ابناؤك الاشداء

خاص العهد

رسائل الجولاني إلى الغرب: انفتاح ديني مزعوم
30/08/2022

رسائل الجولاني إلى الغرب: انفتاح ديني مزعوم

دمشق ـ محمد عيد
لم يتوقف زعيم "هيئة تحرير الشام" الإرهابية الوهابية أبو محمد الجولاني عن استعمال ورقة الأقليات في مساعيه الحثيثة لإقناع العالم بقدرة تنظيمه الإرهابي على التعايش. وآخر ما أسفرت عنه قريحة الرجل المتعطش للاعتراف الدولي به كحزب سياسي سوري معارض يمكن أن يلعب دوراً في رسم مستقبل سورية، تمثل في السماح لأتباع الديانة المسيحية في إقامة احتفال علني في كنيسة غرب إدلب بعد نحو عقد من منعهم من ذلك، في خطوة لم تنطلِ على احد بمن فيهم المحتفلون داخل الكنيسة.

احتفال بعد حرمان

أفادت مصادر أهلية من داخل قرية اليعقوبية الواقعة في ريف جسر الشغور ـ غربي إدلب، والتي يقطنها سكان سوريون مسيحيون، أن الأهالي أقاموا احتفالاً دينياً الأحد الماضي، ولأول مرة بشكل علني منذ نحو عقد من الزمن بمناسبة عيد القديسة "آنا" داخل الكنيسة الأرمنية في القرية.
 
وأكدت مصادر في القرية لموقع "العهد" الإخباري، أن خطوة كهذه جاءت بناء على اقتراح من الحكومة التركية التي تحاول "تلميع" صورة الجولاني بقصد تبرير تواطئها معه، وتسويقه كجهة سياسية معارضة تملك من القدرة على كسب ثقة الغرب وايهامه بأن الجولاني حامي الأقليات في مناطق نفوذه.
 
ولفتت المصادر في اليعقوبية إلى أن "هيئة تحرير الشام" الإرهابية طردت مؤخراً عائلات الجهاديين المنضوين في التنظيم "والحزب الإسلامي" من الكنيسة والدير في ريف جسر الشغور الشمالي، وسلمتهما لرجال دين مسيحيين حيث تم ترميم الكنيسة الأرمنية لإقامة الاحتفال وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل جهاز الأمن العام التابع لـ "هيئة تحرير الشام".

وسبق لمتزعم "هيئة تحرير الشام" الإرهابية أبو محمد الجولاني أن زار في العشرين من تموز/ يوليو الماضي قرى اليعقوبية والقنية والجديدة، وهي القرى التي تقطنها أقلية مسيحية في ريف إدلب الغربي وناقش مع بعض سكانها أحوالهم واعدا بالعمل على تحسين الواقع المعيشي لهم ضمن قراهم.

كذب وتدليس  

الأب زهري خزعل كاهن كنيسة "أم الزنار" أكد أن "ما يقوم به الإرهابي أبو محمد الجولاني متزعم "هيئة تحرير الشام" مع المسيحيين لن يفيده  وليس فيه "لوجه الله"  من شيء".
وفي حديث خاص بموقع " العهد" الإخباري أشار الأب زهري إلى أن "سياسة هذا التنظيم الإرهابي الآن تقوم على " إضفاء الطابع المدني" لها من خلال الاحتكاك مع المدنيين والاهتمام بالأقليات الدينية واعطائها حقوقها التي سلبتها إياها، في الوقت الذي تقول فيه إنها تعلن الحرب على الجماعات الجهادية المتشددة بغية طردها من المناطق التي تسيطر عليها".

وأضاف الأب زهري "إن طرد المجموعات المتشددة من مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" لا يرتبط بالدفاع عن المسيحيين وبقية الأقليات، بمقدار ما يرتبط بالتوجهات التي تبديها الهيئة انصياعا لأوامر انقرة، والتي تحاول أن تحد من نار التطرف الذي اشعلته على حدودها مع سورية من خلال جعل "هيئة تحرير الشام" وكيلها الإرهابي الذي يحول دون تمدد بقية الإرهاب إلى الداخل التركي، وهو أمر لا يعدو كونه "استبدال إرهاب بارهاب".

وأشار كاهن كنيسة "أم الزنار" في حديثه لموقعنا إلى أن "ظهور متزعم تنظيم "هيئة تحرير الشام" بلباس مدني مشاركا في الفعاليات والمناسبات لن يغير من فكرة أنه إرهابي، يريد أن "يستعمل المسيحيين" لمصلحته. والأخبار عن الاضطهاد الديني والسياسي عند أهلنا في القرى المسيحية ومعهم المسلمون المخالفون للجولاني تأتينا تباعاً، ونعرفها بالتفصيل وكل المسيحيين الذين هجروا كان تهجيرهم بسبب من الجولاني ورفاقه، وهم الرسل الحقيقيون إلى المجتمع الدولي الذي ينوي الجولاني تضليله".

الأب زهري أشار إلى أن "كراهية الجولاني للمسيحيين في مناطق نفوذه تبقى حبيسة سريرته، ولو ادعى خلاف ذلك وجهر بالتسامح، بدليل العدد الكبير من الحراس الذين حموا الاحتفال الديني في الكنيسة الأرمنية، ورفاق الجهاد عند الجولاني الذين انكروا عليه انفتاحه على المسيحيين، وقبلهم على الموحدين الدروز وتوعدوا بالانشقاق عنه ومحاربته إذا لم يعد إلى ما يقولون إنه "الدين الحنيف" والذي يمثل عند هؤلاء وفق عقيدتهم المضللة قتل الآخرين واستباحة دمائهم".

وكانت قرى اليعقوبية والجديدة وقنية قد سقطت في أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة في العام ٢٠١٣، وعانى أهلها المسيحيون كثيراً من الاضطهاد الديني، الأمر الذي اضطر أغلبهم إلى ترك البلاد والمغادرة قبل أن يضطر الجولاني إلى محاولة الاستثمار في هذه الورقة على أمل الظفر بلقب "حامي الأقليات" الذي سيفتح الغرب له أبوابه يوماً.

ادلبأبو محمد الجولاني

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة