خاص العهد
هل حُلّت أزمة موظّفي مستشفى الهرمل الحكومي؟
لطيفة الحسيني
تطال الأزمة الاقتصادية المستفحلة كلّ مؤسّسات الدولة. العاملون في القطاع العام قد يكونون أكثر المتضرّرين جراء الغلاء المُتفاقم وانهيار الليرة اللبنانية وفُقدان قيمة رواتبهم. موظّفو مستشفى الهرمل الحكومي يُعانون الأمرّين جراء محدودية معاشاتهم التي لا يتقبّلها المنطق في ظلّ تجاوز الدولار حدود الأربعين ألفًا.
في نهاية العام الفائت 2022، أعلن موظفو المستشفى إضرابًا عن العمل مع استثناء حالات الطوارئ. المطالب الأساسية لهؤلاء تستهدف بالمرتبة الأولى رفع الرواتب وفقًا لما ورد في الموازنة العامة التي أُقرّت في أيلول الماضي، والتي تضمّنت زيادة رواتب موظّفي القطاع العام المدنيين والعسكريين والمتقاعدين والمتعاقدين وكافة الأجراء في الدولة ضعفيْن على الراتب الأساسي، على ألّا تقلّ عن 5 ملايين ليرة لبنانية ولا تزيد عن 12 مليون ليرة.
الى الآن لم يحصل ذلك بشكل كامل. مصدر من داخل المستشفى تحدّث لموقع "العهد" الإخباري عن الأزمة التي يمرّ بها العاملون، فقال إنه "على الرغم من الزيادة هذه إلّا أن بعض الرواتب لم يصل الى عتبة الـ5 ملايين، فبعض الموظّفين تقاضوا فقط ما بين 1800000 و2000000، فأيّة حاجات يستطيع أن يسدّ هكذا مبلغ لعائلة صغيرة في الظروف الراهنة؟".
الموظّفون الذين يفوق عددهم المئة ينتظرون اليوم تطبيق الجداول ويتطلّعون الى الالتزام بالصيغة القانونية المتفق عليها وإعطاء بدل إنتاجية وتعديل ساعات العمل وعدم التعرّض لأيّ شخص يُطالب بحقوقه.
بحسب المعلومات، الزيادة الدائمة تشمل الأجراء وموظّفي مجلس الخدمة المدنية، فيما يُطرح السؤال عن حقوق العاملين من فئة استئجار الخدمات والمياومين البالغ عددهم نحو 50.
مدير مستشفى الهرمل الحكومي الدكتور سيمون نصر الدين أكد لـ"العهد" أن "الأزمة حُلّت والرواتب زيدت، لكنْ هناك تباينٌ على صعيد كيفية احتساب الرواتب بينما يجري العمل لجهة ألّا تنقص عن 5 ملايين"، مشيرًا الى أن "نحو 50 مريضًا يُعالجون داخل المستشفى والعمل يسير بشكل طبيعي في كلّ الأقسام الطبية وصولًا الى الطوارئ".
وأوضح نصر الدين أن "وزارة الصحة تعاونت مع المستشفى في هذه الأزمة"، غير أنه تمنّى المزيد من الدعم.
ووفق نصر الدين، موازنة هذا الصرح الطبي لـ2023 ممتازة وتبلغ 16 مليار ليرة تُحصّل في الـ2024.
وبيّن نصر الدين لـ"العهد" أن هناك وعودًا بتحسين الأوضاع في المستشفى لتيسير أموره في العام الجاري بموازاة الاستفادة من دعم الوزارة والمرضى.