خاص العهد
أية سياسة للولايات المتحدة في تونس مع السفير الجديد؟
تونس – عبير قاسم
منذ تعيين الدبلوماسي الأمريكي جوي هود سفيرًا للولايات المتحدة بتونس، تصاعدت الضغوطات الأمريكية على هذا البلد سواء من خلال بيانات صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية أو عن نواب وشخصيات أمريكية وغيرها. ويرى البعض أن الولايات المتحدة تستخدم ورقتي "الديمقراطية" و"صندوق النقد الدولي" من أجل الضغط على تونس لتحقيق مآرب عديدة منها إدخالها في محور التطبيع الصهيوني.
فيما يلحظ البعض الآخر أن تعثّر المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي مردّه الى الضغوط الغربية المسلّطة على تونس وفي مقدمتها واشنطن. وفي آخر المواقف التونسية، فقد أكد الرئيس قيس سعيد أنه لن يرضخ لأي اتفاق ينطوي على خفض الإنفاق، معلنًا رفضه لما أسماها "الإملاءات التي تأتي من الخارج" وتؤدي إلى مزيد من الفقر في البلد الذي يعاني من ضائقة مالية.
في هذا السياق، تعتبر الصحفية التونسية المتخصصة في الشؤون الدولية ضحى طليق في حديثها لموقع "العهد" الاخباري أن هناك معطى ثابتًا وهو أن السياسة الأمريكية بشكل عام لا تتغير بتغير السفراء. تضيف "الآن السياسة الأمريكية مرتبطة أولًا بالإدارة الأمريكية وكذلك بالمصالح الأمريكية، لذلك حتى السفراء عندما يعينون في أية دولة فهم في خدمة المصالح الأمريكية وليس في خدمة "التعاون الثنائي"، والعلاقات الدولية بالنسبة لأمريكا هي المصالح الأمريكية أولا وأخيرا".
وبحسب محدثتنا "من الواضح أن الإدارة الأمريكية انتبهت الى أن تونس تريد التحرر من الهيمنة الأمريكية المعروفة والتي سيطرت على العالم منذ سنوات. ولكن اليوم هناك نظام دولي جديد بصدد التشكل ودول اقليمية -ومن بينها تونس- واعية بهذا التحول، وتحاول أن تتخلص من الهيمنة الغربية وتسعى لإيجاد مكان لها ضمن المنظومة العالمية فيما يتعلق بعلاقات دولية نفعية متبادلة لكل الأطراف".
وتتابع طليق "الإدارة الأمريكية تدرك بأن تونس تذهب في هذا الإتجاه. لذا تحاول واشنطن أن تضغط من خلال الاعتماد على ملفات حقوق الانسان والديمقراطية في محاولة لإعادة تونس عن مواقفها والاصطفاف مجددًا الى جانب السياسة الأمريكية".
من جهتها تعتبر الصحفية وفاء العرفاوي لـ"العهد" في حديثها لـ"العهد" أن "سياسة الولايات المتحدة مع تونس تغيرت منذ 25 تموز / يوليو فهي كثّفت ضغوطها واستخدمت كل الأوراق من أجل الضغط على الرئاسة وعلى الحكومة التونسية ومنها ورقة صندوق النقد الدولي وغيره"، وتابعت "لكن نلاحظ في الآن نفسه أن تونس كذلك بصدد التغيير في سياساتها الدبلوماسية واعتماد سياسة انفتاح على أقطاب جديدة مثل الصين وروسيا وهذا بطبيعة الحال يقلق ويثير قلق الأمريكيين".
وتضيف العرفاوي: "لا يخفى أيضًا أنه مع تعيين السفير الأمريكي الجديد كانت هناك مخاوف من تكثيف الضغط على تونس في اتجاه التطبيع مع "إسرائيل"، خاصة أن السفير الجديد هود معروف بمواقفه التي سبق أن أعلن خلالها في عدة مناسبات فيما يتعلق بسياساته التي ترتكز على دعم مسيرة التطبيع الصهيوني في المنطقة وشمال افريقيا".
وتؤكد العرفاوي بانه اليوم ليس أمام التونسيين من خيار سوى مواصلة الصمود في وجه كل هذه الضغوطات الخارجية التي تديرها واشنطن والتوجه نحو شركاء جدد وآخرها اعلان تونس بأنها بصدد الانضمام الى تحالف "بريكس" بكل ما يمثله من تحول استراتيجي في سياستها الدبلوماسية بعيدا عن الهيمنة الأمريكية والغربية التقليدية.