ابناؤك الاشداء

خاص العهد

"العونيون" على عهدهم: إرث الجنرال السياسي ثابتٌ
17/10/2022

"العونيون" على عهدهم: إرث الجنرال السياسي ثابتٌ

لطيفة الحسيني

يومٌ كبيرٌ ينتظره أنصار التيار الوطني الحر يوم الثلاثين من تشرين الأول الحالي. بالنسبة إليهم، هناك واجبٌ لا بدّ لهم من أن يؤدّوه كرمى لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون. هؤلاء الذين يرون فيه نموذجًا وطنيًا لن يتكرّر في قصر بعبدا، يستعدّون لملاقاته كما يليق به قبل نهاية ولايته الرئاسية في 31 الجاري.

عن موعد مغادرة القصر والمرحلة التي ستعقبه ولِمَا يخطّط الرئيس عون في الفترة المقبلة، تتحدّث الإعلامية والناشطة السياسية رندلى جبور لموقع "العهد الإخباري"، فتوضح أن "جمهور ومؤيّدي رئيس الجمهورية يرغبون بمواكبته لدى خروجه من بعبدا، ولذلك يُدرس أكثر من خيار لكيفية هذه المرافقة: إمّا ستكون عبر مواكب شعبية أو سلسلة بشرية تمتدّ من قصر بعبدا الى الرابية، أو تستقبل الوفود الشعبية الجنرال في منزله".

بحسب جبور، العماد عون سيعود كرئيسٍ شرفيّ للتيار الوطني الحر الذي أسّسه، حتى يستكمل نضاله السياسي من دون قيود.

الرئاسة ومحاذيرها دفعت الرئيس عون الى التفكير جديًا بنشاطه في الفترة القادمة، فهو كوّن فكرة عن ملفات الفساد في هذه الدولة، ما يخوّله الكشف عن كثير من الحقائق والوقائع التي اطّلع عليها خلال ولايته في قصر بعبدا، لكنّ صلاحياته المحدودة كانت تحول دون اتخاذ قرارات فيها، على ما تؤكد جبور لـ"العهد".

أكثر ما يُرضي العونيين بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية هو التَرِكة الدَّسمة التي أسّس لها إبّان فترة حكمه. جبور تُشير هنا الى أنه "بفضل الرئيس عون تحوّل لبنان الى بلد نفطي"، وتتابع "الجنرال استهلّ عهده بالمراسيم وانتهى بالترسيم، الملفّ المتوقف منذ خمسينيات القرن الماضي على الأقلّ، فهو استطاع فكّ الحصار والحجز عن إمكانية استخراج ثرواتنا، وهذا ما يُعتبر الإنجاز الأهمّ للرئيس عون لما له من انعكاسات على صعيد قوّة لبنان والاستراتيجيا والسياسة والمال والاقتصاد".

 

"العونيون" على عهدهم: إرث الجنرال السياسي ثابتٌ

 

وترى جبور أن "الرئيس عون أسّس أثناء توليه منصبه لزوال المنظومة القائمة، واضعًا السكّة على طريق الإصلاح من خلال  إطلاق مسار التدقيق الجنائي، مُعيدًا المسيحيين الى الشراكة الحقيقية من خلال قانون الانتخاب والتمثيل الوزاري في الحكومة، حتى باتوا يشعرون أنهم حجر أساس في هذه الدولة وليسوا شريكًا صوريًا يختاره الآخرون".

من وجهة نظر جبور، أعاد الجنرال الهيبة الى رئاسة الجمهورية، وتجرّأ وعارض التوطين ودمج النازحين، فأضحى ضامنًا للاستقرار الذي سيظلّ قائمًا عبر إرساء مفهوم الأمن الاستباقي ومُحاربة الإرهاب ومنعه من الوصول الى الداخل اللبناني.
 
ولأنّ الشغور الرئاسي على ما يبدو واقعٌ لا محالة، تتوقّع جبور "أننا ذاهبون الى مرحلة حساسة"، فتقول "قد نكون مُقبلين على إشكاليات دستورية وسياسية يفرضها الأمر الواقع الى أن تأتي لحظة الانفراج التي تتمثّل إمّا بطاولة حوار محلية أو مؤتمر لبناني برعاية خارجية". وتضيف "بعد ولاية الرئيس عون، نحن أمام فترة صعبة بسبب الفراغ الذي سينعكس مزيدًا من التأزّم السياسي والدستوري في البلد، ستكون مرحلة اللاشيء والعدمية غير المُريحة".

وإذ تُشدّد جبور على أن "مهمّة الحكومة الحالية تصريف أعمال"، تجزم بأن "الرئيس عون لن يوقّع في نهاية عهده مرسوم استقالتها، على اعتبار أن ليس لديها دور فعلي وتنفيذي كامل"، غير أنها تنبّه الى أن "رئيس الجمهورية أو التيار الوطني الحر لن يقبل بأن ترِث هذه الحكومة صلاحيات رئاسة الجمهورية، ما يعني أن ما يُحكى عن استقالات للوزراء المحسوبين على التيار قد يتحقّق فعليًا اذا حاول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مدعومًا من بعض الأفرقاء السياسيين تخطّي صلاحياته والدعوة الى اجتماع يُتخذ على إثره بعض القرارات، هنا سينسحب تلقائيًا بعض الوزراء الذين يعرفون حدود صلاحيات الحكومة ضمن هذه الأجواء السياسية الراهنة".

ميشال عون

إقرأ المزيد في: خاص العهد