معركة أولي البأس

خاص العهد

التعبئة التربوية تهبّ لنجدة العام الدراسي
10/09/2022

التعبئة التربوية تهبّ لنجدة العام الدراسي

يوسف جابر

بين طيّات أزمة لبنان، جانبٌ يحطم آمال جيلٍ بأن يتمتعوا بأبسط حقوقهم، وهو التعلُّم. مستقبلُ هذا الجيل لا ترعاه الدولة، وكأنّه منفصلٌ عن مستقبل الوطن. وها هو العام الدراسي قد أقبل، وصرخات الأهالي من غلاء الأقساط، والأساتذة من فقر الحال تُسمع بآذانٍ صمّاء. وبين هذا التراخي والإهمال، يخرج حزب الله ساعيًا نحو الحلول والفرج. 

حزب الله، وعبر التعبئة التربوية في كافة المناطق، التفت للأزمة التربوية، فكانت لكل منطقة مبادرتها الخاصة التي تُحيط بجميع الجوانب المُهملة، من المدارس وحاجاتها، والأساتذة ومطالبهم، والأهالي وأوضاعهم، والطلاب ومستلزماتهم.

منطقة بيروت: نسعى لإعادة أكبر قدر ممكن من الطلاب المتسربين إلى المدارس

ولمعرفة تفاصيل ما تقدّمه التعبئة التربوية، أجرى موقع "العهد الإخباري" مقابلةً مع مسؤول التعبئة التربوية في منطقة بيروت أسامة ناصر الدين، الذي أكَّد تصدّي التعبئة "للأمور التي تتعلق بالتلاميذ والأهالي"، وقال "قمنا بحملة لإعادة المتسربين إلى المدارس، وأعطيناها أولوية لمساعدة الطلاب الذين لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين نتيجة أوضاعهم الاقتصادية".

وأضاف ناصر الدين: "نقوم بهذه الحملة على صعيد منطقة بيروت بالتعاون مع جهات في حزب الله ذات اهتمامات اجتماعية كالهيئات النسائية وكشافة الإمام المهدي (عج) ولجان أحياء... لرصد أكبر قدر ممكن من الطلاب المتسربين".

وكشف أنَّ "حزب الله رصد موازنةً للشروع بهذه الحملة، ولكن الاعتماد الأكبر للإكمال بهذا المشروع هو عبر أموال المتبرعين، لأن التكلفة عالية جدًا ويحتاج الأمر لتأمين بدل نقل وقرطاسية وقسط مدرسة، مشيرًا الى أنه من "المتوقع أن تكشف الحملة عن آلاف المتسربين"، ولفت إلى أنَّ "الحملة من 7 أيلول حتى 15 تشرين الأول، ويمكن للراغبين بالتبرع التواصل عبر الرقم 76819508".

التعبئة التربوية تهبّ لنجدة العام الدراسي

على صعيد القرطاسية، أوضح ناصر الدين أنَّ التعبئة أقامت حملة تبرعات بعنوان "الشنطة المدرسية"، وذلك عبر التبرع بالمال أو القرطاسية (جديدة أو مستعملة)، ونعوّل على تبرعات الناس بالشنط القديمة التي لا تزال صالحةً للاستعمال.

ولفت في حديثه لـ"العهد" إلى "مكتبة الإعارة" التي تُجمع من خلالها الكتب المستعملة، وذلك في ثلاثة مراكز، في مجمع الكاظم (ع) بحي ماضي، ومجمع الإمام الرضا (ع) في حي السلم، ومجمع خاتم الأنبياء (ع) في منطقة النويري، مضيفًا: "سخَّرنا 2 "توكتوك" و"رابيد" لجمع الكتب وهناك من يحضر للمراكز للتبرع، وهناك لجان متطوعة تعمد لفرز هذه الكتب إن كانت تصلح أو لا، وذلك بغرض التوفير على الناس بسبب غلاء القرطاسية".

التعبئة التربوية تهبّ لنجدة العام الدراسي

وتابع مسؤول التعبئة التربوية في منطقة بيروت: "نحن نسعى أيضًا لتأمين حدّ أدنى من القرطاسية للطلاب، أيضًا نساعد برسوم التسجيل لحالات ذات وضع اقتصادي صعب، بالإضافة للمنح في المدارس والمهنيات والجامعات الخاصة، وذلك بأكمله لمساندة الناس قدر المستطاع".

وفي الختام، شدَّد ناصر الدين على أنَّ هناك أمورًا على الدولة التصدي لها خاصة بالمدارس الرسمية من رواتب الأساتذة وضمانهم، وصناديق المدارس الرسمية وعدم قدرتهم على سحب أموالهم من المصارف، موصيًا "جميع الأسر بالنظر ضمن الدائرة الضيقة، فالمجموعة قادرة على مساعدة فرد من الأسرة حتى ولو كانوا فقراء، لأن الأوضاع صعبة على الجميع، ما يحتاج تظافرًا وتكافلًا بشكل أكبر".

منطقة جبل عامل الأولى: 30 مكتبة إعارة و15 معرض قرطاسية

من جانبه، مسؤول التعبئة التربوية في منطقة جبل عامل الأولى حيدر مواسي بيَّن أنَّه "جرّاء الوضع المعيشي الذي انعكس على القطاع التربوي، شكلنا في كل قرية لجنة أزمة تربوية، مهتمها تقدير الوضع التربوي بالنسبة للبلدة على صعيد المؤسسات التربوية واحتياجاتها (قرطاسية - أساتذة - طاقة شمسية..)، وتقدير حاجات معلمي القرية، فبعض المعلمين يحتاجون لبدل نقل أو لديهم مشكلة صحية، وبعضهم يحتاج لمساعدة اجتماعية، كما تقوم باجراء مسح للطلاب ومعرفة حاجاتهم من نقل وقرطاسية وأقساط".

وأشار مواسي في حديث لـ"العهد" إلى أنَّه "بناءً للتقديرات، تعمل اللجنة عليها لتأمين هذه الاحتياجات بالتعاون مع البلدية والفعاليات والمتمولين والمغتبرين من أبناء البلدة لمعالجة هذه المشاكل".

وأضاف: "كل بلدة مسؤولة عن أبنائها، وعلى الرغم من أنَّ حزب الله يقدِّم مساعدات بهذا المجال، ولكن الكم الأكبر من هذا المشروع عماده أموال التبرعات".

كما تحدَّث عن معارض القرطاسية ومكتبات الإعارة، موضحًا أن هناك 30 مكتبة إعارة، و15 معرض قرطاسية، وذلك لتخفيف الأعباء عن الأهالي، خصوصًا أن المتطلبات المدرسية باتت شبه "مدولرة".

مسؤول التعبئة التربوية في منطقة جبل عامل الأولى لفت إلى "مبادرةٍ جديدةٍ بعنوان "علمٌ يُنشر" تُجمع التبرعات من خلالها لتغطية كل ما يحتاجه الطلاب للالتحاق بالعام الدراسي، و كلٌّ حسب أولويته، ويمكن التواصل للتبرّع عبر رقم 03608740".

منطقة البقاع: نسبة المحتاجين لمساعدات زادت خلال هذا العام قرابة الـ 40%

أما في منطقة البقاع، فقد قال مسؤول التعبئة التربوية في المنطقة حسين الحاج حسن خلال حديثه لـ"العهد": "كنا قد أنشأنا منذ ثلاث سنوات خلال فترة "كورونا" خلية أزمة للموضوع التربوي في البقاع، واستمرت هذه الخلية خصوصًا مع تفاقم الأزمة المالية على المدارس والأهالي".

وأوضح الحاج حسن أنَّ هناك "في البقاع حاجة لتدفئة المدارس خصوصًا أنَّ العام الدراسي يكون ضمن فصل الشتاء، فهذا يشكِّل عبئًا على المدارس الخاصة والرسمية، أيضًا هناك عبءٌ آخر وهو نقل الأساتذة، لدينا في البقاع مسافات شاسعة، والأستاذ الرسمي لا يكفيه معاشه، فكيف يمكنه تحمل تكالف النقل؟ بعضهم لجأ للذهاب سيرًا على الأقدام لمسافات تصل إلى 40 كلم2 حتى يستطيع تدريس طلابه". 

وأشار إلى أنَّه جرى تشكيل لجانٍ في الشُّعب بكل القاطعات لمعرفة حاجات المدرسة الرسمية بشكل خاص ومحاولة تأمين المساعدة لتغطية تكاليف التدفئة ونقل المعلمين، إضافة لبعض الحاجات، فصناديق المدارس إما فارغة أو محتجزة في المصارف، مضيفًا: "نحاول تأمين تبرعات من الأهالي في القرى البقاعية، ولكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تشكل عائقًا أمام تحقيق هذا الأمر". 

وتابع الحاج حسن: "كما نعمل على تسجيل الطلاب في الجامعات الخاصة عبر مِنح خاصة وحسومات من المدارس، كما سعينا عبر التفاوض مع بعض المدارس الخاصة لعدم رفع الأقساط بشكل كبير لكي تستطيع الناس تسجيل أولادها".

وبيَّن خلال حديثه لموقع "العهد" أنَّ "بدل النقل بات يساوي قسط المدرسة، فإذا كان الطفل يسكن في بعلبك، فعلى أقل تقدير يكلّف النقل 900 ألف ليرة شهريًا، ما دفع الأهالي لتسجيل أولادهم في أقرب مدرسة بمحيطهم، من دون اكتراث لوضعها أو مستواها، ولكن حاليًا نحاول حلحلة هذا الأمر عبر جمع التبرعات، إضافة إلى أنَّ حزب الله سيتكفل بجزء من المشروع". وأضاف "نحاول مع البلديات تأمين نقل لطلابهم بالشراكة معنا في التكاليف ولكن لم نلقَ هذا التجاوب الكبير لأن أوضاع البلدات تعيسة".

كما أكَّد مسؤول التعبئة التربوية في البقاع العمل "على تأمين سكن جامعي في بيروت للطلاب الوافدين إلى العاصمة، وذلك بسبب شح الاختصاصات في البقاع، وكنا في العام الماضي قد أمَّنا سكنًا مجانيًا لهم، ولكن خلال هذا العام، سنضطر إلى دفع التكلفة بالشراكة مع الطلاب، ولكن سنتحمل الجزء الأكبر منها".

وكشف الحاج حسن في حديثه لـ"العهد" أنَّه "خلال العام الماضي ساعدت التعبئة التربوية بين 8 و 11 ألف عائلة بالقطاع التربوي، ولكن النسبة زادت خلال هذا العام قرابة الـ 40% بالحد الأدنى، كما ساعدنا 300 أستاذ وأستاذة بين مساعدات مادية واجتماعية".

ولفت إلى أن القرطاسية تعتمد على التبرعات، وخلال العام الماضي جرى توزيع قرطاسية بقيمة مليار وثمانمائة مليون ليرة لبنانية، ولدينا نفس التوجه خلال هذا العام، كذلك الحال في الكتب المستعملة، والآلية المُعتمدة هي بوضعها في المدارس ليستفيد الطلاب من كُتب من سبقهم في المراحل التعليمية.

وفي الختام، تمنى الحاج حسن على "وزارة التربية التدخل لإنقاذ القطاع التربوي عبر أخذ قرارات تساعد بعودة الطلاب إلى المدارس ومساعدة المعلمين بموضوع الرواتب والنقل، فالوضع لا يتحمله حزب أو مؤسسة أو جهة"، مشددًا على أنَّ "التعبئة ستبقى إلى جانب أهلنا مهما كانت الظروف ضمن طاقتنا واستطاعتنا وان شاء الله بالتكاتف معهم نستطيع أن نبدأ عامًا دراسيًا هادئًا ونستطيع ادخال أكبر عدد من الطلاب إلى مدارسهم".

المدارسالكتاب

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل