الذكرى السنوية العاشرة على اختفائه أثناء لقائه مع ذويه. وأوضح الكاتب والصحفي عمار عيد أن من عادة الولايات المتحدة أن ترسل ضباط مخابراتها وعيونها إلى البلدان التي تتدخل بها تحت لبوس انساني واعلامي، وتساءل "كيف لعنصر في المارينز الأمريكي التقاعد بسن صغيرة "31 عاما" ثم يتحول بقدرة قادر إلى صحفي واعلامي ينشط في المناطق المعادية للدولة السورية؟".

من ناحية أخرى، رأى عيد أن النزعة العنصرية الأمريكية تتجلى بوضوح في ملف تايس من خلال تركيز الادارة الأمريكية على هذا المفقود بالذات في حين تعلن الولايات المتحدة أن لديها خمسة مفقودين في سورية وعزا عيد هذا الاهتمام بأوستن دون غيره إلى أنه الوحيد من أصول أمريكيه في حين أن بقية المفقودين من أصول شرق اوسطية غير أمريكية.

هل تنجح الادارة الحالية فيما فشلت فيه الادارات السابقة؟

 وحول جهود الادارات الأمريكية السابقة للافراج عن تايس قال المحلل السياسي ابراهيم الأحمد لموقع "العهد" الاخباري إن الحكومات الأمريكية المتلاحقة سعت منذ اختفاء تايس للكشف عن مصيره. بدأت هذه المحاولات في عهد أوباما ووصلت ذروتها في عهد الرئيس ترامب الذي أرسل موفدا من الامن القومي الأمريكي إلى دمشق وحمل رسالة إلى الرئيس الأسد بشأن تايس لكن جهوده لم تكن مثمرة، واليوم تحاول إدارة بايدن أن تنجح من حيث فشل الآخرون إلا أنه لا يبدو حتى الآن أن لديها من الوسائل والحلول ما يميزها عن سلفها من الادارات الأمريكية السابقة. وبالرغم من عدم تحديد الجهة التي تعتقل تايس على وجه الدقة فإن تحديد مصيره أو عودته إلى الولايات المتحدة في حال كان ما زال على قيد الحياة سيكون مرتبطا بالانفراجات السياسية المفترض حدوثها وحصول تغيير ولو جزئي في السياسة الأمريكية تجاه سورية من الممكن أن يعطي دافعا للحكومة السورية لكي تتعاون مع الادارة الأمريكية وتساهم بما تملكه من معلومات في تقفي آثار تايس ومعرفة مصيره.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل