خاص العهد
تسوية السويداء تقطع الطريق على المتربصين بأبناء المحافظة الحدودية
محمد عيد
بدأت منذ أيام في صالة السابع من نيسان بالسويداء تسوية أوضاع المطلوبين والفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والعسكرية بحضور فعاليات أهلية وروحية واجتماعية ورسمية وسط إقبال ملحوظ وكبير للراغبين بتسوية أوضاعهم.
التسوية التي تعتبر الأولى من نوعها في السويداء ستساهم وفق مراقبين في تهدئة أحوال المحافظة الجنوبية التي وضعتها الجغرافيا في صلب اهتمامات غرفة الموك المعادية في عمان واستنفرت جهود العدو الصهيوني لاحداث خرق في نسيجها الوطني الذي أثبت عبر التاريخ أنه منيع منيع.
حضور أهلي وشعبي كبير
حضر الافتتاح محافظ السويداء بسام بارسيك وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي فوزات شقير وعدد من أعضاء اللجنة المعنية بالتسوية وشيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يوسف جربوع والمطران سابا اسبر مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس ومدير أوقاف السويداء الشيخ نجدو العلي وفعاليات أهلية.
وركزت الكلمات التي ألقيت خلال افتتاح المركز على ضرورة تضافر جميع الجهود من أجل إنجاح عملية التسوية وتمهيد الطريق لمساعدة كل من خرج عن المسار الوطني للعودة إليه مجدداً والانخراط في المجتمع من خلال العودة إلى الحياة الطبيعية.
وشهد المركز إقبال عدد كبير من العسكريين والمدنيين الراغبين بتسوية أوضاعهم بموجب مراسيم العفو بمن فيهم الفارون والمتخلفون عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية ما خلا من يوجد بحقهم ادعاءات شخصية.
أحد الفارين من الخدمة العسكرية أشار في حديث لموقع "العهد" الإخباري إلى "التسهيلات التي لقيها حين بادر إلى تسوية أوضاعه" مشيداً بتعاون اللجنة والتسهيلات التي قدمتها.
ولفت متخلف آخر عن الخدمة الإلزامية في حديث لموقع "العهد " إلى أن "تسوية وضعه لم تحتج لأكثر من دقائق قليلة اصطحب معه فيها صورتين شخصيتين وصورة عن الهوية الشخصية وعاد بعدها ليمارس حياته الطبيعية في جو من الاطمئنان والسلام الداخلي"، داعيًا "كل من لديه مشكلة معينة في هذا الصدد للمسارعة في تسوية أوضاعه واستثمار هذه الفرصة".
القرار الصائب
المتخصص في الصراعات الدولية د. سمير أبو صالح أشاد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري بالقرار الصائب الذي اتخذته الدولة السورية بشأن ما عرف بالمصالحة في محافظة السويداء مؤخراً حيث كان له الوقع الايجابي في نفوس ابناء المحافظة لا سيما وأنها خالية من الارهاب التقليدي الذي عصف بالدولة منذ أكثر من عشر سنوات، مشيراً إلى أن المصالحة تشمل كل الذين تأخروا أو رفضوا أو شكلوا فرارًا من واجب الخدمة الالزامية وكذلك الاحتياط العسكري.
ووصف أبو صالح وهو ابن مجدل شمس في الجولان السوري المحتل والأسير المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي في حديثه لموقعنا تلك الخطوة بالنوعية التي أتاحت لمئات وربما آلاف من شباب محافظة السويداء العودة إلى حضن الوطن والانخراط بالمجتمع كمواطنين مخلصين لوطنهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولذلك رأينا المئات من هؤلاء يتسابقون باتجاه مراكز المصالحة التي قدمت خدماتها لهم بكل الاحترام وهذا ما خفف كثيرا من صعوبات الحياة بسبب الاوضاع الصعبة التي يمر بها المواطن السوري عموما.
ضريبة الجغرافيا
وشدد أبو صالح في حديثه لموقع "العهد" الإخباري على أن تموضع محافظة السويداء جغرافيًا في جنوب البلاد وبحالة تماس مباشر مع الحدود الاردنية وتماس جزئي مع الحدود مع كيان الاحتلال جعل منها منطقة معرضة لمختلف المؤامرات من قبل جهات وأدوات استخبارية معادية حيث عمل الصهيوني كثيرًا وبمختلف الأساليب لاحداث حالة عدائية للدولة السورية ونفس الامر بالنسبة لغرفة الموك الصهيو - امريكية والتي مقرها عمان ويديرها اقطاب المؤامرة. وبرغم ذلك تمكنت الدولة السورية وباقتدار من الحد من تأثيرات هذا النوع من الارهاب والذي كان لابناء السويداء ايضا دور مهم في افشاله.
ولفت أبو صالح الى الدور الايجابي الذي ساهم به الأعيان ورجال الدين والفعاليات الاجتماعية لجهة تسهيل عمل لجان المصالحة وحث المعنيين من الشباب على تسليم أنفسهم والتوصل الى مصالحة حقيقية مع الوطن، وهذا ما كان وهو مستمر بتشجيع من الدولة والجهات الرسمية والشعبية، مما أدى فعلا الى افشال محاولات الخرق المعادي والمتربص بسوريا دولة وشعبا.