خاص العهد
الأمسيات القرآنية تزدهر بقاعًا
حسن نعيم
كما في المدن والأرياف الإسلامية العريقة، انضمت منطقة البقاع اللبناني في العقود الأخيرة إلى قافلة المحتفين بالقرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك على شكل احتفالات جماهيرية كبرى اشتهرت بمسمى الأمسيات القرآنية. يُدعى إلى احيائها كبار القراء من العالم العربي والإسلامي بالإضافة إلى قراء دوليين يحملون الجنسية اللبنانية.
وفي السنوات الأخيرة شهدت المساجد في منطقة البقاع حيوية لافتة في إحياء هذه الأمسيات القرآنية، وقد اتخذت هذه الظاهرة الرمضانية اتجاها تصاعديا في البقاع بفضل الجهود الحثيثة التي يبذلها القسم الثقافي لحزب الله في منطقة البقاع لإحياء وإنجاح هذه الأمسيات.
عن حصاد هذا العام يتحدث لموقع "العهد" الإخباري المسؤول الثقافي لمنطقة البقاع الشيخ تامر حمزة فيقول : "أنجزنا حتى الآن ٢٢ أمسية قرآنية لقراء دوليين مصريين وايرانيين ولبنانيين، وإذا ما أضفنا إلى هذا العدد الأمسيات القرآنية المحلية يصبح العدد ٥٢ أمسية قرآنية تم إنجاز خمسين منها حتى الآن وتبقى اثنتان للأيام القادمة من الشهر المبارك بعون الله".
ويتابع الشيخ حمزة: "وللافادة من الأوقات الفضيلة لشهر الله ووجود قراء كبار في المنطقة فقد وزعنا هذه الأمسيات في أوقات متعددة من النهار تراوحت بين المساء والعصر وكذلك في الفترة الصباحية التي تسبق صلاة الظهر، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر فيها هنالك طلب حثيث من أهالي المنطقة على إقامة المزيد من هذه الأمسيات القرآنية ويمكن القول إنه لو توفرت الموارد المالية اللازمة لكنا وصلنا الى ما يزيد عن ٧٠ أمسية قرآنية خلال شهر رمضان الحالي".
المجتمع القرآني
ويلفت الشيخ حمزة إلى أن الأنشطة القرآنية الرمضانية "لا تقتصر على إقامة الأمسيات القرآنية وانما تتعداها إلى أنشطة قرآنية كالحلقات المسجدية لتصحيح التلاوة والتجويد والترتيل ودروس علوم القرآن وإقامة الورش القرآنية للمدرسين والمدرسات والمهتمين والمهتمات بعلوم القرآن".
ويضيف الشيخ حمزة: "حوالي ٤٠ في المئة من الجهد التثقيفي والتبليغي في منطقة البقاع منصب على القرآن الكريم بهدف الوصول إلى مجتمع قرآني وهذا الاهتمام بالشأن القرآني بدأنا في منذ سنوات وقد تم تتويجه هذا العام في ذكرى المولد النبوي الشريف بتكريم ١٥٨ حافظ وحافظة لكامل القرآن الكريم في مقام السيد خولة في بعلبك ومعظم هولاء الحفظة ينتمون إلى فئات عمرية صغيرة السن بالإضافة إلى الشباب والشابات".
ويختم المسؤول الثقافي لحزب الله في منطقة البقاع الشيخ تامر حمزة حديثه: "يجب تفعيل هذا الاهتمام بالقرآن الكريم في المنطقة عبر المزيد الخطط والمشاريع والعمل للوصول إلى مجتمع قرآني ليس في شهر رمضان المبارك فحسب وانما ليمتد على كامل أشهر السنة ويملأها نورا وبركة".