خاص العهد
سفير اليمن في دمشق يحيي الأربعين ربيعا ويقول لـ" العهد": حزب الله والسيد نصر الله من أكبر من ناصروا قضيتنا
دمشق ـ محمد عيد
في أربعينية انطلاقة المقاومة الإسلامية في لبنان دعا السفير اليمني في دمشق عبد الله علي صبري إلى منزله عدداً من الشخصيات الوطنية السورية والفلسطينية والإيرانية الذين أحيوا وباركوا المناسبة العظيمة، وألقوا كلمات أكدت على التحول المحوري الذي طرأ على حاضر الأمة ومستقبلها نتيجة نشوء هذه المقاومة المحكومة بالأخلاق والقيم والتضحية، بحيث باتت نبراسا استلهمت منه الشعوب المقاومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
صبري: معنيون باحتفالية المقاومة
السفير اليمني في دمشق عبد الله علي صبري بارك بداية للمقاومة الإسلامية الذكرى الأربعين لانطلاقتها في لبنان، كما بارك أيضاً للأمة العربية والإسلامية الانتصارات الكبيرة التي سطرتها المقاومة اللبنانية والمقاومة بشكل عام في مواجهة الكيان الصهيوني.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري قال صبري: "هذه المقاومة رفعت رأس الأمة عاليا ويكفي أن نقول إنه منذ تحرير جنوب لبنان دخلت الأمة عصر الانتصارات بفضل هذه المقاومة".
وبالنسبة لليمن واليمنيين لفت السفير اليمني في دمشق إلى أن لحزب الله مكانة كبيرة في قلوب كل الاحرار، وكذلك للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، باعتبار أن الحزب والأمين العام من أكبر من ناصر القضية اليمنية ودافعوا عن مظلومية الشعب اليمني، ولا شك أنه تعرض للكثير من الإجراءات والضغوط بسبب هذا الموقف الصريح من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ومع ذلك لم يتراجع ولم يتنازل.
محور المقاومة يدافع عن بعضه بعضًا
وشدد صبري على أن كل مواقف السيد حسن نصرالله كان وقعها كبيراً على اليمنيين "خاصة أن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن كان يراد له أن يكون منسيا، ويعلم الجميع حجم التضليل الإعلامي الذي مورس تجاه الحرب على اليمن حتى أصبحت حربا منسية، لكن صوت حزب الله وصوت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان فارقا في تاريخ هذه الحرب، ولا شك أن قوله الأخير إن حزب الله ليس وسيطا، هو امتداد لمواقفه السابقة وقد تعامل معه العدو باعتباره طرفاً في هذه الحرب، خاصة وأن كلماته ومواقفه وكل ما قدمه حزب الله أصبح معروفاً للقاصي والداني، وكلنا كمحور مقاومة نتولى الدفاع عن بعضنا بعضًا، والتنسيق مع بعضنا بعضًا، وبالتالي عجبا لمن يريد لطرف من أطراف محور المقاومة أن يقدمه كوسيط في العدوان على اليمن".
دعم محور المقاومة
وحول أوجه الدعم التي يقدمها حزب الله للمقاومين في اليمن، اشار السفير اليمني في دمشق في حديثه لموقعنا إلى أن الدعم المعلن المقدم من جانب المقاومة الإسلامية في لبنان هو دعم سياسي وإعلامي، وهذا واضح للجميع وهذا الدعم لا يقتصر فقط على حزب الله، ولكن من كل أطراف محور المقاومة، من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى القوى والفصائل الفلسطينية إلى الجمهورية العربية السورية، والى كل المقاومين في العراق والبحرين. وأضاف صبري أن الترتيب والتنسيق قائم بطبيعة الأحوال "ربما نحن لسنا في معطياته كسياسيين ودبلوماسيين لكن آثاره على الأرض واضحة ويكفي أنه عندما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن استهداف المقدسات والاقصى في فلسطين يعني حربا إقليمية كان الرد السريع من السيد عبد الملك الحوثي أن اليمن جاهز لكي يكون جزءا من هذه المعادلة، وهذا يعني أن الترتيب والتنسيق وصل إلى آفاق كبيرة وأن المحور هو كل واحد لا يتجزأ".
الهدنة إلى أين؟
وحول آخر التطورات السياسية في اليمن، لفت السفير اليمني في دمشق في حديثه لموقعنا إلى أن
اليمن اليوم يعيش تطورات سياسية اهمها الهدنة القائمة منذ ما يقارب الأربعة أشهر "هي هدنة يلتقط فيها شعبنا الأنفاس لكن لم تنفذ كلها فهي ما زالت هشة وغير كافية. نحن نتطلع إلى وقف العدوان على اليمن ورفع الحصار كليا وأيضا إلى معالجات إنسانية تشمل المرتبات وتشمل معالجة ملف الأسرى والمفقودين" مشيراً إلى أنه "إن كان هناك نية جدية لقوى العدوان من أجل أن يعالجوا هذه الملفات" فنحن جاهزون بالنسبة للأمور الفنية أما إذا لم يكن هناك جدية ولا نية فنحن كما قلنا إن اليد ما زالت على الزناد."
التأزيم الاقتصادي.. والمواجهة بصبر وثبات
وأشار صبري في حديثه لموقعنا إلى أن المشهد في جوانبه الأخرى هو مشهد التأزيم الاقتصادي، وهذا التأزيم الاقتصادي بسبب الحرب والعدوان والحصار، وبسبب الأوضاع العالمية أيضا "إنما شعبنا يواجه هذه المعاناة بصبر وثبات وصمود وهو ما جرت عليه العادة على مدى ثماني سنوات من العدوان ولن يفت في عضد شعبنا استمرار هذا الحصار ولكن نحن نقول قولا واحداً إن الحصار على اليمن هو جزء من الحرب الاقتصادية وإن إيقاف العدوان يجب أن يشمل الحصار أولا قبل كل شيء".
المفتاح: حزب الله نشأ في أصعب الظروف
مدير عام مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح أشار في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن "حزب الله نشأ في أصعب ظرف يمكن أن يمر به حزب، وذلك أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وخروج مصر من ميدان الصراع مع العدو الصهيوني بتوقيعها اتفاقيات كامب ديفيد، وقيام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بشن حرب ظالمة وعبثية على الجمهورية الإسلامية في إيران".
وأضاف المفتاح أنه وعلى الرغم من كل هذه الظروف التي يفترض بها أن تأتي على المقاومة في "مرحلتها الجنينية"، فإن حزب الله صمد وقاتل بإيمان راسخ وعزيمة لا تلين، وراكم الانتصارات، وارتقى في فكره مبلورا نظرته إلى الأمور بمزيد من الواقعية والموضوعية والثقة المطلقة بأن وعد الله حق، ليصبح على ما هو عليه اليوم قوة عظيمة تفرض معادلاتها بجسارة وتردع العدو الصهيوني وتعيد تذكيره بقرب زواله".
البحيصي : حزب الله دمر ركائز الكيان
رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية ـ الإيرانية الدكتور محمد البحيصي أشار في تصريح خاص بموقع " العهد" الإخباري إلى أن "حزب الله المقاوم أصاب في الكيان الصهيوني مقتلا، عندما أجبره وللمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني على الانسحاب من أرض عربية احتلها بالقوة، وهذه سابقة في تاريخ الصراع، والكيان الذي يقوم على التوسع ويبني أساس وجوده عليه لا يحتمل خطوة كهذه تؤسس لزواله، وهو الذي بنى وجوده على فكرة التوسع والاستيطان في الأرض التي يحتلها عنوة.
وأضاف رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية أن "مشروع حزب الله هو مشروع أخلاقي بالدرجة الأولى، أحسن فيه القادة الأداء فكانوا القدوة التي أثرت بجمهوره المقاوم ومحبيه على امتداد العالم العربي والإسلامي وجعلتهم يدركون أنهم إزاء حالة مختلفة في العمل الجهادي والسياسي عنوانها الصدق والثقة المطلقة بالله رب العالمين".