خاص العهد
العراق: السوداني يقدم السبت تشكيلة حكومية من 23 وزيرًا
بغداد ــ عادل الجبوري
أكدت أوساط سياسية مختلفة أن رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد شياع السوداني سيعرض تشكيلته الحكومية الجديدة على مجلس النواب يوم السبت المقبل من أجل نيل الثقة، وسط أجواء من التفاؤل تسود الشارع العراقي، وتوقعات بأن تسير جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة بسلاسة كما حصل قبل أسبوع مع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر بتشكيل الحكومة.
وبحسب التسريبات من داخل الكواليس، ستتألف حكومة السوداني من ثلاث وعشرين حقيبة وزارية، 12 منها للمكون الشيعي، متمثلًا بالإطار التنسيقي، وست منها للمكون السني المتمثل بالدرجة الاساس بتحالف السيادة والعزم، وثلاث أو أربع منها للمكون الكردي، وواحدة منها للمكون المسيحي، هذا في الوقت الذي يطالب ممثلون عن المكون الايزيدي بمشاركتهم في الحكومة.
ونقلت مصادر قريبة من رئيس الوزراء المكلف، أن الأخير قرر أن يكون اختيار وزراء ثلاث وزارات، هي الصحة والكهرباء والاسكان والاعمار من قبله حصرًا، لارتباطها أكثر من غيرها بملفات الخدمات الأساسية والفساد، وباعتبار أن السوداني جعل تقديم وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد في مقدمة أولويات برنامجه الحكومي.
وفي حال نالت حكومة السوداني ثقة البرلمان فإنها بذلك تكون أول حكومة منذ عام 2003 تنال ثقة السلطة التشريعية قبل انتهاء المهلة الدستورية المحددة بثلاثين يومًا لرئيس الوزراء المكلف من أجل اكمال تشكيلته الحكومية. وهذا مؤشر ايجابي واضح على تجاوب وتعاون مختلف القوى والكيانات السياسية مع رئيس الوزراء المكلف.
وطرح السوداني برنامجًا حكوميًا اتسم بقدر كبير من الوضوح والواقعية، ومن شأنه أن يلبي جانبا غير قليل من مطالب الناس ويضع حدًا لتفاقم المشاكل والأزمات، ويكبح جماح الفساد المستشري بمختلف مفاصل ومؤسسات الدولة، وآخره ما أميط اللثام عنه من سرقة ما يعادل حوالي مليارين ونصف المليار دولار من الامانات الضريبية المودعة في مصرف الرافدين الحكومي..
وكان السوداني قد تعهد في كلمته الموجهة للشعب العراقي بعدد تكليفه بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية المنتخب عبد اللطيف رشيد في الثالث عشر من شهر تشرين الاول/ اكتوبر الجاري، "بغلق منافذ الفساد عبر القوانين والتشريعات الصارمة، بالتعاون مع السلطتين التشريعية والقضائية، وكذلك أكد سعيه "لإجراء انتخابات محلية ونيابية، في أجواء حرة ونزيهة، وفي ظل نظام انتخابي شفاف يطمئن كل المتنافسين".
ورغم أجواء التفاؤل والتجاوب والتفاعل مع السوداني وحكومته المرتقبة، إلا أن الكثيرين يؤكدون أن حجم تركة الفساد، وتدني الخدمات، وطبيعة الأوضاع السياسية، والتأثيرات الخارجية، قد لا تتيح للسوداني ترجمة كل رؤاه وتصوراته على أرض الواقع، لا سيما في ظل السقوف الزمنية قصيرة المدى، بيد أن هؤلاء الكثيرين يرون أن تصحيح المسارات الخاطئة والانطلاق بصورة صحيحة وعدم تكرار الكثير من السياقات السابقة في ادارة الدولة، سوف يكون بحد ذاته انجازًا مهمًا يحسب للسوداني وفريقه الحكومي.