خاص العهد
الانترنت غير الشرعي في لبنان.. معلوماتك وأمنك الشخصي أهم من الرفاهية!
شكَّلت الأزمة الاقتصادية ملعبًا للكيان الصهيوني يحاول فيه اختراق الساحة اللبنانية، ويعمل على تجنيد العملاء عارضًا "الفريش دولار" في سبيل تنفيذ أعماله التجسسية. ضعف كيان الدولة ومقوّماتها، شرّع الأبواب أمام العدو لتدمير سنوات من عمل الأجهزة الأمنية والمقاومة على تحصين البيئة الداخلية.
وليزداد الطين بلّة، شرّعت أزمة الانترنت الأخيرة في البلاد الباب بطريقة غير مباشرة أمام العدو لاستباحة حواسيب وأجهزة المستخدمين في لبنان، فبعد توقف سنترالات هيئة "أوجيرو" في بعض المناطق، وزيادة الأعطال في محطات الإرسال التابعة لشركتي الخليوي "touch" و "alfa" بسبب السرقات، إضافة إلى زيادة تعرفة خدمات الانترنت، بات المواطن يبحث عن طرقٍ لتوفير التكاليف والأعباء المادية.
مهندس الاتصالات، محمد عليان، يشير في حديث لموقع "العهد الإخباري"، أنَّ سنترالات "أوجيرو" تقدم خدمة الـ"DSL" وبالتالي وعند تعطل السنترالات تتعطل هذه الخدمة في المنازل والمكاتب، لافتًا إلى أن بعض الشركات الخاصة مثل "terra net" تقدّم بعض الخدمات عبر تقديم انترنت "wireless" عبر أعمدة البث للخليوي، ويمكن الاستعاضة عن "أوجيرو" بهذه الشركات.
ولكن مع تفاقم الأزمات، يسعى اللبناني دائمًا لطرح حلول بديلة، وبهذا الخصوص، يوضح عليان أنَّ الانترنت غير الشرعي لا يعني أنَّه لا يتوقف، وقد كشف توقف سنترالات "أوجيرو" عن انترنت غير شرعي من الدولة.
ويضيف "بعض المؤسسات تأخذ من "أوجيرو" خط انترنت بقوة معينة، ولكنها تصرّح بمقدار معيّن يُباع للزبائن المعلومين، والجزء الآخر يُباع لزعماء الأحياء أو لشركات محلية غير مرخصة، ما يسمح لهم بتمديد الانترنت للمنازل والمكاتب وبكلفةٍ أقل من "أوجيرو" أو الشركات الخاصة"، مؤكدًا أنَّ لدى هؤلاء القدرة على مراقبة ما يجري عبر هذه الشبكات، ولكن إذا توقف انترنت الدولة فشبكاتهم ستتعطل.
ويلفت المهندس عليان إلى نوعٍ آخر من الانترنت غير الشرعي، "وهو منظومة تسمى "vsat" وهي عبارة عن صحن لاقط موصول إلى صحنين "lmb" و "dvb"، وهذه الصحون قطرها قرابة الـ3 أمتار ونصف، ولا يمكن إدخالها إلى لبنان دون ملاحظتها وهذا يطرح علامات استفهام لصالح من أدخلت إلى لبنان".
ويتابع "هذا النوع يؤمِّن انترنت من خارج الشبكة اللبنانية عبر الأقمار الصناعية، وخطورتها أكبر من مجرد الخطر الاقتصادي أي أن الدولة لا تستوفي منها أي رسوم، بل ندخل بشق أمني لأن السيطرة خارج يد الدولة وليس لديها القدرة على التحكم والمراقبة".
ويذكَّر المهندس عليان بـ"محطة في أعالي الباروك بمنطقة الشوف، تمتلكها إحدى الشركات الموزّعة لخدمة الانترنت في لبنان، تبيّن أنها موصولة مباشرة بشركة انترنت توزع خدماتها في دول عدّة عبر "إسرائيل""، موصيًا الجميع بالتأكد من مصدر الانترنت الذي يستخدمونه، لأنه في الانترنت غير الشرعي من الممكن أن تكون متصلًا بشبكة اسرائيلية، إضافةً إلى أنَّ المعلومات الخاصة بك تصبح متاحةً للمزود، سواءٌ كان معاديًا أم لا.
أمّا عن مزودي الانترنت في الأحياء، فيلفت مهندس الاتصالات إلى "أن هذه الشركات غير مرخصة وتعمل بشكل غير قانوني، ولا أحد يعلم مدى السياسة المتخذة لحفظ أمن المعلومات التي يتبعونها لحماية المواطنين، أيضا تفتقر للخبرة والأهلية للقيام بهذه المهمة، ولا فكرة لديهم عن كيفية حماية الشبكة والزبائن إلا ما ندر، ولكن هذه الشركات تبتغي من هذا العمل تحقيق أقصى ربح ممكن، فهل ستستثمر لشراء معدات وبرمجيات لحماية المشتركين؟".
وينبّه عليان خلال حديثه لـ"العهد" المواطنين إلى أن "رمي أنفسكم في أي مكان من دون معرفة مصدر الانترنت خطرٌ جدًا، لأن أمن معلوماتكم وأمنكم الشخصي أهم من رفاهية الانترنت".