معركة أولي البأس

خاص العهد

تسوية دوما والغوطة الشرقية: الحكومة السورية ترسخ أمان العاصمة
26/10/2022

تسوية دوما والغوطة الشرقية: الحكومة السورية ترسخ أمان العاصمة

محمد عيد

تدفق آلاف الشبان من أبناء الغوطة الشرقية إلى دوما، أكبر مدنها، لتسوية أوضاعهم هناك بعدما يسّرت لهم الحكومة السورية كل سبل إبرام التسوية وأبرزت الوجه الصريح والمتعاون لمن توجد بحقهم ملفات أمنية تقتضي المعالجة.

واذا كانت هذه الخطوة قد تركت انطباعًا مريحًا جدًا لأبناء مدينة دوما معقل ميليشيا "جيش الإسلام" المدعوم سعوديًا، وبقية مدن الغوطة الشرقية، فإنها ولا ريب عززت بقوتها الناعمة هذه المرة من أمن العاصمة دمشق بعد أن كانت الغوطة المخطوفة من الإرهابيين منصة دائمة لاستهدافها بالقذائف والصواريخ تارة وبالغزوات المتكررة تارة أخرى.

حسم اسماعيل ابن مدينة دوما موقفه وقرر الالتحاق بالتسوية. لم يكن قرار الشاب الثلاثيني ارتجاليًا فلقد استقصى كثيرًا عن مصير من سبقوه إلى التسوية فلما استيقن أنها جادة وأفضت بآلاف الشباب إلى حياة طبيعية هرع إلى مركز التسوية في دوما ليعبر خلال دقائق قليلة مربع الخوف الذي لزمه لسنوات وانتهى به خائفًا ومتواريًا عن الأنظار.

تسوية دوما والغوطة الشرقية: الحكومة السورية ترسخ أمان العاصمة

يقول اسماعيل لموقع "العهد" الإخباري: "كان القلق يلازمني أينما حللت، فأنا متخلف عن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية وأسباب تخلفي مرتبطة بظروف معيشية ليس أكثر ولكنني قررت تسوية أوضاعي والالتحاق بالجيش لا سيما وأن خدمتي الاحتياطية لن تكون طويلة تبعًا لمواليدي، وأنا الآن آسف على كل وقت أهدرته خارج حدود التسوية".

حالة إسماعيل تشبه حالة كثيرين من الشباب الذين تلقفوا الفرصة وشرعوا وبأعداد كبيرة في تسوية أوضاعهم  فيما ينتظر آخرون حل الملفات الأمنية الخاصة بهم والتي تتطلب معالجة فيما تبرز شفافية الدولة السورية في هذا السياق وتعمل بشكل جاد على وضع كل راغب في التسوية بصورة وضعه القانوني.

ومعلوم أنه منذ تأمين المنطقة في ربيع ٢٠١٨ فإن فتح باب التسوية في الغوطة الشرقية يعالج ثغرات عرقلت دمج آلاف الشبان في حياة طبيعية بدأت ملامحها ترتسم بشكل واضح مع استتباب الأمن وعودة البنى التحتية التي دمرها الإرهاب.

وخطة الدولة السورية لاستيعاب أبنائها مجددًا في التسوية، مدعومة من مركز المصالحة الروسي الذي حرص كذلك على انضمام العدد الأكبر من أصحاب الملفات إلى التسوية. وساعد هذا الأمر في تمدد التسوية إلى بلدات الغوطة الشرقية الأخرى كعربين وكفربطنا وعدرا ضمن جهد ترسيخ الأمان والحياة الطبيعية في منطقة بدأت تتلمس حياتها الطبيعية بعدما عانت طويلًا من الإرهاب.

مباركة الأهالي والوجهاء
 
إمام وخطيب جامع الرحيبة الشيخ عبد الباسط الشيخ قال في تصريح لموقع "العهد" الإخباري: "لا نكافئ من عصى الله فينا إلا بأن نطيع الله فيه، وهذا ما فعله السيد الرئيس بشار الأسد عندما عفا عن الذين عاثوا في الأرض فساداً وأمرهم بالرجوع إلى أحضان الوطن ونحن نحتفل اليوم بهذه المناسبة الكريمة والتي هي بمثابة عفو عام من أب لأبنائه".
 
الشيخ بسام ضفدع من وجهاء الغوطة الشرقية في ريف دمشق أشار من جهته في تصريح لموقع "العهد" الإخباري إلى أن أهالي الغوطة الشرقية مع كل أبناء الوطن يؤكدون اجتماعهم ووحدتهم وحبهم وولاءهم للرئيس بشار الأسد، وهذه التسويات تعزز عودة أبناء الوطن إلى حضن الوطن كما تعزز وحدة الشعب السوري".

الشيخ عبدو بشير حمود شيخ عشيرة حرب في ريف دمشق ودمشق لفت في حديثه لموقعنا إلى أن الحكومة السورية مارست فعل الحكمة في تعاطيها مع أبنائها بمن فيهم أولئك الذين انحرفوا عن جادة الصواب لتثبت لهم أنها تريد بهم الخير ولا ترغب في اقصائهم عن ممارسة دورهم في المجتمع ولا تنظر إليهم كحالة شاذة وجب نبذها بل هي تمد اليد ووجدت من يشد على أيديها من أبناء الغوطة الشرقية.

وشدد شيخ عشيرة حرب على أن التسوية في الغوطة الشرقية مهمة للغاية بعدما استباحت الفصائل الإرهابية مدنها ورهنت أهلها وجعلت منها منصة لاستهداف العاصمة دمشق بالقذائف الصاروخية والغزوات البرية التي تكسرت على صخرة الجيش السوري، مشيرًا إلى أن عقلية الدولة المنفتحة على الجميع سرعان ما فعلت فعلها حين تجاوزت الأحقاد ومدت خطوط التواصل بين الجميع  وساعدت الخاطئين على تجاوز أخطائهم.

مدير تربية دمشق ماهر فرج أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن هذه التسوية
قد لا تكون التسوية الأولى في الغوطة الشرقية لكنها بالتأكيد تحظى بأهمية كبيرة فرضها موقع دوما وبقية مدن الغوطة وما شهدته هذه المنطقة من استهداف لأمن العاصمة دمشق خلال سنوات الحرب وهي فرصة مهمة لطي صفحة الحرب السوداء وإعادة تأهيل الشباب في مجتمعاتهم.

وشدد مدير تربية دمشق في حديثه لموقعنا على أن هم الحكومة السورية الآن يتمثل في تأمين عودة المواطنين المهجرين والنازحين إلى بيوتهم وإعادة حركة الإعمار، مشيراً إلى مباشرة الحكومة في إشادة البنى التحتية التي دمرها الإرهاب ومد هذه المناطق بكل أسباب الحياة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد