خاص العهد
الشامي لـ "العهد": اليمنيون مستمرون بالصمود الأسطوري وعلاقتنا بحزب الله قضية وموقف
صنعاء ـ خاص "العهد"
على أعتاب العام الخامس من العدوان السعودي الأميركي على اليمن، أجرى موقع "العهد" الإخباري حواراً خاصاً مع الناطق باسم حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء ووزير الإعلام اليمني ضيف الله الشامي، تناول فيه الصمود الأسطوري في وجه آلة العدوان السعودية ـ الامريكية التي صنعت أسوأ أزمة انسانية في القرن الحادي والعشرين.
وفي حديثه، لفت الشامي الى الدور البريطاني حيال الحل السياسي في اليمن، وهو دور جديد يقوم به وزير الخارجية البريطاني من خلال تنفيذ اتفاق اعادة الانتشار في الحديدة، مؤكداً أن "عملية السلام تراوح مكانها وتتحرك كسلحفاة شائخة عليلة لا تتقدم خطوة الا وتعود مثلها".
الشامي الذي دعا عبر "العهد" التحالف السعودى الى فهم ما يجري على الأرض ويتنازل عن غروره وكبريائه، أكد أن الشعب اليمني يدشن عامه الخامس من الصمود الاسطوري في وجه العدوان "بكل ثقة وايمان بالله ونصره وتأييده"، فيما بالمقابل "يتفكك العدوان وتحالفه وتبرز الخلافات بين قياداته وأدواته وهذا ما يعزز ذلك الصمود الكبير".
وأشار الشامي إلى أن "آلية الحرب أطلقت من واشنطن"، واصفاً العدوان على اليمن بأنه "أميركي بامتياز"، موضحاً أن مطامع دول الجوار تم استغلالها بشكل كامل من قبل أميركا وحلفائها من دول الاستكبار العالمي.
وأكد الشامي أن الحرب كانت كارثة انسانية على مستوى قتل الأطفال والنساء والمدنيين والبنية التحتية، الا أنها "عززت قيم العزة والصمود والحرية والكرامة التي أراد العدو تدميرها".
"الدور الامريكي في اليمن هو نفس الدور الذي يمارسه الشيطان" يقول الشامي، معتبراً أن "الأميركي يعمل بالخفاء لكنه صاحب الفكرة والمخطط والآخرون أدوات رخيصة".
أمّا في ما يتعلق بالأمم المتحدة، فألمح الشامي الى أنها "عاجزة عن تقديم أي شيء، فهي لم تقدم منذ تأسيسها أي نجاح لصالح أي شعب في العالم بل تتآمر مع الغزاة والمحتلين في كل بلد وما يجري في فلسطين أبرز دليل".
وحول زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى عدن وتصريحات ما يسمى برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي التي أوضح من خلالها أن الاحتلال البريطاني "لم يكن محتلاً" بل "في شراكة مع الجنوبيين"، قال الشامي: "تصريحات الزبيدي سقوط مدوٍّ وتكشف حقيقة الصفقات التي تبرمها بريطانيا مع هذه الأدوات المهيئة والممهدة للاحتلال من جديد".
الشامي تحدث عن علاقة حكومته بحزب الله على ضوء التطورات الأخيرة قائلاً: "علاقتنا بحزب الله علاقة قضية وموقف ونحن أمة واحدة وجسد واحد". وتابع "يكفينا فخراً أن حزب الله وقيادته هم أصحاب الصوت القوي والصادق مع شعبنا ومظلوميته ورفض العدوان عليه"، موكداً أن "القرار البريطاني الأخير ضد حزب الله هو قرار لا قيمة له ولن يزيد حزب الله الا قوة ومكانة وعظمة في أعين الناس جميعاً".
وفيما يلي نص الحوار:
* موقع "العهد": على عتبة العام الخامس للحرب على اليمن والتي صنعت أسوأ كارثة إنسانية في هذا القرن، ما هي رسائلكم للشعب اليمني، وللتحالف السعودي وللمجتمع الدولي الصامت؟
- الوزير الشامي: الشعب اليمني يدشن عامه الخامس من الصمود الاسطوري في وجه العدوان الامريكي السعودي الاماراتي بكل ثقة وروحية عالية وايمان بالله ونصره وتأييده وهو يرى الانتصارات الميدانية تتوالى، فعليه أن يزداد ثقة بالله وقوة وصلابة في مواجهة أعدائه، وبالمقابل يتفكك العدوان وتحالفه وتبرز الخلافات بين قياداته وأدواته وهذا ما يعزز ذلك الصمود الكبير.
أما تحالف العدوان، فالرسائل الميدانية والهزائم المتتالية هي أبرز ما يفهمه إن كان راغباً في ذلك، فهو أعلن عاصفته الأولى التي أرادها أن تعصف باليمن خلال مهلة اسبوعين، والى اليوم نحن على مشارف العام الخامس ولم يحقق شيئاً، فهل يمكن أن يفهم الدرس ويتنازل عن غروره وكبريائه؟
وللعالم الصامت والمتواطئ يمكن تذكيرهم بأن التاريخ لا يرحم وسيكتب مشاركتهم بصمتهم عن كل دم سفك من نساء وأطفال هذا الشعب اليمني، فليسجلوا تاريخهم بالشكل الذي يحبونه.
* موقع "العهد": برأيكم من أطلق آلية الحرب؟ هل هي واشنطن، أم مطامع جيرانكم في منطقة الخليج، أم أنها نتيجة أخطاء لكم أيضاً؟
- الوزير الشامي: آلية الحرب أطلقت من واشنطن، والعدوان على اليمن أميركي بامتياز، ومطامع دول الجوار تم استغلالها بشكل كامل من قبل أميركا وحلفائها من دول الاستكبار العالمي لتنفيذ مخططهم في اليمن.
* موقع "العهد": بعد أربعة أعوام، ما أبرز ما أنتجته الحرب على الصعيدين العسكري والسياسي؟
- الوزير الشامي: الحرب فرزت المجتمع اليمني بين منبطح وعميل وخائن، وبين رجال يؤمنون بقضية وسيادة وطن ورفض الوصاية والارتهان. وأوضحت القوى الوطنية من العميلة، وأسقطت الأقنعة عن المتسترين بالوطنية ليروا أنفسهم عراةً منها يقفون في صف العدو الأجنبي والمحتل ضد وطنهم وأبنائه. الحرب جعلت الشعب اليمني قوة دولية يعترف العالم بها بما تمتلكه من قيم وقوة وصدق وايمان وثبات وصمود تحطمت أمامه امبراطوريات السلاح الأميركي والمال السعودي. الحرب وإن كانت كارثية في قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير البنية التحتية الا أنها عززت قيم العزة والصمود والحرية والكرامة التي أراد العدو تدميرها.
* موقع "العهد": كيف يمكنكم التعليق على التعاون غير المباشر للتحالف السعودى مع منظمات إرهابية مثل "القاعدة" و"أنصار الشريعة"؟ وأين ذهبت "داعش" بعد تفجيراتها الإرهابية في جامعي الحشوش وبدر قبل أسبوع من انطلاق ما يسمى بـ"عاصفة الحزم" في 26 من مارس 2015؟
- الوزير الشامي: التعاون بين التحالف والمنظمات الإجرامية كـ"القاعدة" و"داعش" لم يكن خافياً، بل كان واضحاً للعيان، فالخونة والعملاء هم من كانوا يسهلون عمليات أولئك، وهم في هرم السلطة، وكانت عمليات التفجير تدار من خلال السفارتين الأميركية والسعودية، وعندما تحرك الجيش اليمني لمواجهة تلك التنظيمات أصيب المخططون الرئيسيون في مقتل فحاولوا انقاذهم بالسياسة، والتخويف، والعديد من الأساليب، لكن هذه الطرق فُضِحَت جميعاً فاضطروا للتخندق المباشر معهم ضد أبناء اليمن عموما وعمدوا لترتيب عمليات اجرامية كبرى لزرع الرعب والخوف داخل المجتمع اليمني كمجزرتي جامعي بدر والحشوش للتمهيد للعدوان كخطوة استباقية للمواجهة.
* موقع "العهد": أين أصبحت عملية السلام لا سيما مع بروز دور بريطاني في مجلس الأمن وتحركات لوزير الخارجية البريطاني في المنطقة حول دعم عملية السلام في اليمن التي يسعى مارتن غريفيث البريطاني أن يكون بطلها كمبعوث أممي؟ هل ترحبون بهذه التحركات؟ وما هو موقفكم حيال العملية السياسية بعد تصريحات وزير الخارجية البريطاني من ميناء عدن؟
- الوزير الشامي: عملية السلام تراوح مكانها وتتحرك كسلحفاة شائخة عليلة لا تتقدم خطوة الا وتعود مثلها، ولذلك برز الدور البريطاني بشكل كبير من خلال تحركات الخارجية البريطانية ودور المبعوث بريطاني الجنسية ومكتب المبعوث الذي يشكل نسبة البريطانيين العاملين فيه ٨٥%، ليبرز الدور الذي حاولت بريطانيا اخفاءه دون جدوى. فالتعامل في الملف السياسي بمصداقية ووضوح من قبلنا كشف حقيقة ذلك الدور.
وأعتقد أن الأمور إن سارت بهذه الوتيرة فالفشل هو مآل التحرك السياسي، رغم التنازلات والخطوات المتقدمة التي نقدمها من جانب واحد لتعزيز الثقة وبنائها، لأننا نمتلك القرار ولسنا تابعين أو قرارنا بيد الغير كما هو حال المتحالفين وأدواتهم.
* موقع "العهد": لماذا اختفى الدور الأمريكي؟ ماذا عن دور الأمم المتحدة؟
- الوزير الشامي: بالنسبة لاختفاء الدور الامريكي فهو نفس الدور الذي يمارسه الشيطان، هو يعمل بالخفاء لكنه صاحب الفكرة والمخطط والآخرون أدوات رخيصة فقط، فإن اختفى هذا الدور أمام العالم فنحن بثقافتنا ووعينا نراه بوضوح وتجلٍّ.
أما الأمم المتحدة فهي عاجزة عن تقديم أي شيء، هي لم تقدم منذ تأسيسها أي نجاح لصالح أي شعب في العالم بل تتآمر مع الغزاة والمحتلين في كل بلد وما يجري في فلسطين أبرز دليل.
* موقع "العهد": لماذا يصر خصومكم على أن أحد أهم شروط السلام في البلاد هو انسحابكم من المدن وموانئ البحر الأحمر كرأس عيسى والصليف وليس فقط ميناء الحديدة؟ وهل أنتم جاهزون للانسحاب في حال أنكم شعرتم بضرورة ذلك أم أنكم ترون أن مثل هذه المطالب تقوض استمرار المشاورات مع دول العدوان السعودي وحكومة هادي؟ ماذا عن الخروقات؟
- الوزير الشامي: الخصوم يرون في اتفاق السويد ورطة تورطوها لأنهم كانوا يهدفون للخداع والمراوغة ففشلوا، وقوة جانبنا السياسي ومرونته في التعامل مع الاتفاق كشفت حقيقة الطرف الآخر وعجزه وأنه لا يمتلك قراراً بالمطلق، فذهب لمحاولة تحريف الاتفاق وتفسيره باتجاه آخر لكنه فشل ايضاً في ذلك. ونحن متمسكون بالاتفاق ونطالب الامم المتحدة بتحديد المعرقلين وابراز الخطوات التي تتم ميدانيا وفق المراحل التي تم التوافق عليها في الاتفاق وهي بالفعل تقوض عملية الاستمرار للذهاب نحو الحل السياسي، فخروقات العدوان المستمرة وصلت الى حد اطلاق النار عدة مرات على اللجنة الاممية لكن النفاق الأممي كان سيد الموقف رغم اتضاحه للعالم جميعا.
* موقع "العهد": ماذا تتوقعون من الانتخابات البرلمانية التكميلية التي يجري الإعداد لها في العاصمة صنعاء؟
- الوزير الشامي: الانتخابات التكميلية تمثل خطوة قانونية يقوم بها مجلس النواب لتعزيز دور مؤسسات الدولة وايصال رسالة للعالم أن بناء الدولة اليمنية لن يحتاج الى الوصاية الدولية فنحن ولو كنا تحت العدوان والحصار، ماضون نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة العادلة.
* موقع "العهد": هل هنالك أي رسائل أُريد توجيهها من خلال لقاء وزير الخارجية البريطاني مع محمد عبد السلام في عمان والذي تبعته تحركات لجيرمي في المنطقة، إذ زار عدن داعياً ما يسمى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي إلى بريطانيا حيث صرح أن بريطانيا كانت في "شراكة" وليس احتلال مع الجنوبيين؟
- الوزير الشامي: البريطانيون يتعاملون مع السياسة بالمكر والخداع والتناقضات واللعب عليها، وهذا لم يعد ينطلي على شعوبنا الاسلامية، وما تلك الزيارات واللقاءات سوى ذر الرماد في العيون ليبرز دوراً جديداً ولاعباً أساسيا في المنطقة وهذا شيء لا نجهله.
أما تصريحات الزبيدي فهي سقوط مدوٍّ وتكشف حقيقة الصفقات التي تبرمها بريطانيا مع هذه الأدوات المهيئة والممهدة للاحتلال من جديد.
* موقع "العهد": لطالما صرح قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي بأن اليمنيين هم جزء من محور المقاومة وبأنكم على استعداد للدفاع عن هذه الأمة ومقدساتها، أي دور يمكن لأنصار الله أن تلعبه ضمن هذا المحور؟
- الوزير الشامي: تصريحات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله لا تأتي من فراغ، وليست عبارة عن مزايدة سياسية، فهؤلاء القادة لا يتكلمون جزافاً، كما أنه بنفس مسار السيد المجاهد العظيم حسن نصر الله حفظه الله، فهم يعون ما يقولون ويتحركون وفق منهجية أمة، ولذلك نفتخر ونفاخر العالم بهم وأننا جزء من محور المقاومة الذي ركّع أنوف المستكبرين ويعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة والعمل المشترك بين كل المسلمين. وما العدوان على اليمن سوى محاولة لاضعاف هذا المشروع المجاهد والمقاوم لكنه كالحديد يزداد صلابة، وقوة وبالفعل الذي يسبق القول، لن ننسى قضايا امتنا رغم جراحنا ومآسينا والقيادة تستند الى منهجية وشعب عظيم يجسد الأقوال بالأفعال.
* موقع "العهد": كيف تقيمون علاقتكم مع حزب الله حالياً؟ وكيف ترون إمكانية تطويرها في ظل التحديات الأخيرة التي تجتاح المنطقة؟
- الوزير الشامي: علاقتنا بحزب الله علاقة قضية وموقف، ونحن أمة واحدة وجسد واحد ونحمل همومه ويحمل همومنا ولا يخجلنا ذلك فتهمة العدو لنا بالعلاقة مع حزب الله فخر لا ننكره بل نفاخر به، ويكفينا فخراً أن حزب الله وقيادته هم أصحاب الصوت القوي والصادق مع شعبنا ومظلوميته ورفض العدوان عليه وعندما نستمع للامريكيين والاسرائيليين والسعوديين والاماراتيين وهم يصرحون انهم لا يقبلون بحزب الله جديد في اليمن نقول لهم ونحن لم نقبل ولن نقبل بـ"اسرائيل" أخرى في الوجود بأكمله.
* موقع "العهد": كيف ترون القرار البريطاني الأخير الذي أدرج حزب الله على ما يسمى "لائحة المنظمات الإرهابية"؟
- الوزير الشامي: القرار البريطاني ضد حزب الله هو قرار لا قيمة له ولن يزيد حزب الله الا قوة ومكانة وعظمة في أعين الناس جميعا فلو امتدحته بريطانيا أو أميركا أو "اسرائيل" عندها يمكن أن نخاف على حزب الله.