معركة أولي البأس

خاص العهد

الجولاني.. ثروة من رحم "ثورة"؟
04/04/2023

الجولاني.. ثروة من رحم "ثورة"؟

محمد عيد

في الوقت الذي يعيش فيه السواد الأعظم من الناس في إدلب واقعًا ماديًا مزريًا في المخيمات وغيرها، لا يوفر زعيم "هيئة تحرير الشام" الإرهابية التي تسيطر على الأرض هناك أي أسلوب من أجل الحصول على الأموال سواء عبر الجباية المباشرة من المواطنين أو من خلال عمليات السطو المسلح وسرقة الناس والحصول على فدية مقابل إطلاق سراح المختطفين في سجون الهيئة.

ممارسات بقيت سائدة حتى الآن، قبل أن يضاف إليها لاحقًا في إدلب وريفها "نشاط عمراني" قام على حركة استثمارات ضخمة لأموال الجولاني توزعت ما بين تركيا وادلب بمشاركة محمومة من أعضاء ما يسمى بـ"الائتلاف الوطني السوري" المعارض.

لم تعد مدينتا سرمدا والدانا الواقعتان على الحدود السورية - التركية على النحو الذي كانتا عليه قبل عامين. أشياء كثيرة تغيرت في البلدتين التابعتين إداريًا لإدلب. فجأة نشأت مولات ضخمة ومطاعم راقية من فئة الخمس نجوم ضمن طراز معماري راق وحديث وتتضمن معدات حديثه متوفرة تحاكي التكنولوجيا عالية الجودة.
فكيف حصل هذا العمار المحدود والاستثمار المدروس وسط بيوت الفقر والحرمان وغياب الرعاية الصحية لأبناء ادلب وقيام مخيمات اللاجئين على الحدود مع تركيا؟

الجباية بالإرهاب

في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري يحاول الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية وابن مدينة إدلب محمد الأصفري الإجابة عن هذه التساؤلات.
يؤكد الأصفري أن سلوكيات تنظيم "هيئة تحرير الشام" لم تختلف يومًا عن سلوك أي فصيل إرهابي يسيطر على الأرض في أي مكان، مشيرًا إلى أن زعيمه أبو محمد الجولاني صاحب السلطة العليا هناك باعتباره أداة المحتل التركي في إدلب وأريافها باشر بوضع يده على كل شيء تقريبًا بدءًا بفرض الخوات والضرائب على التجار وأصحاب الأراضي ومالكي المطاعم فيما شكلت عائدات المعابر الواقعة بين مناطق سيطرة فصائل ما يسمى بـ "الجيش الوطني" التابعة لأنقرة بريف حلب والمعابر بين سوريا وتركيا بالنسبة له الدجاجة التي تبيض ذهبًا.
 
وأضاف أن الجولاني قد احتكر لنفسه كذلك سوق المشتقات النفطية في إدلب والاتجار بها على النحو الذي جعله يكسب الكثير إضافة إلى السلوكيات الميليشياوية التي امتهنتها الهيئة ببراعة ولم تكن أبدًا حالات فردية كما حاولت إشاعة ذلك من قبيل عمليات الخطف وطلب الفدية وتهريب البشر عبر الحدود مقابل الحصول على أموال طائلة والاتجار بالأعضاء البشرية والاتجار كذلك بالمخدرات والسطو على المساعدات الطبية والاغاثية والغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية قبل وبعد الزلزال الأخير وإعادة بيعها في أسواق المحافظة بأسعار مرتفعة أو تهريبها إلى تركيا. كل هذه الممارسات درت على "هيئة تحرير الشام" ومتزعمها أبو محمد الجولاني الملايين من الدولارات كل شهر.

أبو ماريا القحطاني.. ذراع الجولاني الاقتصادية

وبحسب الخبير المتخصص في الشؤون الإسلامية، فإن مبدأ الجباية بالإكراه وسلب الناس حقوقهم والاتجار بالممنوعات بقي نهجًا ثابتًا في سلوكيات الهيئة حتى اليوم رغم حصول تطور مهم تمثل في ايعاز الجولاني لمدير جناحه الاقتصادي في الهيئة المدعو "أبو ماريا القحطاني" (عراقي الجنسية) بصرف ملايين الدولارات من أجل تشييد مولات تجارية ومطاعم وتحديدًا في مدينتي سرمدا والدانا على الحدود السورية - التركية فضلًا عن إنشاء عدد من المطاعم الفخمة داخل مدينة إدلب وتزويدها بأفضل ما جادت به التكنولوجيا من تجهيزات ومعدات تم تهريبها بوساطة تجار عبر الحدود السورية  - التركية.

وأشار الأصفري في حديثه لموقعنا إلى أنه في سرمدا والدانا وحدهما تم إنشاء ٣ مولات وخمسة مطاعم من فئة الخمس نجوم إضافة إلى إنشاء مجمعات سكنية ضخمة أطلق عليها اسم "قصور سرمدا" واستدعي لانشائها فنيون ومهندسون أتراك أقاموها وفق الطراز المعماري العالمي.

وشدد الخبير المتخصص بالشؤون الإسلامية على أن الجولاني أراد من خلال هذه المنشآت أن يحتكر لنفسه كل شي في إدلب وريفها وعلى المعابر حتى على حساب أصحاب المطاعم والمحلات والفنادق الأدنى بكثير حين فرض على أصحابها ضرائب باهظة تمنعها من العمل، وقد عمد إلى ترهيبهم من خلال إحراق عدد من المطاعم بين الفينة والأخرى بحجة وجود ماس كهربائي فيما كان واقع الحال يقول على لسان الجولاني "أنا الآمر الناهي هنا".

تركيا تستثمر في إرهاب ومال الجولاني

وأكد الأصفري لـ"العهد" أنه لم يعد خافيًا على أحد قيام الجولاني عبر قادته في "هيئة تحرير الشام" بالتواصل مع "الائتلاف" المعارض المقيم في تركيا وتحويل ملايين الدولارات له بغية استثمارها في هذا البلد الذي استثمر طويلًا ولا زال في إرهاب هذا التنظيم وقائده المصنف عالميًا على لوائح الإرهاب.

ولفت الأصفري إلى وجوه هذا الاستثمار في تركيا من خلال المطاعم والفنادق وشركات الاستيراد والتصدير التي تم تسجيلها بأسماء أعضاء من الائتلاف وأبنائهم ومن يمتون لهم بصلة قرابة ممن يأخذون رواتب شهرية من الجولاني مقابل تحويل كل أرباح هذه الاستثمارات له فيما ينال البعض رواتب أخرى مقابل إدارة هذه المنشآت التي تتركز في اسطنبول وأزمير وغازي عنتاب وأورفا لتدعم ثروة الجولاني.. ولتخرج بذلك ثروة من رحم "ثورة".

ادلبأبو محمد الجولاني

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة