خاص العهد
مسرحية دوما 2018: التحضيرات انطلقت قبل أيام
محمد عيد
رفضت دمشق الاعتراف بـ "فريق التحقيق وتحديد الهوية" التابع لمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية لأنه أنشئ بناءً على ضغوط مارستها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لغايات خاصة بها، وفق ما أكد سفير سوريا لدى المنظمة ميلاد عطية.
" العهد" التقى عددًا من وجهاء وأطباء مدينة دوما الذين كانوا شهود عيان على "المسرحية المزعومة" في السابع من نيسان/ابريل ٢٠١٨ التي سوقت لها وكالات أنباء تابعة لاستخبارات غربية.
لا نعترف بتقرير المنظمة
أكد مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي السفير ميلاد عطية رفض بلاده الاعتراف بـ "فريق التحقيق وتحديد الهوية" التابع للمنظمة ولا بتقاريره السابقة واللاحقة لأنه أنشئ بناءً على ضغوط مارستها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لغايات خاصة بها في مخالفة صريحة لاتفاقية الحظر. وطالب الأمانة الفنية في المنظمة بوقف انحيازها للمواقف الغربية وعدم إصدار تقارير مضللة وطبق الأصل عن تلك التي تعدها لها الدول الغربية والكيان الصهيوني ضد سوريا.
وقال عطية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مبنى وزارة الخارجية إن "التقرير استند في معظمه إلى معلومات حصل عليها من قبل دول معادية لسوريا وبعض الكيانات الأخرى ومصادر مفتوحة هي وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي تديرها تنظيمات إرهابية ومنها جبهة النصرة المدرجة على قوائم مجلس الأمن للكيانات الإرهابية إضافة إلى معلومات من مصادر استخباراتية تابعة لدول معادية لسوريا اشتركت جميعها في فبركة هذه الحادثة المزعومة وحوادث أخرى لاتهام سوريا باستخدام مواد كيميائية".
طبيب الإسعاف في مشفى دوما: السلاح الكيماوي ليس انتقائيًا
وجهاء وأطباء من مدينة دوما بريف دمشق أكدوا أن مزاعم استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في دوما في شهر نيسان من العام ٢٠١٨ لم تكن أكثر من مسرحيات مفبركة من قبل المجموعات الإرهابية وداعميها والغاية من وراء ذلك كان خلق الذريعة للقيام بالعدوان على سوريا.
الشهود أكدوا لموقع "العهد" الإخباري عدم تسجيل أية حالة وفاة بهذه المواد وأن مقاطع الفيديو التي تم نشرها وعرضها عبر الانترنت ليست بأي حال دليلاً على استخدام هذه الأسلحة الكيميائية المحرمة.
وفي تصريح لـ"العهد" أكد طبيب الإسعاف المناوب في مشفى دوما وقت الهجوم المزعوم د. حسان عيون أنه لم يكن هناك ما يوحي بأن شيئًا غير اعتيادي سيحصل في ذلك اليوم، لكنه فوجئ بانتشار معلومات قبل ساعات من الحادثة تفيد بضرورة الاستعداد لحدث سينتج عنه عدد كبير من الاصابات، الأمر الذي تسبب بحدوث حالة من الفوضى والهلع لدى الكادر الطبي في المشفى وهو ما يؤكد التحضيرات المسبقة للمسرحية المفبركة التي تم تصويرها.
وأضاف الطبيب المناوب أن الحالات التي وصلت يومها للمشفى كانت اعتيادية وتتراوح بين ضيق التنفس وصعوبته جراء الغبار والأتربة والدخان، مشيرًا إلى أن الإرهابيين تحدثوا حينها عن ٤٥ حالة وفاة و٨٠٠ إصابة في حين أنه لم يراجع المشفى من المصابين في ذلك اليوم أكثر من ٤٠ إصابة.
وشدد عيون في حديثه لموقعنا على أن "السلاح الكيماوي هو سلاح شامل ولا يختار ضحاياه بعناية بحيث يمكن له أن يصيب الأطفال والنساء ويترفع عن إصابة الرجال أو يستهدف حيًا معينًا ولا يقترب من بقية الأحياء المجاورة الأمر الذي يثبت زيف الادعاءات التي وردت في مقطع الفيديو المنشور عن الحادثة المزعومة والذي اعتمدته منظمة الأسلحة الكيميائية كأحد المصادر لتقاريرها".
مصطفى قشوع أحد وجهاء دوما: أخبرنا المسلحون قبل مسرحية الكيماوي بحدث سيقلب الطاولة
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد "أحد وجهاء دوما مصطفى قشوع أنه قبل أيام خمسة من حادثة الاعتداء المزعوم في دوما اجتمع حوالي ١٣٠ شخصًا من وجهاء المدينة وعدد من الأطباء مع قادة ميليشيات ما يسمى بـ "جيش الإسلام" وطلب الوجهاء باسم أهالي دوما خروج المسلحين من المدينة والموافقة على التسوية التي عرضتها الحكومة السورية لكنهم رفضوا بشدة وأكدوا للأهالي أن حدثًا مهمًا سيحصل في الأيام القليلة القادمة وسيقلب الموازين رأسًا على عقب"، مضيفاً "أنهم فهموا بعد الهجوم الكيميائي المزعوم وفبركة هذه المسرحية ما عناه المسلحون بالحدث الذي سيقلب الطاولة والذي هو عبارة عما جرى من تدليس في السابع من نيسان عام ٢٠١٨".