خاص العهد
حزب الله في جبيل: إنماءٌ وخدمات ودعمٌ دائم
لطيفة الحسيني
يُلازم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رائد برو مسقط رأسه في عين الغويبة منذ انتخابه نائبًا عن جبيل وكسروان بـ9508 أصوات. الى خليّة نحلٍ، حوّل دارته هناك ومكتبه، يستقبل فيه المُحّبين وأبناء بلدات القضاء، يستمع الى شكاويهم، ويواكب هواجسهم المعيشية والإنمائية.
المحطة الثابتة الأسبوعية في أيام الجمعة والسبت والأحد، تحمله على مُقاربة كلّ المشاكل التي تواجه الأهالي بمختلف طوائفهم، فلا يحيد عن الشعار الذي رفعه لحظة ترشيحه: "تمتين الجسور بين المكوّنات في منطقة جبيل".
ولأنّه من عائلة متأصّلة الجذور في جبيل، يجزم على الدوام منذ رئاسته لبلدية عين الغويبة الى أن دخل الندوة البرلمانية، بأنه ليس غريبًا عن المنطقة، وبالخطاب والممارسة العملية يُثبت أنه لن يخرج عن مبدأ "العيش الواحد" مع كافة الأطياف خدمةً للقضاء.
في جُعبة برو الكثير من الكلام الذي يُطمئن أهالي جبيل في ظلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة. الإنماء بمُختلف مستوياته يُشكّل عنوان نشاطه في المنطقة، ولذلك يُكاشفهم عبر موقع "العهد" الإخباري عن سلسلة من المشاريع التي استطاع حزب الله من خلالها تيسير أمورهم الحياتية.
موقع "العهد" التقى النائب رائد برو وكان حديثٌ مُطوّل عن إنجازات حزب الله في القضاء، تأكيدًا للشعار المرفوع على الدوام: "سنخدمكم بأشفار العيون".
وفيما يلي نصّ المقابلة:
* بعد فوزكم بالانتخابات النيابية الأخيرة، وتمثيلكم لـ93 بلدة في قضاء جبيل وكسروان، كيف يمكن وصف قبول حضوركم، على الرغم من كلّ الحملات المُحرّضة عليكم طيلة الفترة الماضية؟
في البداية، حاولوا أن يُسوّقوا لكلمة "ما بيشبوهنا"، لكن التجربة بيّنت أننا نُشبه جبيل وكلّ البشر، وسلوكنا وأهدافنا مثل كلّ جماعةٍ، بيئتنا نفس الحياة، طموحنا نفس الطموح. نظرة أهالي جبيل تبدّلت بعدما تعرّفوا على شخصيات حزب الله عن قُرب.
أصداء الممارسات في المُحيط بعد النجاح النيابي جيّدة. نحن مؤمنون بالعيش الواحد والحوار. سلاحنا مرفوع فقط بوجه العدو الاسرائيلي وليس للداخل. هذا الخطاب رافقنا كلّ هذه المرحلة، وترك صدى بالقدر الذي تسمح به السياسة عند الخصوم.
* بناءً على كلامكم هذا، هل نحن اليوم أمام بيئة حاضنة لنائب حزب الله في جبيل؟
نحن أمام بيئة مُتفهّمة لحضور حزب الله الجديد في ساحتيْ جبيل وكسروان.
* كيف اختلف هذا الحضور عن ذلك الذي كنتم تمثّلونه في رئاسة بلدية عين الغويبة؟
الدور اليوم يختلف. ترافُق الدور مع الانتماء مختلف تمامًا. دائرة رئيس البلدية محدودة وملفّاته تنموية، إمكانيات التواصل مع الناس مُقنّنة. أمّا النائب فهو مرجع معني بالتشريع والخدمات وإدارات الدولة والتواصل مع البلديات الإسلامية والمسيحية على حدّ سواء، وهذا الدور كان البعض لا يتمنّاه ويخلق له إشكالية.
* قبل فوزكم في الانتخابات، رفعتم شعار "تمتين الجسور بين المكوّنات في منطقة جبيل"، كيف تعملون اليوم على تطبيق هذا الشعار؟
هذا الشعار له علاقة بسلوكنا، لم نكشف عن شيء جديد. أخبرنا الناس بأن سلوكنا القديم هذا سيبقى نفسه، نعبّر عنه في الحياة اليومية. أبواب مكتبنا النيابي مفتوحة أمام كلّ البلديات والطوائف. نحاول عبر مؤسّسات حزب الله الرعائية أن تشمل الخدمات الجميع، المسلم والمسيحي حتى من خلال الملفّات التي نُتابعها. على مستوى التواصل الاجتماعي، بالقدر الذي يسمح به الوقت نحضر في أغلب الساحات الاجتماعية وفي معظم القرى. خطابنا خطاب عيشٍ واحد، بعيدٌ عن الاستفزاز والتحدي خلافًا للجوّ المشحون في البلد.
* ماذا نستطيع القول عن التنسيق مع فعاليات جبيل وأحزابها في الشؤون الإنمائية؟
التنسيق موجود بقدَر، ولكن يحتاج الى تفعيل أكبر. الأسباب لا علاقة لها بالسياسة، بل بجهوزية الجسم لدى الأحزاب الأخرى. هناك تواصلٌ في ملفّات تنموية مُشتركة مع نواب التيار الوطني الحر.
* خلال الانتخابات وبعدها، نلاحظ الهجمة الدائمة على وجود حزب الله في هذه المنطقة وتحويل هذه الهجمة الى حملة طائفية بعنوان ما بيشبهونا ولا سيّما مع فعاليات سلام يا مهدي التي أقيمت بجبيل، بعد مرور هذا الوقت هل شعرتم يومًا منذ كنتم في رئاسة بلدية عين الغويبة وحتى أصبحتم نائبًا أنكم غرباء عن هذه البيئة؟ وماذا يمكن أن يقال في هذا السياق؟
لم نشعر للحظة أننا غرباء. البعض يحاول أن يُشعرنا بذلك. عندما يكون الإنسان مُنتميًا لأرض تربّى وترعرع فيها وعرف أهلها وتواصل معهم وأحاط بهم في هذا القضاء لا يستطيع أن يشعر بغُربة. بعض القوى الانعزالية في جبيل لديها هذا الهدف لحملنا على الشعور بأننا أجانب أو غرباء أو جالية، لكن هذا الأمر صعب جدًا. ابن جبيل يُحبّ جبيل بمعزل اذا كان شيعيًا أو مارونيًا، وهو متجذّر وساكن ومتملّك فيها.
اذا دخلتم الى كلّ القرى سترون أن الأهالي يتشاركون مجالس العزاء والمناسبات في الحسينيات والكنائس. حتى الإحياءات العاشورائية لطالما أقيمت في كلّ البلدات، وهي قريبة من فعاليات "سلام يا مهدي". ومن يعمل على الاستفزاز من هذا الباب فهو يتحرّك من المنطلق السياسي، لتصوير الأمر أمام الناس أن غولًا قادمًا الى المنطقة، لبثّ الخوف في نفوس الأهالي وتوظيف ذلك في معركته السياسية، وهذه الأصوات المُغرضة لو كان لها صدى فعليّ على الأرض لكنّا رأيناها في الندوة البرلمانية.
* هموم الجُبَيليّين اليوم تتمحور حول يومياتهم ومعيشتهم، كيف تُتابعون ملفّات الطرقات ولا سيّما في بلدات الجرد، دعم المدارس الرسمية، مشاكل المزراعين، مشاكل المياه، تأمين المستوصفات الصحية؟
على صعيد الطرقات وتأهليها، نحن رفعنا الحاجات لكنّ ظروف الدولة لا تسمح بتأهيل أيّ طريق. قُمنا بتأهيل طريق أفقا - حدث بعلبك فقط لأنه يصل الجرد بالبقاع ويسهّل أمور المزراعين وأصحاب المصالح والمواشي، وهذا حصل بمساعدة من وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية (كان لها اعتمادٌ سابق مؤمّن).
بالموازاة نولي المدارس الرسمية اهتمامًا خاصًا. حزب الله ساهم في بناء مدرسة متوسّطة بشكل أساسي وكبير وتحديدًا في بلدة لاسا، التي تستفيد 7 قرى منها. بناء المدرسة جارٍ اليوم، أمّا المدارس الموجودة في القضاء فاستطلعنا أوضاعها وحاجاتها من طاقة شمسية ودعم. كنّا حريصين على دعم المدرسة الرسمية بمعزل عن الانتماء وموضوع الطوائف.
فيما يخصّ هموم المُزراعين وتصريف إنتاجهم، على الرغم من أن الأزمة لها علاقة بالبلد ككلّ، إلّا أننا نعمل على تفعيل القطاع الخاص لتصريف موسم التفاح الجردي في القرى المرتفعة. نحاول من خلال أحد الأصدقاء فتح أسواق جديدة في الخارج أمام إنتاج التفاح الجبيلي في العراق وشمال أفريقيا، مع العلم أن التصريف أكبر من حركة نائب.
من جهة ثانية، حزب الله قدّم دعمًا من مادة المازوت لمحطّات الضخّ في كلّ فترة الصيف لمحطّة جبيل المركزية ومحطة عين جرين المركزية تتغذى منها عشرات البلدات في القضاء، وقدّم لكلّ الآبار الموجودة في القرى حيث طلبت. اليوم اطّلعنا على خطة لمدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، ونحاول أن نساهم معه في تنفيذها مرة بالتمويل ومرة بالمتابعة في هذا الصدد.
صحيًا، هناك مركزان لحزب الله جاهزان، ومستوصف على الساحل في كفرسالا يقدّم خدمات من دون أيّ تمييز طائفي ولا سيّما على صعيد الدواء. هناك أيضًا مستوصف في لاسا، ومركز للدفاع المدني يجري العمل على تحضيره في علمات، حيث اتخذ القرار بإنشائه، وخلال فترة وجيزة سيُنجز.
حزب الله عمل أيضًا على تعزيز الخدمات المتعلّقة بالطاقة الشمسية. تمّت إنارة نحو 30 مسجدًا وحسينية على الطاقة الشمسية مجانًا، إضافة الى بعض المخافر والمدارس. كذلك قدّم دعمًا بالطاقة الشمسية لقُرابة الـ300 عائلة فقيرة مُقيمة في القضاء.
* الخلافات التي تتجدّد بين فترة وأخرى حول قضية أراضي البطريركية في العاقورة - اليمونة وفي لاسا ماذا يمكن القول عنها؟ هل انتهت؟
هذا الملفّ لا ينتهي فهو قديم، إلّا أن العمل يجري لوضعه في سياقه الصحيح، فهو خلافٌ عقاري وليس سياسيًا. كما يتمّ العمل على إعداد مسار أو آلية لمقاربة هذه الموضوعات كي نصل الى حلول قريبة لهذه النزاعات، غير أن ظروف البلد المتتالية أحيانًا تؤخّر الحلّ.
* هل هناك خطة للاهتمام بموضوع الأحراج في أعالي كسروان وقضاء جبيل؟
العين اليوم على الأحراج نظرًا للظروف الاقتصادية، وهي تحتاج الى اهتمام ووعي الناس. الشجرة مهدّدة، والناس تبرّر لنفسها قطع الأشجار بحجة الحصول على وسيلة للتدفئة. يجب أن نجد طريقة تجمع بين مصلحة الأرض والبيئة ومصالح الناس وحاجتهم للتدفئة. حزب الله قدّم بدل تدفئة لبعض العوائل الفقيرة المُسجّلة على لوائح الإمداد، وهذا يساهم في حماية سلوك الناس وإعراضهم عن احتمال قطع الأشجار.