معركة أولي البأس

خاص العهد

مناورات وتعزيزات أمريكية في شرق الفرات: قراءة في الأهداف والمرامي
04/05/2023

مناورات وتعزيزات أمريكية في شرق الفرات: قراءة في الأهداف والمرامي

دمشق - علي حسن

كثفت قوات الاحتلال الأمريكي تدريباتها ونشاطاتها العسكرية في المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرق سوريا ومنطقة التنف الحدودية. آخر تلك النشاطات هي المناورات العسكرية التي أجرتها مع ميليشيا "قسد" في كل من الحسكه والشداده ودير الزور والتي تزامنت مع تحليق جوي مكثف للطائرات الأمريكية في أجواء المكان وكذلك مع دخول رتل عسكري أمريكي من العراق إلى سوريا يحتوي على معدات لوجستية وصهاريج لنقل النفط المسروق من الآبار السورية إلى القواعد الأمريكية في العراق وبيعها.

المناورات الأمريكية رسائل متعددة للحليف والعدو

في تعليقه على الحدث قال الكاتب والمحلل السياسي اسماعيل مطر لموقع "العهد" الاخباري إن الولايات المتحدة وإن كانت تعلن أن هدفها من هذه المناورات هو رفع الجاهزية لمحاربة تنظيم "داعش"، إلا أنها تريد في حقيقة الأمر ايصال رسائل ردع لأعدائها في المنطقة وخاصة ايران ومحور المقاومة الذي كثف هجماته على قوات الاحتلال الأمريكي في سوريا في الآونة الأخيرة، وهذا ما أشارت اليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التي أفادت بأن واشنطن دفعت إلى المنطقة بمقاتلات A10 المتطورة والمزودة بقنابل خارقة للأعماق شديدة الانفجار، وأوضحت الصحيفة أن الغرض من هذا الحشد العسكري هو مواجهة ايران وفصائل المقاومة المرتبطة بها والتي الحقت بالقوات الأمريكية خسائر بشرية ومادية ملموسة.

وأوضح مطر في تعليقه على الخبر أن المناورات والحشد العسكري الأمريكي له تأثيرات معنوية واعلامية أكثر من التأثيرات العسكرية الملموسة، متسائلًا عن الجدوى من استحضار هذه الآلة الحربية الرهيبة وما هي المواقع العسكرية التي يجب ضربها بقنابل خارقة للأعماق اذا كانت المقاومة تستهدف القوات الامريكية بأسلحة بسيطة ومن مواقع غير ثابتة. مشيرًا إلى أن هذه الطائرات لن تضيف شيئًا أكثر مما تفعله الطائرات الاسرائيلية التي تستهدف مواقع داخل سوريا وأن كل هذا الحراك العسكري الأمريكي ما هو إلا محاولة لتخويف محور المقاومة الذي أثبتت الأيام أنه لا يخاف.

ومن ناحية أخرى اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أن الولايات المتحدة تحاول طمأنة "قسد" التي بدأت تستشعر الخطر من كسر العزلة العربية عن سوريا وكذلك التقارب السوري التركي الذي يشكل خطرًا داهمًا على وجودها، وهذا ما دفع قيادة "قسد" إلى طرح مبادرة سياسة للتسوية مع دمشق أرادت من خلالها استباق الأحداث وطرح نفسها كجزء من الحل وليس كجزء من المشكلة.

الوجود الهش للولايات المتحدة بسوريا في عاصفة المتغيرات العربية والاقليمية

وفي استعراض لأهم المواقع والقواعد العسكرية الأمريكية في سوريا منذ تدخلها هناك وامكانية استمراره قال الخبير العسكري العميد علي خضور لموقع "العهد" الاخباري إنه وبالرغم من إعلان الولايات المتحدة أن قواتها في سوريا لا تزيد عن 500 جندي إلا أن العديد من المصادر المستقلة تؤكد أن الرقم الحقيقي يزيد عن الألفي جندي تحت مسميات متعددة مثل المتعاقدين الامنيين والخبراء والموظفين المدنيين. وأوضح الخبير العسكري أن القوات الأمريكية تنتشر في 13 موقعًا داخل الأراضي السورية ابرزها الرميلان والمالكي والعمر والتنك وباغوز فوقاني والرويشد والشدادي والتنف. وأشار الخبير العسكري إلى أن الأمريكيين انتقوا مواقعهم بعناية حول آبار البترول والغاز للسيطرة عليها وكذلك المطارات الزراعية التي قامت بتوسيع مدرجاتها لاستقبال الطائرات المروحية المقاتلة أو المدن العمالية التي سطت عليها وكذلك المنتجعات السياحية مثل لايف ستون والذي اقامته الدولة السورية على ضفاف سد الباسل.

وأشار الخبير إلى أنه وإن كانت القواعد الأمريكية في شرق الفرات تخدم الأجندة الأمريكية في سلب النفط ودعم "قسد" إلا أن قاعدتها في التنف تبقى الأكثر أهمية لكونها تقع على المثلث الحدودي الذي يربط سوريا بالعراق والاردن وتحاول من خلاله الادارة الأمريكية قطع الجسور بين سوريا وحلفائها في العراق وعبر العراق من طهران. وأضاف الخبير العسكري أن القاعدة الأمريكية هي مركز التدريب والدعم الرئيسي لتنظيم داعش للهجوم على الطرق البرية والجيش السوري وحلفائه في البادية وأن الولايات المتحدة تحاول الاستمرار في هذا النهج أطول فترة ممكنه إلا أن الخبير العسكري أوضح أن الوجود الأمريكي في سوريا هش ويزداد هشاشة في ظل المتغيرات المتسارعة التي لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة وهناك ادراك لدى الامريكيين وحلفائهم أن الوجود الأمريكي في سوريا يقف على أرضية غير صلبة كما لا يوجد اجماع في الداخل الأمريكي على البقاء في سوريا. بدا ذلك في إعلان الولايات المتحدة انسحابها من سوريا عدة مرات وتراجعها، وكذلك من خلال طرح 3 مشاريع في الكونغرس الأمريكي للانسحاب من سوريا. وبالرغم من عدم حصول هذه المشاريع على الأغلبية إلا أنها تعكس حقيقة الانقسام في الداخل الأمريكي حول استمرار الوجود العسكري داخل سوريا والجدوى منه في ظل ازدياد المخاطر الأمنية على الجنود الأمريكيين هناك.

قواعد الاحتلال الاميركي في سوريا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل