ابناؤك الاشداء

خاص العهد

بادرة خير في البقاع: آفة إطلاق النار الى المقاطعة
07/10/2022

بادرة خير في البقاع: آفة إطلاق النار الى المقاطعة

زكريا حجازي

"على حبّ أنور" دعوةٌ أطلقتها عشيرة آل علوه في الهرمل للإقلاع عن عادة إطلاق النار والرصاص، في مناسبات العزاء وتشييع الجنائز. هي رسالة سلام لأرواح الناس وأرزاقهم، ومبادرةٌ لاحترام حق الناس بالحياة الآمنة. خطوةٌ قررت من خلالها العشيرة البقاعية التوقّف عن هذه العادة في كلّ المناسبات، وتمّ الاتفاق عليها في اجتماع عقده أعضاء اللجنة المعنية في العشيرة ووجهائها وفعالياتها تحت طائلة مقاطعة أي عزاء يحصل فيه إطلاق نار.

عادة سيّئة وإرهاب للناس

الحاج رشيد علوه أحد وجهاء عشيرة آل علوه يوضح في حديث لموقع "العهد" الإخباري، أن إطلاق شعار "على حب أنور" على المبادرة يعود إلى وفاة أحد وجهاء العشيرة الدكتور أنور علوه الذي كان يرفض هذه العادة ويمقتها، ويقول: "نعتبر أن إطلاق النار في مراسم التشييع عادة سيئة ومدانة من الجميع، وتسبب إرهابًا للناس، وهي عادة مرفوضة بالنسبة لنا".

ويتابع: "عندما توفي الدكتور أنور اجتمعت العشيرة من أجل تكريمه وتقرر أن يكون تكريمه بغير أسلوب إطلاق النار كونه كان كارهًا لهذه العادة، وقد أوصى بعدم إطلاق النار في عزائه وتشييعه، فقررنا أن نتجاوز هذه العادة وأن يتحول ذلك إلى قرار على مستوى العشيرة ومنها إلى العشائر الأخرى".

ويؤكد الحاج رشيد علوه أن "عادة إطلاق النار في الجنائز باتت مرفوضة على الأقل لدى عشيرة آل علوه".

وحول إمكانية توسيع القرار ليشمل العشائر الأخرى وفي كلّ المناسبات الاجتماعية، يأمل الحاج رشيد في "الوصول إلى هذا المطلب على مستوى كل العشائر وأن يصار إلى الإقلاع عن هذه العادة السيئة وكل العادات السيئة الأخرى التي تسبّب إزعاجًا وإرهابًا للناس لدى كل العشائر، واستبدالها بعادات وخطوات أخرى مفيدة للمجتمع ولأمن المجتمع بالعموم".

ويقال إنه تم التواصل مع عدد من العشائر الأخرى للغاية، ويلفت إلى أن بعض الشخصيات على مستوى البقاع شاركت في التوقيع على البيان ومنهم: مفتي الهرمل الشيخ علي طه، وآخرون من آل جعفر وآل شكر.

ويخلص الحاج رشيد إلى "أننا نعمل على تعميم هذه المبادرة على مجتمعنا وأهلنا من مختلف العشائر والمناطق".

 

بادرة خير في البقاع: آفة إطلاق النار الى المقاطعة

 

 

مساعٍ وجهود حثيثة لتعميم مبادرة آل علوه

الناشط في منطقة بعلبك الهرمل المهندس أحمد ناصر الدين، يلفت في حديثه لموقع "العهد" إلى أن عادة إطلاق النار منتشرة في منطقة البقاع، في مناسبات الأفراح والأتراح، وهي عادة مستنكرة ومرفوضة من قبل العائلات والعشائر والفعاليات والقوى والأحزاب.

وإذ يؤكد ناصر الدين أن هناك التزامًا بمبادرة آل علوه للإقلاع عن عادة إطلاق النار في الجنائز، يشير الى وجود بعض التفلّت حتى الآن، ويعزو السبب إلى كون مطلقي النار من المجموعات الشبابية المتفلّتة التي تستغلّ المناسبات ولا سيما الوفاة والتشييع لممارسة عادة إطلاق النار، ويقول: "إن هؤلاء الشبان لا ينتمون إلى عشيرة محددة أو حزب محدد وإنما يستغلون المناسبات لإطلاق النار سواء كانوا يعرفون المتوفى أو لا يعرفونه، ويلفت إلى أن هذا الواقع يؤدي إلى بعض الصعوبات في تعميم وتوسيع قرار الإقلاع عن عادة إطلاق النار والالتزام به.

وبحسب ناصر الدين، هناك محاولات ومساعٍ حثيثة لتعميم مبادرة آل علوه، لتشمل كل العشائر والعائلات. ويقول في هذا السياق: "هناك تواصل ولقاءات وعمليات توعية تجري على شكل ندوات ودورات تثقيفية وأنشطة تشارك في بعضها جمعية كشافة الإمام المهدي (عج) حول أخطار إطلاق النار والرصاص الطائش في المناسبات الاجتماعية وأضرارها ومساوئها".

ويوضح أن المبادرة انطلقت من كون الراحل الدكتور أنور علوه كان يرفض إطلاق النار في المناسبات وقد أوصى بعدم ممارسة هذه العادة السيئة خلال مراسم تشييعه، ويلفت إلى أن الدكتور أنور علوه كان معروفًا على مستوى منطقة بعلبك - الهرمل وكان يطلق عليه لقب "طبيب الفقراء" وكانت له مونة كبيرة على الناس ولذلك لاقت المبادرة مقبولية لدى الكثير من العائلات ولم تقتصر على عشيرة آل علوه.

ويعرب ناصر الدين عن أمله في أن تنجح محاولات تعميم المبادرة لتشمل كل العائلات والعشائر وكل المناطق، ويتمنّى كذلك أن تُترجم على أرض الواقع وأن تلحق بقية العشائر بها أو أن تكون لها مبادرات أو خطوات مُشابهة للإقلاع عن عادة إطلاق النار في المناسبات، كونها "عادة مرفوضة وغير مقبولة شرعًا وقانونًا، وتتسبّب بإشاعة الخوف والهلع والأذى الكبير للناس".

ويختم الناشط ناصر الدين مؤكدًا أنه سيكون هناك تفعيل لهذه المبادرة وتكثيف لحملات التوعية من أجل رفض واستنكار لكل العادات غير المرغوب بها، الى جانب المزيد من التواصل مع العشائر والعائلات من أجل التوسّع بهذه المبادرة حتى يتم الضغط على مطلقي النار وصولًا إلى منع هذه العادة السيئة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد