خاص العهد
التغلغل الإسرائيلي في افريقيا.. تهديد مباشر للعلاقات العربية - الافريقية
تونس – عبير رضوان
تتصاعد محاولات الاحتلال الإسرائيلي التغلغل في القارة الافريقية. وقد بذل طيلة الأعوام الماضية جهودًا حثيثة لتعزيز علاقاته الدبلوماسية مع عدد من البلدان الأفريقية. وتأتي زيارة الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو مؤخرًا لكيان الاحتلال لافتتاح سفارة لبلاده في "تل أبيب"، دلالة على حجم النفوذ الذي بات يتمتع به الكيان في الدول الافريقية.
وقد أعادت حادثة طرد دبلوماسية كيان الاحتلال الإسرائيلي شارون بارلي - والتي تشغل منصب نائب المدير العام للشؤون الأفريقية بوزارة خارجية الاحتلال الصهيوني - من قمة لقادة دول الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا خلال الشهر الماضي، موضوع التحديات والأخطار التي يحملها الوجود الإسرائيلي المتزايد في افريقيا بكل ما يمثّله من تهديد مباشر للأمن والمصالح العربية في هذه القارة.
محاولات الانضمام للاتحاد الافريقي
وسعى الصهاينة للانضمام الى الاتحاد الافريقي باعتباره بوابة هامة للتواجد الدبلوماسي الإسرائيلي، لكن قرار منح رئيس المفوضية الأفريقية موسى فقي "إسرائيل" وضعية مراقب في الاتحاد، أثار آنذاك جدلًا واسعًا. وبحسب المتحدث باسم جنوب أفريقيا فإن وضعية "إسرائيل" في الاتحاد لم يتم التوصل لتسوية نهائية بشأنها. وكان رئيس الدبلوماسية العامة بوزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا كلايسون مونييلا قد صرّح لوسائل اعلام محلية: "الى حين اتخاذ الاتحاد الأفريقي قرارا بشأن منح إسرائيل وضعية المراقب من عدمه، لهذا البلد الحضور والمراقبة".
ويرى الباحث التونسي في العلاقات الافريقية والدولية البشير جويني في حديث لموقع "العهد" الاخباري أن اهتمام "إسرائيل" بمحاولة توطيد علاقاتها بالدول الافريقية كان على أكثر من صعيد سياسي وعسكري وأمني واقتصادي. وتمّ التوصل الى عدد من المداخل الثقافية والبحثية وحتى الرياضية لتحقيق الأهداف التي يتم تلخيصها بـعمل "إسرائيل" على اقناع الشعوب الافريقية بقبولها وتطبيع وضعياتها معها وإقناع الرأي العام داخل الشعوب الافريقية بحقها في الوجود وكذلك بأهميتها بالنسبة للشعوب الافريقية مع الإضرار بكل أنواع العلاقات العربية الافريقية في جميع مجالاتها. وزيادة على محاولات حصار الدول العربية واكتساب موطئ قدم في دول افريقية وازنة ومحكومة أمنيا مثل اثيوبيا وارتريا اوغندا السودان وكينيا وغيرها. إضافة الى صدّ كل المحاولات العربية لإضعاف "إسرائيل" سياسيا اقتصاديا وأمنيا.
خطورة دور الإعلام الصهيوني
ويضيف الجويني "طبعا تحاول "إسرائيل" تحقيق هذه الأهداف بمحاولة ربط المسيحية باليهودية من خلال اقناع المسيحيين الأفارقة بأنهم لا يستطيعون فهم الانجيل دون الرجوع للتوارة. وأيضا استغلال أوجه التراث الشعبي الموجود عند الجماعات اليهودية الفلاشا وغيرها من القبائل الموجودة في اثيويبا وتنزانيا مثلا، واستقطاب أبناء النخب الافريقية من خلال تلقينهم معارف إسرائيلية".
وشدّد محدثنا على خطورة دور الاعلام الصهيوني في اقتحام القارة الافريقية موضحًا أن ""إسرائيل" تعطي اهتمامًا كبيرًا ومتزايدًا لتعزيز الإعلام الموجّه لإفريقيا. ونحن نعلم أن أكثر من 40 مجلة أسبوعية تصدر بالانجليزية و"إسرائيل" تشتري الصحف والصفحات سواء الصحف الورقية أو حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة الى كل أنواع الدعاية التي تقوم بها سواء بما يتعلق بما يسمى بالدعوة الصهيونية السوداء أو إرسال الوفود الاقتصادية وغيرها من أجل توظيف هذه الدعاية لصالحها بشكل واضح".