خاص العهد
تسوية حمص تكرس المصالحة الوطنية
محمد عيد
إقبال كثيف على عملية التسوية التي بدأت في المركز الذي أقيم في مدينة المعارض بحي الوعر في حمص وسط سوريا، والذي يعتبر الأول من نوعه في المحافظة التي ارتكب فيها الإرهاب أبشع أنواع المجازر. وتأتي هذه الخطوة اليوم بغية تسوية أوضاع المطلوبين من مدنيين وعسكريين في إطار ما بات يعرف بالمصالحات الوطنية الكبرى.
الأمان حيث التسوية
ضاقت الحياة يومًا بفيصل الهواء من منطقة القصير في حمص، سقطت مدينته بيد الإرهابيين في العام ٢٠١٢ فشد الرحال إلى لبنان مقيماً هناك في مخيمات اللجوء التي كانت أعجز من أن تصد عنه رياح الغربة القاسية. وعندما بدأت التسويات تغطي الجغرافيا السورية بالأمان عاد الشاب المتخلف عن الخدمة العسكرية لابرام تسوية لم تستغرق منه أكثر من خمس دقائق بحسب ما أكد لموقع "العهد" الإخباري، ليحمل بعدها بطاقة تغطيه مدة ستة أشهر يرتب فيها أموره قبل الالتحاق بالخدمة العسكرية مجددًا.
جنيد ابن مدينة الرستن الفار من الخدمة العسكرية، أكد في حديثه لموقعنا بأنه اضطر إلى الفرار من الخدمة "نتيجة ظروف قاهرة" حيث زار عائلته في المناطق التي سيطر عليها الإرهاب ولم يستطع العودة للالتحاق بالخدمة، مشيرًا إلى أنه انتظر هذه التسوية بفارغ الصبر من أجل أن يسوي أوضاعه ويعود لحياته الطبيعية.
التسوية المزمعة منذ مدة زمنية طويلة عجل في تنفيذها اجتماع عقد الأسبوع الماضي ضم وجهاء من مدينة حمص وأريافها فضلاً عن محافظ حمص وشخصيات عسكرية وأمنية وتم خلال الاجتماع شرح عملية التسوية ومن تشمله أحكام مرسوم العفو رقم ٧.
إقبال جيد
محافظ حمص نمير حبيب مخلوف دعا في تصريح للصحفيين جميع المطلوبين إلى "الاستفادة من هذه الفرصة وتسوية أوضاعهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية وليمارسوا أعمالهم في شتى المجالات"
مشيرًا إلى أن "كل الجهات المعنية مخولة بتقديم التسهيلات لإنجاز عملية التسوية".
صقر شاهين من لجان المصالحة في تل كلخ أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن الساعات الأولى لافتتاح المركز شهدت إقبالًا أكثر من جيد مع توقع وصول دفعات جديدة وكبيرة أيضا من بقية أرجاء المحافظة وبقية المحافظات على اعتبار أن "الأخبار الجيدة المتعلقة بأمن الشباب وسلامتهم ستصل تباعًا للجميع لا سيما للمطلوبين من أجل الخدمتين الإلزامية والاحتياطية".
ودعا شاهين المطلوبين من أبناء بلدته تل كلخ وغيرها من المدن والبلدات السورية لاستغلال هذه التسوية ومراسيم العفو التي أطلقها الرئيس بشار الأسد من أجل عودة آمنة إلى حضن الوطن حيث ستكون الحياة "طبيعية وسلسة".
وأضاف عضو لجنة المصالحة في حديثه لموقعنا أن الأوراق المطلوبة لأي مدني يرغب بتسوية وضعه هي البطاقة الشخصية أو إخراج قيد وصورتان شخصيتان، أما العسكري الفار أو المتخلف فيجب عليه تقديم بطاقته الشخصية مع صورتين شخصيتين له.
وكان حي الوعر قد شهد في العام ٢٠١٧ عملية تسوية شملت أكثر من ٦٠٠ شخص في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة في الحي قبل خلوه من المسلحين وأسلحتهم وعودة جميع مؤسسات الحكومة السورية إليه.