خاص العهد
"طوبى".. في خدمة المجتمع الإسلامي
لطيفة الحسيني
وسط انشغالاتِ اللبنانيين بأزماتهم المُتلاحقة، تبرُز مبادرات شبابية عنوانها الالتِفاتُ الى من يحتاجون الى عناية واهتمامٍ ممّن ضحّوا أمام عائلاتهم ووطنهم. "طوبى" مجموعة تنشط منذ نحو ثلاثة أعوام على خطّ خدمة المجتمع. الطاقات واعدة والمشاريع كثيرة وكلّها بهدف الوقوف الى جانب الفئات التي تفرح بمن يهتم بها في المناسبات وخارجها.
عن هذه الخطوة تتحدّث لموقع "العهد" الإخباري الحاجة خديجة الزين، المسؤولة عن عمل مجموعة "طوبى" الشبابية، فتقول إن الأخيرة "تأسّست عام 2019 مع بداية جائحة "كورونا"، حينها تبيّن أن شريحة كبيرة من الشابات والفتيات تتراوح أعمارهن ما بين 16 و30 سنة تشعر بأنها بحاجة لأن تكون شريكة في الانتماء لخطّ حزب الله والمقاومة وفي خدمة المجتمع. هذه المرحلة الشبابية لديها قدرات وطاقات تحتاج الى الالتفات لها والاهتمام والاستفادة منها، وخاصة أن لديها قدرات يجب الاستفادة منها".
وعليه، بدأ عمل مجموعات "طوبى" في بيروت حتى بات لدينا 64 شُعبة موزّعة على 8 قطاعات، وفق ما توضح الزين التي تشير في الوقت نفسه الى أن نحو 4500 فتاة التحقت بهذه المجموعات، ولا سيّما أن لا ضوابط للدخول والانضمام إليها، لا من حيث الالتزام الديني ولا من حيث الحجاب.
صحيح أن العمل يحمل طابعًا تطوعيًا إلّا أن المهمّات كثيرة ومُقسّمة بشكلٍ متوازن كي تشمل كلّ من هو مُستهدف بهذا النوع من المُبادرات الاجتماعية. هنا تلفت الزين الى أن المجموعات تنكبّ على رعاية المسنّين ومؤازرة عائلات الشهداء والجرحى، ومواكبة الملفّ الرياضي والجانب الثقافي على غرار المحاضرات وإحياء المناسبات.
بحسب الزين، لدى مجموعات "طوبى" أنشطة على مدار العام، فهي تُقيم ورشًا ثقافية ومُحاضراتٍ نفسية وبيئية وتحتفل بولادات الأئمة (ع)، كما تُنظّم معارضَ عن الشهيدات والشهداء، وفي شهر رمضان الكريم تُشارك في خدمة النساء وتحضير الوجبات والحصص الغذائية وتوضيبها للصائمين.
وقُبيل حلول ولادة سيدة نساء العالمين (ع)، وضعت المجموعات جدولًا مكثّفًا للاحتفال بالمناسبة الميمونة. وتوضح الزين لـ"العهد" أنه سيكون هناك حملة باسم "هدية على حبّ فاطمة (ع)" للمُسنّات بعد إعداد إحصائية عن أعدادهن في الشُعب، بموازاة إعداد أطباق من الطعام والحلوى وتوزيعها على المُسنّات بناءً على مسح وتهنئتهن بالمناسبة العطرة.
شابات "طوبى" سيزرن أيضًا عوائل الشهداء المفقودي الأثر ضمن بيروت لتهنئتهم وتقديم هدية لهم، وسيُعايدن العاملات في المحلات التجارية أيضًا، الى جانب إقامة المسابقات الالكترونية وتحديدًا مسابقة "أجمل فكرة".
المُبادرة تدخل سنتها الرابعة ويمكن القول إن التكافل بين المُنضمّات إليها نجح في تقديم نموذج شبابي إسلامي يُساند من يحتاج الى لفتةٍ كريمة وخدمةٍ طيّبة لها وقعها الاجتماعي الكبير.