خاص العهد
أسطرٌ في ظلال الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي
سراء جمال الشهاري
السادس والعشرون من رجب وذروة الارتقاء. ما أخسر هذه الأمة بفقده، وما أعظم وفاءها له بشهادته. بعد استبسالٍ محمديٍ حيدريٍ، حوصر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وأطفاله ونساؤه في جرف سلمان باليمن، ليخرجوه مثقلاً بالجراح ثم يقتلوه ظلمًا، ثم تسبى من بعده نساؤه وأطفاله.
لقراءة دلالات ذكرى رحيل القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي - رضوان الله عليه - يتحدث مدير عام مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة وعضو الدائرة الثقافية لـ"أنصار الله" د. قيس الطل عن أثر صرخة الشهيد القائد وما حققته، في تصريحٍ خاصٍ بموقع "العهد" الإخباري: " الصرخة هي عنوانٌ لمشروع متكامل، وأستطيع القول أنها حققت منذ انطلاقتها ما لم تحققه جيوش وأسلحة وقنوات ودول عربية واسلامية مجتمعة. ففي مجال الوعي استطاعت الصرخة أن تصنع وعيًا عاليًا جدًا تجاه العدو الحقيقي للأمة، وفنّدت طبيعة الصراع معهم واستراتيجية التصدي لهم والانتصار عليهم، وعرّفتنا بمسؤوليتنا تجاه مقدسات وقضايا الأمة، والوعي بكيفية بنائها في كل المجالات".
وتابع "لذلك رأينا جميعًا كيف تحولت الصرخة اليوم إلى صواريخ تهدد كيان العدو الصهيوني وأصبحت مشروعًا نهضويًا وحضاريًا وثقافيًا، واستطاعت أن تواجه الدعايات والإشاعات، وأن تنسف الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وتكشف وتفضح العملاء والمنافقين، وتفرز الواقع الشعبي، وتكشف حقائق الناس. واليوم تجاوزت الصرخة الحدود الجغرافية، وأصبحت شعار كل حر وشريف في دول محور المقاومة وغيرها من الدول، وانتشرت في أصقاع الأرض، بالرغم من الحروب الأمريكية الإسرائيلية التي واجهتها وما تزال".
بين صفحات الشهيد القائد
أثناء حصار النظام السابق للسيد حسين بمران، اتصل العميل - علي صالح - بالسيد يدعوه للتوقف عن مسيرة القرآن وصرخة الانسان، تحت مبرر "علينا ضغوط من أمريكا" فأجابه قائلاً "ونحن علينا ضغوطٌ من الله".
الشهيد القائد رضوان الله عليه شخّص معاناة الأمة في مشكلتين رئيسيتين بملزمة "الثقة بالله" قائلاً: "إذا تأمل الانسان في واقع الناس يجد أننا ضحية عقائد باطلة وثقافة مغلوطة جاءتنا من خارج الثقلين: كتاب الله وعترة رسوله (صلوات الله عليه وآله). هذا شيء، الشيء الآخر - وهو الأهم - أننا لم نثق بالله كما ينبغي، المسلمون يعيشون أزمة ثقة بالله".
تجاوز الشهيد السيد الحوثي ضيق المذاهب إلى شمولية القرآن، فدعا الأمة إلى هوية الايمان كهوية جامعة، وأن تتوحد على منهج القرآن وهداه.
عن المشروع القرآني يتحدث الطّل لموقع "العهد" الإخباري: "المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي - رضوان الله عليه - هو مشروع الإسلام المحمدي الأصيل. ولم يأتِ الشهيد القائد بجديد كما قال "إنما نشكو من الجديد" المستورد كالوهابية وغيرها، والعودة إلى قرآننا العظيم وديننا الحنيف من خلال أعلام الهدى من عترة النبي صلوات الله عليه وآله هو الحل الوحيد لكل مشاكل الأمة وما تعانيه من القهر والذل والإنكسار.
القلق الأمريكي - الإسرائيلي من الشعار
يشير مدير عام مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة لموقع "العهد" الى أن "المشروع القرآني يمثل كابوسًا مرعبًا لأعداء الله وعلى رأسهم أمريكا و"إسرائيل" منذ اليوم الأول لانطلاقته. ولذلك عبّرت وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض في ذلك الوقت، عن القلق الأمريكي من تحركات السيد حسين بدر الدين الحوثي في اليمن، في حين أنهم لم يقلقوا أبدًا من جيوش وزعماء معظم الدول العربية والإسلامية. وخافوا من المحاضرات التي كان يلقيها الشهيد القائد في أطراف اليمن النائية، ولم يقلقوا من كل علماء الأمة ومنابرها.
وحاربوا ملازمه ودروسه، في حين أنّ الوهابية كانت تنشر كتبها في كل مكان. ليس هذا فقط بل حاربت أمريكا هذا المشروع القرآني بكل الوسائل حتى وصلت إلى المواجهة العسكرية، ونحن اليوم في الحرب المتمثلة بالعدوان الأمريكي السعودي الإسرائيلي الإماراتي على يمن الإيمان والحكمة، فالمشروع القرآني يرعبهم ويقلقهم ويقض مضاجعهم، وقد سمعنا جميعًا تصريحات الصهيوني اليهودي المجرم نتنياهو عن خوفه وقلقه من هذا المشروع، وأنه أخطر عليهم من الأسلحة النووية".
وختم الطل حديثه لـ"العهد" بالقول "لا عزّة لنا ولا كرامة ولا نهضة ولا حضارة ولا نصر ولا حرية لنا إلا بالعودة إلى القرآن الكريم كمنهج حياة، وإلى أعلام الهدى كقادةٍ وقدوة، هذا ما أثبته الواقع، وقد رأينا جميعًا إلى أين وصل حال الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية، من نفاقٍ وتولٍ لليهود وسقوط أخلاقي وقيمي وانحطاط فكري وثقافي. وسنرى في الأيام المقبلة المزيد والمزيد؛ لأنهم انفصلوا عن مصادر الهداية وارتبطوا بمصادر الضلال".