معركة أولي البأس

خاص العهد

السيد عباس الموسوي.. السبّاق في الإيثار
16/02/2023

السيد عباس الموسوي.. السبّاق في الإيثار

مصطفى عواضة

السيد عباس الموسوي القائد صاحب المواقف الشجاعة يوم عزّت المواقف. اعتلى منابر المساجد والحسينيات، ومضى في الحديث عن مخاطر تهديد المنطقة، أمعن في بعث الروح الإيمانية في صدور وقلوب المجاهدين وفي تصويب بوصلة الجهاد باتجاه العدو الصهيوني.

بهذه الكلمات وصف السيد سلمان الموسوي بعضًا من جوانب شخصية ابن عمه الشهيد السيد عباس الموسوي في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري في الذكرى الحادية والثلاثين على استشهاده.

يروي السيد الموسوي لـ"العهد" أن ابن عمه الشهيد السيد عباس الموسوي "تفرغ للدراسة الحوزوية، دون أن يشغله ذلك عن فلسطين، فالتحق بالسيد موسى الصدر في صور، حيث درس وتعمم على يديه. وكان لحضور السيد موسى الصدر الحركي على مستوى الساحة اللبنانية وما يتخطاها سياسياً ومعيشياً، بُعد حركي أخذ يترسخ في شخصية السيد عباس الموسوي الذي تتلمذ لاحقاً على يد السيد محمد باقر الصدر في النجف الأشرف حتى عودته منها في أواخر السبعينيات بعد أن عمد النظام البعثي في العراق لطرد العلماء اللبنانيين ليؤسس حوزة المنتظر في بعلبك عام 1978.

السيد عباس الموسوي.. السبّاق في الإيثار

وأضاف "بدأت سنوات جهاده في دورات عسكرية بسيطة حيث كانت الأوضاع الأمنية نتيجة الإحتلال والحرب الأهلية آنذاك تتطلب من كل فرد أن يكون ملمًا في استخدام السلاح للدفاع عن نفسه لكنه لم يستخدم تلك الخبرات العسكرية التي ألمّ بها إلّا في مواجهة العدو الصهيوني". وأردف "مع اجتياح لبنان في حزيران 1982 التحق سماحته بالدورة العسكرية الأولى في معسكر "جنتا" في البقاع الغربي حيث بدأنا مسيرتنا الجهادية سويًا في صفوف المقاومة الإسلامية من هناك".

بدأت العمليات العسكرية في مواجهة الإجتياح بحسب السيد سلمان بشكل متواضع، وكان السيد الشهيد يحث الناس في المدن والقرى على مواجهة العدو، مرحلة التدريب العسكري والتعبئة الجماهيرية انطلقت بإشراف السيد عباس الموسوي على كل العمليات العسكرية وتشكلت طلائع المقاومة الاسلامية في البقاع والجنوب والضاحية وبيروت، وأدار سماحته غالبية العمليات كاقتحام موقع سُجد في عام 1986 وعملية الأسر الأولى في العام نفسه".

أما فلسطين، فلفت السيد الموسوي إلى أنها حلت حضوراً وذكراً وخطوات أينما حل السيد عباس الموسوي الذي ترجم الإيمان بقضية شعبها، وظلت حاضرة كعنوان أساسي جامع ومحدد لبوصلة واحدة تجمع مختلف مسار حركته الإسلامية، حيث كانت بعض الفصائل تلجأ إليه في حل بعض الأمور.

شدد ابن عم السيد الشهيد الذي رافقه في الكثير من محطات حياته على أن "السيد عباس الموسوي قدم في مسار جهاده المفتوح على مختلف الساحات، صورة عن القيادة الأممية، التي أخذت تتبلور وتتمظهر في قيادات تابعت نهج قائدها الأول لتكرس صورة مفهوم الجهاد والمقاومة العابر للأوطان باتجاه أمة حرة عزيزة مقتدرة وتكون مرحلة السيد الشهيد أصعب على العدو من السيد المتنقل بين الجبهات".

عن جهاده الأممي يروي السيد سلمان الموسوي لـ "العهد" عن انتقال سماحة السيد الى باكستان كمشارك أساسي في مؤتمر علمائي دعمًا للقضية الفلسطينية، حيث جال على أكثر من 17 قرية ومدينة، وكان يُستقبل من قبل الأهالي بحفاوة كانت محط استغراب من رافقه في رحلته.

وهناك أيضًا حضرت فلسطين والوحدة الاسلامية، فكانتا العنوان الأساسي في كل جولاته شاحذاً الهمم وطاوًيا كل بعد جغرافي بين باكستان ولبنان وفلسطين.
في سياق متصل، نقل السيد سلمان عن مرافقي سماحة السيد عباس الموسوي في رحلته إلى أفغانستان التي زار قراها وأجرى لقاءات مع قيادات الأحزاب الأفغانية، أنه طلب زيارة المقاتلين الأفغان ضد الوجود السوفياتي، لكن ذلك لم يحدث في البداية نظراً للخطورة الأمنية، إلا أن طرفاً محسوباً على المجاهدين الأفغان نفذ لسماحة السيد رغبته فزار مناطق العمليات العسكرية المحتدمة.

كذلك، شكلت كشمير محطة ثالثة لجولات السيد عباس الموسوي التي زارها للاطلاع على أحوالها، وهناك كان له لقاء مفتوح بالإذاعة خاطب فيه كل أهالي كشمير مؤكدًا مساندة الشعب الحر في تحرير مصيره ضد الاحتلال.

ختم حديثه بكلمات تحمل الشوق والحنين الى حقبة ملازمة ابن عمه السيد الشهيد: "السيد عباس لم يكن عاديًا.. كان سباقًا في الإيثار.. سباقًا في الجهاد والتضحية..
قاد نفسه أولا فأسر قلوب أمة لا يزال يقودها في شهادته".

إقرأ المزيد في: خاص العهد