خاص العهد
العدوان الصهيوني على مطار حلب: الأولوية لإخراج الأمريكي
محمد عيد
مع الاعتداء الاسرائيلي على مطار حلب الدولي بالتزامن مع عدوان آخر على دمشق، يظهر السعار الصهيوني على أشدّه في محاولة يائسة لبعثرة الأوراق في المنطقة. لا يبدو محور المقاومة مستعداً للنزول عند رغبة الكيان في الانجرار إلى حرب مفتوحة بتوقيت العدو، كما يرفض أن يكون ناخبًا في انتخابات إسرائيلية داخلية اتّسمت كوجه الكيان بعدم القدرة على الحسم. في الوقت الذي يريد فيه محور المقاومة أن يضع يده على أصل المشكلة بإخراج أمريكا من المنطقة، ولعل استهداف القواعد الأمريكية في سوريا خلال الأيام الماضية على نحو غير مسبوق، تكريس لهذا التوجه الذي يبدو أنه آخذ مساره النهائي.
لماذا مطار حلب؟
في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري يشير عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي إلى أهمية مطار حلب الدولي والغاية الصهيونية من استهدافه فهو يعتبر ثاني أكبر مطار في سوريا بعد مطار دمشق الدولي. وقد أثبت القائمون عليه فعالية كبيرة، من خلال نقل جميع الرحلات التجارية والسياحية إليه بعدما أظهروا كفاءة عالية في ادارته عقب سنوات من حصاره واستهدافه من قبل المجموعات الارهابية، بعد أن استهدف الكيان الصهيوني مطار دمشق منذ عدة أشهر.
وأضاف الحاج علي أن مطار حلب الدولي استطاع أن يلبي احتياجات السوريين بعد استهداف مطار دمشق وحتى الانتهاء من عمليات اصلاحه وكل ذلك وفق خطة الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة في تضييق الخناق الاقتصادي على سوريا وفق المخطط المعروف. وشدد عضو مجلس الشعب السوري على أن الكيان الصهيوني اليوم يصعد من عملياته العسكرية وعدوانه المستمر لسببين:
- الأول داخلي متعلق بالانتخابات الاسرائيلية المقبلة ورغبة المرشحين وعلى رأسهم يائير لابيد في استمالة اليمين المتطرف الصهيوني.
- الثاني أعقب تصاعد عمليات المقاومة ضد أهداف أمريكية في سوريا ووقوع خسائر في صفوف الجنود والمعدات الأمريكية، فمؤخرًا تم استهداف حقل كونيكو للغاز الذي تتخذه القوات الأمريكية كقاعدة عسكرية على نحو غير شرعي، وقبلها بعدة أيام تم استهداف حقل العمر النفطي، بمسيّرات، حيث وقعت خسائر كبيرة في المعدات الأمريكيّة، وتم قتل ثلاثة جنود عدا المتعاقدين، مما اضطر امريكا لاعلان حالة التأهب لقواتها الموجودة في سوريا والعراق، ومن خلفها الكيان الصهيوني الذي ينفذ سياستها باستهداف الأماكن الحيوية في سوريا ردًا على ضربات المقاومة.
جريمة حرب
ولفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أن استهداف مطار حلب الدولي يعتبر جريمة حرب، لأنه يشكل أحد المنافذ الحدودية لسوريا التي تستخدم لنقل المؤن والأدوية، وخاصة أن سوريا بدأت عملية اعادة الاعمار، لا سيّما في مدينة حلب الصناعية، لذلك من المتوقع أن تتسع دائرة الاستهداف اكثر.
الملف النووي يلقي بظلاله
وأشار عضو مجلس الشعب السوري إلى أن الملف النووي الايراني يرخي بظلاله على كل المنطقة، فامريكا الراغبة بالعودة للاتفاق بأقل الخسائر السياسية الممكنة، تواجه ممانعة اسرائيلية كبيرة وخاصة من طرف اليمين واللوبي الصهيوني في الداخل الامريكي فضلاً عن أن رغبة امريكا بطي ملف ايران، لا تأتي فقط من رغبتها بالتفرغ لحربها المقبلة مع الصين، بل لأنها تعي تمامًا أن حلف المقاومة أصبح عسكريًا بمكان لا يمكن هزيمته، لذلك تعتبر الأمر انسحابًا تكتيكيًا مقابل هزيمة محققة في أي حرب مقبلة مع محور المقاومة.
وشدد الحاج علي على أن سوريا تعي تمامًا الاصطفافات الجديدة على المستوى العالمي والاقليمي، لذلك لا تعطي الكيان أبدًا الفرصة في البدء بحرب اقليمية تنقذه من مشاكله الداخلية والخارجية، وتوحّد صفوفه المفككة، فيما تعلم هي جيدًا أن الرد سيكون موجعًا وعلى امتداد جغرافيا حلف المقاومة، وهو رد سيكون مؤثرًا بلا شك لأن الأولوية الآن للخروج الأمريكي من المنطقة، وبعد اتمام هذا النصر، سيصبح زوال الكيان الصهيوني مجرّد تحصيل حاصل.